كوارث تغير المناخ تثير قلقًا متزايدًا بين سكان المملكة المتحدة
الأغلبية تُؤيد سياسات المواجهة لكنها ترفض تكلفتها الشخصية
حياة حسين
بات سكان كثير من دول العالم يشعرون بآثار تغير المناخ المدمرة مع الزيادة الكبيرة في الكوارث الطبيعية الناجمة عنها، ومن بين هؤلاء سكان المملكة المتحدة؛ إذ كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع القلق بينهم بشأن تلك الظاهرة.
وأظهرت الدراسة زيادة قلق السكان بشأن التغير المناخي عن العام الماضي؛ نظرة لكثرة الحوادث المتعلقة بها في أنحاء العالم.
وأجرت الدراسة شركة "إيبوسوس موري" للبحوث، التي تتخذ من لندن -عاصمة بريطانيا- مقرًا لها، بالتعاون مع مركز تغير المناخ والتحول الاجتماعي، على 5665 شخصًا.
مخاطر تغير المناخ
وجدت دراسة شركة إيبوسوس موري للبحوث أن 83% ممن شاركوا فيها يشعرون بالقلق حيال التغير المناخي، و45% منهم يرون أنه خطر هائل، أو كبير جدًا، حسبما ذكر موقع "آي نيوز" المحلي.
وتزيد تلك النسبة على العام قبل الماضي؛ إذ كشفت دراسة أُجريت في 2020، عن أن 76% -فقط- يشعرون بالقلق من آثار تغير المناخ، و39% منهم يرونه خطرًا هائلًا أو كبيرًا جدًا، بينما كانت تلك النسب 60% و25% على التوالي في 2016.
يُذكر أن عدد الكوارث الطبيعية التي نجمت عن تغير المناخ، زاد خلال العامين الأخيرين، ليتجاوز عددها في عدة عقود، وتنوعت ما بين الجفاف، والفيضانات، وحرائق الغابات.
سلوك أكثر اخضرارًا
بات سلوك سكان المملكة المتحدة أكثر اخضرارًا، مع زيادة قلقهم بشأن تغير المناخ، واجتياح وباء كورونا العالم، وفق أستاذة جامعة باث المشرفة على الدراسة، لوراين ويتمارش.
وأوضحت ويتمارش وجهة نظرها قائلة: "إن الأشخاص يتبنون طرقًا في منازلهم تخفض الأطعمة المُهدرة، وتحد من السفر، إضافة إلى عادات أقل في انبعاثات الكربون، مثل التعامل عبر الإنترنت، وزيادة زراعة الأشجار في حدائقهم".
وأضافت ويتمارش أن السكان، وبسبب الوباء، باتوا يقضون وقتًا أطول في منازلهم؛ ما منحهم فرصة تفحّص ثلاجاتهم، ومعرفة الأطعمة المتوافرة فيها، وتناول الغذاء منها، إضافة إلى الاهتمام ببقايا الأطعمة.
زراعة الحدائق
منح العمل من المنزل سكان المملكة المتحدة بعض الوقت لإقامة علاقات اجتماعية عبر الإنترنت، وممارسة هوايات مثل الزراعة في الحديقة، وهي أنشطة تخفض من انبعاثات الكربون، وفق المشرفة على الدراسة.
ورغم أن الدراسة وجدت أن السكان يؤيدون اتجاه الحكومة لتطبيق معايير تدعم تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050؛ فإنهم عندما يدركون تكلفة ذلك عليهم بشكل شخصي، يفقدون حماسهم سريعًا.
واستضافت مدينة غلاسكو الإسكتلندية -التي تتبع المملكة المتحدة- قمة المناخ كوب 26 في النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث أعلنت معظم الدول الأوروبية هدف تحقيق الحياد الكربوني في منتصف القرن الحالي.
كما وجدت الدراسة أن أغلبية السكان يؤمنون بـ7 أهداف من 8 لتحقيق الحياد الكربوني، لكنهم يرفضون زيادة الضرائب.
علاوة على ذلك، ترفض الأغلبية أن تضحي ببعض رغباتها الشخصية، مثل مقاطعة طعام مفضل لديها مغلف بقطعة من البلاستيك، أو عدم القيام برحلة سفر.
زيادة الوعي
قالت الباحثة في إيبسوس موري، كيلي بيفر: "إن نتائج الدراسة تكشف عن زيادة وعي الناس بمشكلات تغير المناخ، وتأييدهم للسياسات المعالجة، لكنهم يكافحون لقبول آثار تلك السياسات عليهم بشكل شخصي".
وربما إذا عانى سكان المملكة المتحدة ويلات تغير المناخ على أرض الواقع، مثل نظرائهم في ولاية كولورادو الأميركية؛ لاضطروا لتغيير وجهة نظرهم.
ورغم الشتاء القارس، والثلوج المتساقطة في كثير من الدول، ومن بينها أميركا؛ فإن حرائق الغابات نشبت، والتهمت عشرات المنازل، وانتشرت في مختلف أنحاء الولاية؛ بسبب الجفاف الشديد الذي أصابها خلال السنوات الأخيرة.
وأعلن حاكم الولاية، جاريد بوليس، نهاية ديسمبر/كانون الأول، حالة الطوارئ في مختلف أنحاء كولورادو.
الحرائق الأكثر تدميرًا
قال حاكم ولاية كلورادو، في مؤتمر صحفي: "هذه النيران ليست لأي سبب، إنها قوة الطبيعة"، حسبما ذكرت "بي بي سي".
وكانت النيران -من قبل- تندلع في المناطق النائية من الولاية، لكنها الآن تمتد إلى مناطق مكتظة بالسكان، لتصبح هذه الحرائق هي الأكثر تدميرًا في تاريخ الولاية الحديث.
واحترق أكثر من 370 منزلًا في غربي مدينة سوبيريور، و210 منازل في منطقة المدينة القديمة، كما ابتلعت ألسنة اللهب مجمعًا تجاريًا وفندقًا بشكل كامل، حسب تصريحات قائد شرطة منطقة بولدر.
موضوعات متعلقة..
- رئيس مؤتمر كوب 26 يطالب بريطانيا بعدم تقويض أهداف قمة المناخ
- كوب 26.. تعهدات الدول قادرة على خفض الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة
-
الحياد الكربوني والطاقة المتجددة.. 3 تحذيرات من وكالة الطاقة الدولية
اقرأ أيضًا..
- أثرياء الطاقة في 2021.. مكاسب قوية للعشرة الكبار
- أسواق المال في 2021.. عوائد قوية بقطاعي الطاقة والسيارات
-
سعر برميل النفط في 2022.. توقعات موازنات عمالقة النفط والغاز العرب