أسعار الذهب.. توقعات متفائلة وعوامل داعمة بعد خسائر 2021 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
بعد الأداء المخيّب للآمال في 2021؛ فإن أسعار الذهب قد تلتقط أنفاسها بعض الشيء في العام الجاري، رغم استمرار الرياح المعاكسة.
ومن المحتمل أن يواجه الذهب ديناميكيات مماثلة في عام 2022 لتلك التي حدثت في العام الماضي، بحسب تقرير حديث لمجلس الذهب العالمي.
وفي حين أن السياسة النقدية المتشددة وارتفاع الدولار الأميركي من المرجح أن تؤثر سلبًا في أداء الذهب؛ فإن تسارع التضخم وتزايد الطلب على المعدن يقدمان دعمًا إيجابيًا.
أسعار الذهب في 2021
انخفضت أسعار الذهب بنحو 4% تقريبًا؛ ما يوازي 66.4 دولارًا في العام الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 48% خلال العامين الماضيين، لتسجّل أسوأ أداء سنوي منذ عام 2015.
وتراجعت جاذبية المعدن الأصفر بصفته ملاذًا آمنًا، خاصة في النصف الأول من عام 2021، مع انتشار لقاحات كورونا وتعافي الاقتصاد العالمي؛ ما أدّى إلى انخفاض الأسعار إلى 1770 دولارًا للأوقية تقريبًا، بعدما بدأ الذهب العام عند قرب مستويات 1900 دولار.
في حين يرى المجلس العالمي للذهب أن النصف الثاني من 2021 كان عبارة عن لعبة شد الحبل بين العوامل المؤثرة في أداء المعدن النفيس.
وأدى عدم اليقين المحيط بالمتغيّرات الجديدة مثل دلتا وأوميكرون، جنبًا إلى جنب مع زيادة مخاطر تسارع التضخم، إلى انتعاش طلب المستهلكين على الذهب؛ ما دفع الأسعار للارتفاع.
وعلى العكس من ذلك، استمر ارتفاع معدلات الفائدة والدولار الأميركي في خلق رياح معاكسة لأداء أسعار الذهب؛ ما جعلها غير قادرة على تعويض خسائر النصف الأول من 2021، لتنهي العام عند 1806 دولارات للأوقية تقريبًا، وفق التقرير.
وأدى ارتفاع عوائد السندات الأميركية في العام الماضي إلى تقليل الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر.
وفي إجمالي 2021، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات خارجة تتجاوز قيمتها 9 مليارات دولار.
توقعات أسعار الذهب في 2022
بالنظر إلى المستقبل؛ فإن ارتفاع معدلات الفائدة يشكل مخاطر على أداء أسعار الذهب، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل، وفقًا للتقرير.
ويشير الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى موقف أكثر تشددًا في السياسة النقدية، لمواجهة ارتفاع معدل التضخم، الذي يقف حاليًا عند أعلى مستوياته في 40 عامًا.
وألمح الاحتياطي الفيدرالي في أحدث اجتماعاته إلى إمكان رفع معدل الفائدة 3 مرات في العام الجاري، بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا في السابق، مع إنهاء برنامج مشتريات الأصول المرتبط بالوباء في مارس/آذار المقبل.
مع ذلك، يظهر تحليل دورات التشديد النقدي السابقة أن الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى عدم تشديد السياسة النقدية بقوة كما توقع أعضاء البنك في البداية، بحسب مجلس الذهب العالمي.
ويشير مخطط توقعات أعضاء الفيدرالي، دوت بلوت، الخاصة برفع معدلات الفائدة إلى أن تقديرات الاحتياطي الفيدرالي قد تجاوزت بشكل كبير المعدلات الحقيقية المستهدفة.
والأهم من ذلك، أن توقعات السوق المالية لإجراءات السياسة النقدية المستقبلية -التي يُعبّر عنها من خلال عوائد السندات- كانت تاريخيًا مؤثرًا رئيسًا في أداء أسعار الذهب.
ونتيجة لذلك، كان أداء الذهب أقل من المعتاد تاريخيًا في الأشهر التي سبقت دورة تشديد الاحتياطي الفيدرالي، قبل أن يكون الأداء أفضل في الأشهر التي أعقبت رفع سعر الفائدة، فيما قد يكون المعدن مدعومًا بأداء الدولار، الذي يتخذ النمط المعاكس.
فضلًا عن ذلك، فإنه في حين أن هناك الكثير من التركيز على العلاقة مع أسعار الفائدة الأميركية؛ فإن الذهب سوق عالمية، وقد لا تتحرك جميع البنوك المركزية بالسرعة التي يتحرك بها الاحتياطي الفيدرالي.
على سبيل المثال، يرى البنك المركزي الأوروبي أنه من غير المحتمل رفع أسعار الفائدة في عام 2022 على الرغم من معدلات التضخم القياسية الأخيرة.
عوامل داعمة
على الرغم من الانقسام بشأن تأثير ارتفاع معدلات الفائدة في أداء أسعار الذهب؛ فإن هناك بعض العوامل الإيجابية للمعدن في 2022.
في حين أن السياسات النقدية المتباينة قد تؤدي إلى قوة الدولار؛ فإن معدلات الفائدة الثابتة يجب أن تدعم الطلب الإقليمي على الاستثمار في الذهب.
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يؤدي استمرار تسارع التضخم المرتفع إلى استمرار الطلب على الذهب بصفته تحوطًا، وفق مجلس الذهب العالمي.
وتاريخيًا، كان أداء الذهب جيدًا وسط ارتفاع معدلات التضخم؛ ففي السنوات التي كان فيها التضخم أعلى من 3%، ارتفعت أسعار المعدن الأصفر 14% في المتوسط، بحسب التقرير.
كما قد توفر التوترات الجيوسياسية، فضلًا عن طلب البنوك المركزية على الذهب والمجوهرات دعمًا إضافيًا طويل الأمد.
ويعتقد مجلس الذهب العالمي أن المعدن الأصفر قد يتلقى دعمًا إيجابيًا في عام 2022 من أسواق المجوهرات الرئيسة؛ مثل الهند.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الذهب تسجل أسوأ أداء سنوي منذ 2015 - (تحديث)
- الطلب العالمي على الذهب يتراجع 10% خلال النصف الأول
اقرأ أيضًا..
- غاز النفط المسال.. أميركا تنافس منتجي الشرق الأوسط في أسواق آسيا
- الجزائر والمغرب.. مؤشرات إيجابية للتعافي من كورونا وأزمة أسعار النفط
