الطاقة المتجددة في ألمانيا تشكل 80% من مزيج الكهرباء بحلول 2030

تحظى الطاقة المتجددة في ألمانيا بحصة كبيرة من مزيج الكهرباء المأمول تحقيقه عام 2030، ضمن خطوات برلين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.

ورغم التوقعات بعدم تحقيق ألمانيا أهدافها المناخية للعام الجاري والمقبل، فإن وزارة الاقتصاد والمناخ في حكومة المستشار الجديد أولاف شولتس -التي خلفت حكومة أنغيلا ميركل- أعدّت حزمة مقترحات تتضمن مستهدفات جديدة للطاقة المتجددة، بالإضافة لإجراء تعديلات على قانونها.

ويجري إطلاق الخطط الجديدة حول الطاقة المتجددة في ألمانيا على مرحلتين؛ الأولى في أبريل/نيسان المقبل والثانية في فصل الصيف، لتبدأ رحلة الموافقات التشريعية والتنظيمية المتوقع انتهاؤها أواخر العام الجاري.

خطة الحكومة الجديدة

أعلن وزير الاقتصاد والمناخ الذي تولّى مهام منصبه مؤخرًا، روبرت هابيك، أن الخطة الجديدة تهدف لتشكيل حصة الطاقة المتجددة في ألمانيا 80% من مزيج الكهرباء الألماني بحلول نهاية العقد الجاري؛ بهدف تعزيز التحول الأخضر.

ولتحقيق هذا الهدف، يتعين على ألمانيا زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة الخضراء بنسب تتراوح بين 120 و150%، بما يقترب من 600 تيراواط/ساعة نهاية العقد الجاري.

يأتي هذا التوسع ارتفاعًا من إسهام الطاقة المتجددة في ألمانيا بمزيج الكهرباء لعام 2021 بنسبة 42% فقط.

• تراجع حصة الطاقة المتجددة من مزيج الكهرباء في ألمانيا خلال 2021

وأضاف هابيك -خلال أول مؤتمراته في منصبه، أمس الثلاثاء، أن المجموعة الأولى من مقترحات تحقيق تلك الأهداف ستُطرَح على مجلس الوزراء نهاية إبريل/نيسان الجاري، حتى تبدأ حصد ثمارها العام المقبل.

وقال، إن مجموعة المقترحات الثانية يجري التخطيط لها لأخذ الموافقات عليها قبيل فصل الصيف؛ تمهيدًا لعرضها على المجلس الاتحادي الألماني (بوندسرات) والمفوضية الأوروبية.

إجراءات منظمة

تتضمن خطة المسار السريع المقترحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في ألمانيا ضمن مزيج الكهرباء، 5 إجراءات مهمة تُنظم عمل الطاقة المتجددة والشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين.

ودعا الإجراء الأول إلى تعديل قانون الطاقة المتجددة في ألمانيا بما يشمل إلغاء الضرائب المفروضة على المستهلكين التي أقرّها قانون 2021، بداية من العام المقبل، نوعًا من تعويض زيادة فواتير الكهرباء، وتوفير التمويل لمحطات الطاقة الجديدة من خلال الميزانية الحكومية.

ويتعلق الإجراء الثاني بدعم الطاقة الشمسية، وتحقيق الخطط الإلزامية لها في المباني العامة، حسبما أوردت ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.

وحول الإجراء الثالث والرابع، عاقت القيود المفروضة على القطاع العسكري وقطاع الطيران تنفيذ الإجراءات المتعلقة بمنطقتي الرياح المُصدّق عليها (جي دبليو 7 و9).

ويعمل قانون الرياح البرية المقترح على تعزيز خضوع 2% من الأراضي الألمانية للتطوير في هذا الشأن، إلى جانب تركيب ما يزيد عن 100 غيغاواط بحلول 2030.

وتخضع إستراتيجية الهيدروجين الألمانية للمراجعة، بما فيها زيادة مستهدفات المُحلل الكهربائي، ودعم واردات الهيدروجين.

وتعمل ألمانيا على إجراء مراجعات -العام الجاري- للإستراتيجية الوطنية الهيدروجين الأخضر، إلى جانب إطلاقها برامج إضافية لتوفير التمويل بما يحقق سعة قدرها 10 غيغاواط بحلول 2030.

• هل تستطيع ألمانيا تلبية كامل احتياجاتها من الطاقة المتجددة؟

الكهرباء المتجددة

كشف هابيك عن نية وزارته زيادة المناقصات السنوية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ بهدف الحصول على 572 تيراواط/ساعة المستهدفة بحلول 2030 (نسبة 80% من مزيج الكهرباء الألماني).

وترتفع السعة المقترحة للطاقة المتجددة في ألمانيا -طبقًا للخطة الجديدة- عن المستهدفات الحالية المُقدّرة بـ377 تيراواط/ساعة الواردة في قانون (إي إي جي) الذي مُرِّر في يونيو/حزيران عام 2021، المُنظم لمشروعات الطاقة المتجددة في ألمانيا.

وتخضع المقترحات الجديدة الداعمة لتحقيق الأهداف المناخية بحلول عام 2030، والقوانين المُنظمة لها، للقانون ذاته.

ولفت هابيك إلى أن الخطة الجديدة حول الطاقة المتجددة في ألمانيا تستهلّ أعمالها في ظل وجود عجز؛ نظرًا لأن التدابير الحالية لحماية المناخ لا تغطي جميع القطاعات.

وأشار إلى أن مقترحات الخطط الحالية تعمل على التأسيس لدمج سبل حماية المناخ مع الثروة الاقتصادية، موضحًا أن مهمته لهذا الشأن شاقة، وتحتاج سنوات قبل أن تُحقق نتائجها.

خفض الانبعاثات والوقود الأحفوري

رغم الخطط المناخية المرحلية، سواءً لنهاية العقد أو حتى خطط العام الجاري والمقبل، استبعد هابيك إمكان خفض الانبعاثات الكربونية في ألمانيا في وقت قريب.

وشدد في الوقت ذاته على أن ألمانيا تحتاج لمضاعفة معدل خفض الانبعاثات إلى 3 أضعاف، حتى تتواءم مع الأهداف المناخية الجديدة.

وأشار إلى أن أبرز الأهداف الرئيسة للسنوات المقبلة العمل على نزع الكربون بالكامل عن قطاع الطاقة، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والتوسع في مصادر الحصول على الكهرباء المتجددة.

وأضاف هابيك أن أحد أهداف حزمة الأهداف المناخية الجديدة -وأبرزها زيادة حصة الطاقة المتجددة في ألمانيا- دمج القطاعات كافة في مسار خفض الكربون، نظرًا لأن الإجراءات التي اتخذتها ألمانيا مسبقًا لتحقيق ذلك لم تكن كافية.

وأكد أن أهمية مصادر الطاقة التقليدية كالطاقة النووية والفحم والغاز الأحفوري تقلّ يومًا بعد يوم في ألمانيا، وفق منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

وكشف أن بلاده في طريقها للتخلص من الطاقة النووية نهاية العام الجاري بصورة تدريجية، مضيفًا أنه يمكن العمل على تسريع وتيرة التخلص من الفحم بحلول عام 2030، بالتوازي مع العمل على الاستبدال الجزئي للغاز الأحفوري بالهيدروجين.

اقرأ أيضًا..

• لماذا يفضّل الأميركيون شراء السيارات الهجينة عن الكهربائية؟
• أكبر محطة لتخزين وتوزيع المشتقات النفطية في أفريقيا تنطلق قريبًا
• مستقبل المعادن.. إطلاق أول منصة عربية لطلبات وعروض منتجات التعدين