رغم تعافي عدّة دول من آثار جائحة كورونا، يواجه قطاع النفط في الغابون تهديدًا، سواءً على مستوى الإنتاج أو انتظام أعمال التنقيب، إذ ما زالت آثار الجائحة تلقي بظلالها بين الحين والآخر.
وأعلن اتحاد عمّال النفط الوطني (أونيب) بدء عمال القطاع إضرابًا مفتوحًا؛ رفضًا لتحمّلهم تكلفة إجراء اختبار فحص فيروس كورونا "بي سي آر" المتزايدة، ضمن الإجراءات التي تتبعها الدولة لمكافحة انتشاره.
وقالوا -في بيان لهم-، إن كلًا من عمّال شركات النفط والأنشطة المرتبطة بالقطاع، وكذلك عمّال قطاعي المياه والكهرباء، قد بدؤوا إضرابًا عامًا غير محدد المدى الزمني.
الشركات ترفض التعليق
سبق أن هدّد عمّال النفط في الغابون -الذين بدؤوا إضرابهم أمس الثلاثاء- بالدخول في الإضراب يوم 8 من الشهر الجاري، وتبعتهم اتحادات قطاعات المياه والكهرباء، بعد فرض اشتراطات للسماح لهم بالوصول لمناطق العمل تقضي بوجود ضمانات صحية.
ولم تكن المرة الأولى التي يدخل فيها عمّال النفط في الغابون إضرابات واحتجاجات على شروط التوظيف؛ سواء تلك التي تفرضها حكومة البلاد أو شركات النفط.
ورغم أن الإضراب دخل يومه الثاني، فإن حكومة ليبرفيل أو أيًّا من شركات النفط لم تُصدر أيّ تعليقات حتى الآن.
وخفضت مصادر من حجم تأثير الإضراب لدى شركة بيرينكو الأنغلو فرنسية (أكبر مُنتج للنفط في الغابون بما يصل إلى 100 ألف برميل يوميًا)، بينما رفض المتحدث باسم الشركة التعليق على الأمر، وفق ما أوردت ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
شارك في الإضراب -أيضًا- عمّال حقل أونال النفطي التابع لشركة موريل آند بروم بكتلة إيزانغا، دون أيّ تعليق من الشركة.
كما تحفّظت شركات أصالة للطاقة التابعة لكارلايل غروب الأميركية (ثاني أكبر مُنتج للنفط في الغابون بعد بيرينكو، وتتولى تشغيل حقول النفط رابي كونغا وغامبا الرئيسة)، وشركة توتال إنرجي عملاق النفط الفرنسي، على التعليق.
- الغابون تعلن موعد اختتام جولة العطاءات البحرية للتنقيب عن النفط
- اكتشافات النفط والغاز في أفريقيا خلال 2021.. مصر في القائمة بـ 3 اكتشافات
إنتاج النفط في الغابون
انخفضت أنشطة التنقيب والتطوير بقطاع النفط في الغابون، خلال السنوات الـ5 الماضية؛ ما أثّر بصورة كبيرة في الإنتاج النفطي للبلاد الذي تُشكّل عائداته 60% من ميزانية الدولة، وفق رويترز.
وسجل إنتاج النفط في الغابون 182 ألفًا و500 برميل، خلال العام الماضي، منخفضًا عن مستويات عام 2016 التي بلغت 250 ألف برميل يوميًا، بينما أُنتِجت 200 ألف برميل يوميًا في شهر ديسمبر/كانون الأول.
وبلغ الإنتاج النفطي للبلاد ذروته عام 1996، مسجلًا 365 ألف برميل يوميًا، ونظرًا لندرة احتياطيات الحقول النفطية منذ ذلك الحين، أخذ الإنتاج في الانخفاض حتى الآن.
ويعدّ الالتزام بالتخفيضات التي أقرّتها منظمة أوبك+ خلال مدة الجائحة، أحد أسباب انخفاض الإنتاج في الدولة الواقعة وسط أفريقيا، وعادت الغابون إلى منظمة أوبك عام 2016، بعد انقطاع دام 20 عامًا.
وكانت الغابون قد فرضت اشتراطات صحية تعدّ الأكثر صرامة بين دول وسط أفريقيا، من بينها الالتزام بتقديم ما يفيد بتلقّي اللقاح الخاص بفيروس كورونا، أو إجراء فحص دوري لاختبار الإصابة (بي سي آر)، وإلّا سيخضع الرافضون لقيود التجول حتى الخامسة صباحًا، وهو الأمر الذي يرفضه العمّال، لتكلفة الاختبار العالية.
اقرأ أيضًا..
- الإمارات تستعد لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة النووية
- رئيس معهد الصحة العالمية: التغيرات المناخية أسهمت في انتشار الأمراض (مقابلة)
- وزير الطاقة السعودي: العالم يواجه تحولًا معقدًا للطاقة النظيفة.. ونحتاج لمزيد من المرونة