التقاريرأخبار الكهرباءتقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

أزمة كهرباء كوسوفو تهدد إمدادات أوروبا.. ومواطنون يلجؤون لحلول "شعبية"

المولدات ترفع تكلفة استهلاك المواطن إلى 124 دولارًا يوميًا

هبة مصطفى

انتقلت أزمة الكهرباء في كوسوفو إلى مرحلة الحلول الشعبية، وذلك بعد القرار الحكومي بقطع التيار لمدة ساعتين، في محاولة لتخفيف الضغط عن الشبكات، ولجأ المواطنون إلى شراء مولدات كهربائية متنقلة لتلبية احتياجاتهم.

وفي الوقت ذاته، حذرت الشبكة الأوروبية لمُشغلي أنظمة النقل في أوروبا من تهديد أزمة الكهرباء في كوسوفو الإمدادات الأوروبية بالكامل، نتيجة زيادة الطلب على الكهرباء والتوسع في الاستيراد بصورة لم تكن متوقعة، وفق رويترز.

ودعا مشغّل أنظمة النقل في قارة أوروبا نظيره في كوسوفو للحفاظ على توازن نظام الكهرباء الوطني، بوصفه التزامًا تعاقديًا.

تأقلم شعبي

رغم اللجوء إلى المولدات الكهربائية المتنقلة بصفتها حلٍّا بديلًا خلال مدة انقطاع التيار، فإن تلك الخطوة دفعت نحو تحمل المواطنين أعباء مالية جديدة، تزيد من فاتورة استهلاك الكهرباء الشهرية الخاصة بهم.

انقطاع-الكهرباء-كوسوفو
انقطاعات الكهرباء في كوسوفو - الصورة من رويترز

الشركات تكيّفت -أيضًا- مع الانقطاعات بالطريقة ذاتها، إذ اتجهت إلى شراء المولدات المتنقلة مثل المواطنين، بعدما قررت شركة توزيع الكهرباء في كوسوفو الأسبوع الماضي تفعيل قطع التيار لمدة ساعتين حتى إشعار آخر.

التكلفة الجديدة التي أضافتها المولدات المتنقلة على المواطنين والشركات، دفعت أحد مواطني العاصمة الكوسوفية بريشتينا -ويُدعى إكسيلال غاشي- إلى التفكير في إغلاق مخبزه الذي يضم 10 عمال، بعدما ارتفعت تكلفة وقود المُولّد الكهربائي.

ويُنفق غاشي بعد قرار الحكومة قطع التيار ما يتراوح بين 100 و110 يورو يوميًا، لتأمين تموين المُولد بالديزل (ما يصل إلى 124 دولارًا أميركيًا)، بعدما كان ينفق قرابة 340 دولارًا لتغطية فاتورة الكهرباء الشهرية.

وفيما يشبه "الكوميديا السوداء"، أتت أزمة الكهرباء في كوسوفو بثمارها على جانب آخر، إذ ازدهرت أعمال صيانة المولدات بصفة واسعة.

وقال أحد عُمال صيانة المُولدات، ويدعى غاني فازليا، إنه لا يستطيع التكيف مع الإقبال الكبير على إصلاح مُولدات الكهرباء، في ظل استمرار الأزمة الحالية.

وأشار إلى أنه يتلقى يوميًا ما يزيد على 15 مُولدًا تحتاج إلى الإصلاح، مضيفًا أنه من الصعب عليه وحده تلبية تلك المطالبات.

وقال فازليا: "أستطيع إصلاح 5 أو 6 مولدات فقط يوميًا"، في الوقت الذي رصدت فيه وكالة رويترز وجود عميلين خارج محل عمله ينتظران دورهما في إصلاح المُولدات القديمة.

مزيح توليد الكهرباء في أوروبا

عوامل تفاقم الأزمة

تفاقمت أزمة الكهرباء في كوسوفو مؤخرًا لتصبح الأزمة الأشد خلال 10 سنوات، إذ تأثرت بأزمة الطاقة وارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، خاصة بعد زيادة الطلب بصورة كبيرة خلال رحلة التعافي من آثار جائحة كورونا.

وانضمت عوامل داخلية في كوسوفو إلى العوامل الأوروبية لتزيد من حدة الانقطاعات، إذ انخفض الإنتاج المحلي إثر تزامن انخفاض درجات الحرارة مع الأعطال الفنية لبعض المحطات المتهالكة، ما دفع الحكومة إلى استيراد الكهرباء بأسعار باهظة بجانب قطعها التيار جزئيًا يوميًا.

وقررت الحكومة، الجمعة الماضي، فرض حالة الطوارئ لمدة شهرين، ما يسمح لها بدعم واردات الكهرباء بنفقات أكبر، ودراسة التوسع في قطع التيار الكهربائي.

وتتلقى رسوم الفواتير المنزلية للكهرباء في كوسوفو دعمًا حكوميًا، إذ يدفع المواطنون ما قيمته 6 سنتات مقابل كل كيلوواط/ساعة، فيما ارتفعت أسعار الواردات إلى 515 يورو/ميغاواط (582 دولارًا أميركيًا)، ارتفاعًا من 79 دولارًا خلال المدة ذاتها قبل عام، وفق رئيس الوزراء ألبين كورتي.

وأضاف كورتي أن الحكومة أمامها خياران لتجاوز الأزمة، إما قطع التيار وإما زيادة الأسعار.

أزمة-الكهرباء-في كوسوفو
إحدى محطات الكهرباء في كوسوفو - الصورة من صحيفة بريشتينا إنسايت

محطات.. واحتياطيات

رغم أن أسعار الكهرباء في كوسوفو تُعدّ الأرخص بين الدول الأوروبية، خصصت الحكومة الكوسوفية مؤخرًا ما يزيد على 45 مليون دولار أميركي بصورة إضافية لتغطية تكلفة واردات الإمدادات.

وتعتمد كوسوفو على محطتين خارج العاصمة -محطات متهالكة تعمل بالفحم- لتلبية الطلب المحلي بالإضافة إلى استيراد من 10 إلى 15%، لكن نسبة واردات الكهرباء ارتفعت خلال الأزمة الأخيرة إلى 40%.

وتعتمد تلك المحطات الكوسوفية على الليغينت، وهو فحم بني ليّن يُسبب تلوثًا سامًا عند احتراقه.

وتملك كوسوفو خامس أكبر احتياطي عالمي من الليغينت، بما يتراوح بين 12 و14 مليار طن، لكنها شهدت عزوف المستثمرين إثر الحروب والصراعات منذ نهايات القرن الماضي بجانب اعتمادها على الوقود المُلوث، ما يصعب تعزيز البنية التحتية.

وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة "جاها سولار" المتخصصة في تصنيع الألواح الشمسية ومقرها كوسوفو، تريم تيرنافا، استغراق إصلاح المحطات المتهالكة أو بناء محطات جديدة تعمل بالفحم ما لا يقل عن 5 سنوات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق