السعودية.. هل يشهد عام 2022 نهاية استخدام النفط في توليد الكهرباء؟
دينا قدري
تهدف المملكة العربية السعودية إلى إنهاء استخدام النفط في توليد الكهرباء، إذ يُمكن أن يمثّل عام 2022 أكبر انخفاض سنوي في هذه الممارسات منذ عام 2018.
وتهدف الحكومة إلى القضاء على استخدام النفط في توليد الكهرباء بحلول عام 2030، من خلال مزيج من الغاز ومصادر الطاقة المتجددة.
وهو ما يُعد العنصر الرئيس من "مساهمتها المحددة وطنيًا" المحدّثة التي جرى تقديمها قبل مناقشات قمة المناخ كوب26 الشهر الماضي، حسبما نقلت مجلة "ميس" الاقتصادية.
الكهرباء في السعودية
أظهرت أحدث إحصاءات المبادرة المشتركة "جودي" انخفاض استخدام النفط السعودي في محطات الكهرباء إلى 328 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، ما يُعد أدنى رقم لهذا الشهر منذ أن بدأت المبادرة عام 2009.
وكان من الممكن أن تكون أحجام استخدام النفط في توليد الكهرباء هذا العام قادرة على جمع نحو 800 مليون دولار من عائدات التصدير.
يُلاحظ الانخفاض الأخير في استخدام النفط في توليد الكهرباء على أساس سنوي خصوصًا بالنظر إلى أن الشركة السعودية للكهرباء سجلت "نموًا سنويًا بنسبة 6.5% في حجم الطاقة الكهربائية"، من 216 تيراواط/ساعة في 9 أشهر من 2020، إلى 230 تيراواط/ساعة في 9 أشهر 2021.
كما ارتفع الطلب على الكهرباء خلال الصيف ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 64.2 غيغاواط.
المحرك الرئيس
كان ارتفاع إنتاج النفط الخام في السعودية بفضل التخلص من تخفيضات أوبك+ بمثابة المحرك الرئيس لانخفاض استخدام النفط في محطات الكهرباء الآن إلى ما دون مستويات 2020.
وأعلنت المملكة أن إنتاج النفط الخام بلغ أعلى مستوى في 18 شهرًا عند 9.78 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، وارتفعت مخصصاتها إلى 10 ملايين برميل يوميًا هذا الشهر.
المزيد من إنتاج النفط الخام يعني المزيد من الغاز المصاحب، وقد يصل إنتاج كليهما إلى مستويات قياسية العام المقبل.
ارتفاع إنتاج الغاز
شهد عام 2020 زيادة في إنتاج المملكة من الغاز غير المصاحب، ومع ذلك جرى تعويض ذلك إلى حدٍ كبير بخفض إنتاج الغاز المصاحب من قبل تحالف أوبك+، في إستراتيجية استمرت خلال معظم عام 2021.
إلا أن الدلائل تشير حاليًا إلى ارتفاع إنتاج الغاز على نحوٍ واسع، ومن المفترض أن يتعزز ذلك في عام 2022.
وسيكون عام 2022 هو المثال الأول منذ أن وصل إنتاج محطة الغاز غير المصاحب في الفاضلي -بقدرة 2.5 مليار قدم مكعّبة يوميًا- إلى كامل طاقتها في مايو/أيار 2020، عندما كان إنتاج الغاز المصاحب قويًا.
وعمومًا، يجب أن يكون هذا كافيًا لدفع إجمالي إنتاج الغاز إلى ما هو أبعد من الرقم القياسي السنوي الحالي البالغ 9.03 مليار قدم مكعّبة يوميًا، الذي جرى تحديده العام الماضي على الرغم من التخفيضات بفضل الفاضلي.
في الواقع، يمكن أن يكون رقم قريب من 10 مليارات قدم مكعّبة يوميًا مطروحًا.
مشروعات الغاز
هذا المزيج من ارتفاع استهلاك الكهرباء وانخفاض استخدام النفط في توليد الكهرباء هو مؤشر واضح على زيادة توافر الغاز.
وشكل الغاز رقمًا قياسيًا قدره 57.3% من المواد الأولية للكهرباء في عام 2020، وعلى الرغم من زيادة استهلاك الكهرباء هذا العام، فمن المرجح أن يرتفع هذا الرقم في عام 2021.
وبالنظر إلى المستقبل حتى عام 2022، من المقرر الانتهاء من التوسعة الرئيسة لمحطة غاز الحوية، ما يتيح معالجة كميات إضافية من الغاز.
وهناك مشروع آخر قيد التنفيذ هو منشأة تخزين غاز الحوية مكمن عنيزة، وتخطط أرامكو للبدء في ضخ ما يصل إلى 1.5 مليار قدم مكعّبة من الغاز في العام المقبل، ما سيحدّ من توافر الغاز لتوليد الكهرباء.
مشروعات الطاقة المتجددة
يُعد قطاع الطاقة المتجددة في السعودية من التطورات الأخرى التي يمكن أن تحدّ من استخدام النفط في توليد الكهرباء بدءًا من العام المقبل فصاعدًا.
وتبلغ الطاقة المتجددة حاليًا ما يزيد قليلًا على 300 ميغاواط، بفضل محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية، كما جرى مؤخرًا توصيل مزرعة دومة الجندل لطاقة الرياح بقدرة 400 ميغاواط وستصل إلى طاقتها الكاملة في عام 2022.
علاوةً على ذلك، بعد أن مُنحت عقود مشروعات للطاقة الشمسية بقدرة 2.97 غيغاواط في وقت سابق من هذا العام، تأمل السعودية أن تبدأ هذه المحطات بحلول نهاية عام 2022، ما يوفّر دفعة كبيرة في نهاية العام.
موضوعات متعلقة..
- احتياطيات النفط والغاز.. دراسة تزعم وجود تهديد لثروة السعودية والعراق
- الجافورة.. أبرز الحقائق عن أكبر حقل سعودي للغاز غير المصاحب (إنفوغرافيك)
- أرامكو السعودية توجه تحذيرًا شديد اللهجة بسبب تراجع الاستثمار في النفط والغاز
اقرأ أيضًا..
- تقرير دولي: تغير المناخ يهدد الجزائر بفيضانات وانهيارات أرضية
- بريلود.. إغلاق أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا لأجل غير مسمى
- حرائق السيارات الكهربائية.. أميركا تحقق مع هيونداي وكيا