إعلان موعد العمل في خط أنابيب تابي لنقل الغاز بين 4 دول (تحديث)
حياة حسين
يُستأنف العمل في مشروع خط أنابيب تابي لنقل الغاز بين دول تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند في مارس/آذار المقبل، حسب اتفاق وتصريحات رسمية صدرت قبل قليل.
وأعلنت وزارة الخارجية في حكومة حركة طالبان الأفغانية، الاتفاق مع تركمانستان على "استخدام أفغانستان كطريق عبور بين وسط وجنوب آسيا ونقل الغاز الطبيعي المسال والمعادن والأغذية والسلع التجارية الأخرى عبر هذا الطريق".
وأشارت الوزارة في بيان صحفي إلى "عقد اجتماع للفريق الفني للجانبين في كابول يوم 22يناير/كانون الثاني، وأن يبدأ العمل في مشروع الكهرباء ومشروع تابي وتمديد خط السكة الحديد بدءً من مارس/آذار".
كان وزير الخارجية في حكومة طالبان الأفغانية، أمير خان متقي، قال في 13 يناير/كانون الثاني الجاري، إن مسؤولًا تركمانستانيًا أبلغ بلاده ببدء العمل في تابي، خلال العام الجاري.
وأضاف متقي أن نائب وزير خارجية تركمانستان، وافا خادزيف، أبلغ المسؤولين الأفغان بشأن خط غاز تابي خلال زيارته إلى كابول في وقت سابق في يناير/كانون الأول الجاري، حسبما ذكر حينها موقع "أبستريم".
تمويل مشروع خط أنابيب تابي
قال وزير الخارجية الأفغاني في حكومة طالبان، إن تركمانستان ستموِّل عمليات تدشين المشروع في صورة قروض على بلاده، سوف تردّها من إيرادات تشغيل تابي.
وبذلك تُلقي أفغانستان الكرة في ملعب جارتها وشريكتها تركمانستان، لأنها لا تمتلك قدرات تمويلية، بسبب عدم الاعتراف الدولي بحكومة طالبان التي سيطرت على الحكم العام الماضي، وفقًا للتقرير
ويُعدّ خط أنابيب تابي أحد أكبر مشروعات نقل الغاز من وسط آسيا إلى جنوبها، وبدأ التفكير في تنفيذه في تسعينيات القرن الماضي، وأُطلق هذا الاسم عليه، كونه يضم الأحرف الأولى من الدول الـ4 المشاركة فيه، وهي تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند.
تفاصيل مجهولة
لم تعلّق وزارة خارجية تركمانستان على كيفية ترتيب عملية تمويل استئناف العمل في خط غاز تابي، أو حتى موعد بدء العمل الذي أعلنه المسؤول في حكومة طالبان.
ولكن تركمانستان بذلت مجهودات دبلوماسية حثيثة العام الماضي مع البلدان الـ3 المشاركة لها في المشروع، لاستئناف العمل في تابي، إذ تظل صادراتها من حقول "غالكينيش"، محدودة الفرص دونه.
وتُصدِّر عشق آباد معظم إنتاجها من الغاز حاليا إلى الصين، من خلال 3 خطوط تمرّ عبر كل من قازاخستان وأوزبكستان.
غير أن روسيا منعت تركمانستان من استخدام خط نقل الغاز "ترونكلاين"، لبيع الغاز الطبيعي في أوكرانيا وأوروبا، إلّا من خلال شركتها العملاقة "غازبروم".
مصير معلق
رغم الحديث عن بدء العمل خلال العام الجاري، يبدو مصير أن مصير خط أنابيب تابي ما زال معلقًا بصراعات أفغانستان والدول المجاورة، التي تتعدد أطرافها، ومن بينها حركة طالبان.
وسيطرت حركة طالبان على الحكم في المدة بين عامي 1996 و2001، حتى أطاحت أميركا بها بعد تدخّل عسكري، ثم عادت إلى السيطرة على الحكم بعد انسحاب الولايات المتحدة منها العام الماضي.
وأبدت حركة طالبان، المتهمة بالتطرف الإسلامي، كثيرًا من المرونة، في محاولة منها لاستمالة الدول الخارجية، خاصة الغربية بقيادة أميركا، إلّا أنها حتى الآن فشلت في الحصول على اعتراف دولي بها، ما يقوّض قدرتها على الحصول على تمويلات دولية لمثل هذه المشروعات.
جزء تركمانستان
انتهت تركمانستان من تنفيذ الجزء الخاص بها من خط نقل الغاز، وطوله 200 كيلومتر، ويمتد من حقول "غالكينيش" حتى حدودها مع أفغانستان.
ويأتي ذلك رغم عدم الانتهاء من المحددات الفنية والمالية الخاصة بجزء باكستان في المشروع.
كما عُلق العمل في جزء أفغانستان منتصف عام 2018، عقب هجوم مسلّح على عمّال التخلص من الألغام، وقتل 5 منهم، وخطف عامل في مقاطعة قندهار.
وقال مسؤول الدراسات الإستراتيجية في وزارة الخارجية الأفغانية، والي الله شاهين، في تصريحات لشبكة "تولو نيوز" التليفزيونية المحلية، إن الوزارة تأمل في توقيع اتفاق نهائي للعمليات الإنشائية والتمويلية لخط نقل الغاز تابي "قريبًا جدًا".
الأمة الصديقة
تعلّق أفغانستان الأمل على تركمانستان، التي وصفتها بـ"الأمة الصديقة"، أيضًا، لتمويل مشروعين للسكك الحديدية والربط بالألياف الضوئية بين البلدين.
ومن المخطط أن ينقل خط غاز تابي 33 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، من تركمانستان عبر أفغانستان وباكستان إلى الهند.
ويبلغ طول خط تابي في الدول الـ4 نحو 1800 كيلومتر مربع، ومن المتوقع أن تحصل أفغانستان على 500 مليون متر مكعب من الغاز، خلال الـ10 سنوات الأولى لتشغيل الخط.
وتزيد تلك الكميات من الغاز التي تحصل عليها كابول إلى الضعف في العقد التالي، وتبلغ 1.5 مليار متر مكعب في العقد الـ3.
يُذكر أن التكلفة الاستثمارية للخط تبلغ 10 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يدرّ المشروع عائدًا سنويًا لأفغانستان، يبلغ 500 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
- خط أنابيب تابي عبر أفغانستان.. خطط طموحة وتحديات أمنية
-
النفط والمعادن في أفغانستان.. هل تصبح مثل السعودية؟ (إنفوغرافيك)
-
تقرير أميركي من 11 عامًا: أفغانستان قد تصبح السعودية في الليثيوم
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: الغاز الروسي وراء أزمة الطاقة الأوروبية
-
أرامكو السعودية.. توقعات بجمع 4.4 مليار دولار من طرح سندات خطوط أنابيب النفط