التقاريرتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةسياراتمنوعات

الكوبالت.. التحول إلى السيارات الكهربائية يعزز إنتاج "الذهب الأزرق"

نوار صبح

من المنتظر أن توفر صناعة السيارات الكهربائية والتحول العالمي إلى الاقتصاد الأخضر زخمًا كبيرًا لصناعة الكوبالت العالمية؛ حيث يتمركز استخراجه في الكونغو الديمقراطية، وتهيمن الصين على تكريره؛ الأمر الذي يمثل تحديًا يتعلق بالتوريد لشركات تصنيع البطاريات.

ويُعَد الكوبالت -الذي يوصف بأنه "الذهب الأزرق"، ويتميز بصلابته واستقراره ومقاومته للتآكل، وخصائصه المقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة- مكوّنًا رئيسًا في تصنيع البطاريات القابلة للشحن، وفقًا لآخر تقرير صناعي أصدرته مؤسسة فيتش سوليوشنز العالمية للدراسات الاقتصادية.

وبسبب لونه الأزرق المتألق، يُستخدم هذا المعدن باعتباره صِباغًا، ويتمثل الاستخدام الرئيس للمعدن اليوم في المُركَّبات الطليعية وكاثودات (مهابط) البطاريات القابلة للشحن، بنسبة 56% من إجمالي الاستهلاك بدءًا من 2021، حسبما نشره موقع صناعة التعدين "ماينينغ".

من جهة أخرى، يؤدي استخدام الكوبالت ككاثود (قُطْب سالب، مهبط) في البطاريات القابلة للشحن إلى تحسين كثافة البطاريات وطاقتها وقوتها وأدائها، مقارنة بالبطاريات التي تفتقر إلى الكوبالت.

استخدامات الكوبالت

يُستخدَم الكوبالت أساسًا في الأجهزة الإلكترونية المحمولة، (36.3% من الاستهلاك العالمي)، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، كما تمثل أجهزة وتطبيقات السيارات حصة كبيرة من استخدامه (23%).

الطلب على المعادن
إحدى عمليات البحث عن الكوبالت

وتتوقع مؤسسة فيتش سوليوشنز أن تعزز أجهزة السيارات الطلب على الكوبالت في العقود المقبلة.

ويُستعمَل الكوبالت في تصنيع السبائك القائمة على النيكل (13% من إجمالي الاستهلاك) التي تُستخدم على نطاق واسع في صناعة الطيران، وفي تصنيع الأدوات والمعدّات (8% من إجمالي الاستهلاك) ويستخدَم بكميات أقلّ في تصنيع الأصباغ والصابون والمحفزات.

استخراج الكوبالت

يُستَخرج الكوبالت منتجًا ثانويًا لتعدين النحاس والنيكل؛ حيث يعتمد استخراجه على التعدين المستمر للمعادن المضيفة؛ ومعظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، أكبر مصدر للكوبالت في العالم.

وتوجد مكامن خام لاتريت النيكل والكوبالت في أستراليا وكوبا وكاليدونيا الجديدة ومدغشقر وبابوا غينيا الجديدة والفلبين، بينما توجد مكامن النيكل والنحاس والكوبالت ومجموعة معادن البلاتين الصخرية في كندا وروسيا وجنوب أفريقيا، وفقًا لمؤسسة فيتش سوليوشنز.

ورغم أن الطبقات القشرية الغنية بالكوبالت في قاع المحيط يمكن أن تحتوي على نحو مليار طن من موارد الكوبالت؛ فإن التعدين في أعماق البحار لا يزال محدودًا؛ نظرًا للقيود التكنولوجية والاقتصادية.

مسار الأسعار يعزز الإنتاج

من المتوقع أن تظل أسعار كبريتات الكوبالت في اتجاه تصاعدي خلال العامين إلى الأعوام الـ3 المقبلة، وفقًا لمؤسسة فيتش سوليوشنز.

ويستمر الطلب من شركات تصنيع البطاريات في تجاوز العرض، رغم وفرة إمدادات مشروعات كبريتات الكوبالت المقرر وضعها قيد التشغيل من عام 2023 إلى عام 2024 فصاعدًا؛ ما يدعم الإنتاج والاستثمار في مشروعات جديدة، بحسب موقع "ماينينغ".

والمتوقع أن يؤدي الانتشار المتسارع للسيارات الكهربائية الجديدة في الصين، إلى زيادة الطلب العالمي على كبريتات الكوبالت على المدى القصير والمتوسط، في حين أن زيادة انتشار السيارات الكهربائية في أوروبا في العقد المقبل تدعم الطلب على المدى الطويل.

مشروعات إنتاج الكوبالت

توقع آخر تقرير صناعي لمؤسسة فيتش سوليوشنز حدوث زيادة في إنتاج المشروعات القائمة في غضون 3 إلى 5 سنوات فصاعدًا، وأن تواصل الأسعار مسارها التصاعدي نتيجة تسارع وتيرة الطلب.

الكوبالت لصناعة السيارات الكهربائية
الكوبالت عنصر مهم في صناعة السيارات الكهربائية

وأضاف أن أستراليا تمتلك إمكانات نمو كبيرة في قطاع إنتاج الكوبالت نتيجة وجود العديد من مشروعات الكوبالت المتكاملة في طور الإعداد، وألمح إلى نمو محدود للإنتاج في أوروبا وأميركا الشمالية في السنوات المقبلة بسبب نقص الموارد والمشروعات.

ويشير التقرير إلى أن ثورة البطاريات ستحدد اتجاهات إنتاج الكوبالت؛ حيث يُحوَّل معظم الكوبالت المكرر العالمي إلى أشكال كيميائية تُستخدم في البطاريات القابلة للشحن، بدلًا من معدن الكوبالت المستخدم في الصناعات الأخرى.

وفي حين أن تقرير مؤسسة فيتش سوليوشنز يقدم نظرة متفائلة بشأن مشروعات الكوبالت الجديدة، التي من المتوقع أن تباشر الإنتاج خلال العقد المقبل، يركز التقرير الضوء على المخاطر التي تهدد إنجاز هذه المشروعات كثيرة.

ولا يزال الكثير من المشروعات في مرحلة ما قبل الجدوى، خاصة في أستراليا، قد لا تؤتي ثمارها بسبب نقص التمويل أو معارضة المجموعات البيئية.

وترجِّح مؤسسة فيتش سوليوشنز أن تواجه مشروعات الكوبالت العالمية تدقيقًا بيئيًا، في حين أن إمكانية استخدام بطاريات دون الكوبالت قد تضعف توقعات الطلب على المعدن وأسعاره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق