تعقد روسيا آمالًا على مشروع فوستوك أويل -أكبر مشروعاتها النفطية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي- بإنتاج ما يصل إلى مليوني برميل يوميًا بحلول عام 2030، لإعادة تشكيل السوق في أوروبا.
إذ تسعى لإبعاد الخامات المنافسة في الشرق الأوسط وغرب أفريقيا والولايات المتحدة في الأسواق الأساسية، مع توفير الإيرادات التي تحتاج إليها البلاد، حسبما أفادت وكالة رويترز.
إنتاج نفطي ضخم
حجم إنتاج مشروع فوستوك أويل النفطي -الذي تقوده شركة روسنفط في حقول النفط الشمالية الجديدة في روسيا- يقابله حقل ساموتلور في سيبيريا الغربية، في السبعينيات والثمانينيات.
وسيبدأ المشروع إنتاج النفط على مراحل، إذ يماثل الإنتاج سوق نفط بحر الشمال بأكملها، التي تتراوح بين 1.8 مليونًا ومليوني برميل يوميًا.
وفي رد على طلب من رويترز، قالت روسنفط إن المشروع -مع شركات تجارة السلع العالمية فيتول وترافيغورا بين المساهمين- "يتطور بنجاح بما يتماشى مع الجدول الزمني المعتمد".
خام روسيا الجديد
ستكون جودة خام فوستوك الجديد -الذي لم تجرِ تسميته بعد- مماثلة لتلك الموجودة في خامات بحر الشمال برنت وترول.
وسيحتوي على عنصر كبريت أقل من 0.05% وبكثافة نحو 40 درجة على مقياس معهد النفط الأميركي، وفقًا لشركة روسنفط، ما يجعله مناسبًا لمعظم المصافي في أوروبا.
مع انخفاض إنتاج نفط بحر الشمال من الحقول الناضجة، اشترت مصافي التكرير الأوروبية براميل خفيفة حلوة من خارج المنطقة.
وقال التجار إنهم قد يفضلون خام فوستوك الجديد -بشرط أن يكون بالجودة المتوقعة- على خامات الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة التي يشترونها، لأن تكاليف النقل ستكون أقل.
الطلب على النفط
يُعد الطلب على النفط غير مؤكد، إذ يسعى العالم لإبعاد نفسه عن الوقود الأحفوري للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن تقلل العديد من مصافي التكرير الأوروبية من التدفقات.
وتهدف روسيا إلى تلبية الطلب الذي تتوقع استمراره في ضوء درجة الخام الجديدة الخاصة بها، التي تتمتع بنسبة كبريت منخفضة وسهولة التكرير، وتختلف عن خامها الرئيس الثقيل "الأورال".
وفي محاولة لمعالجة مخاوف المشترين بشأن الاستدامة، تقول روسنفط إنها تقلل من التأثير البيئي باستخدام طاقة الرياح والغاز المصاحب، لتشغيل عمليات استخراج النفط.
الإيرادات.. والانتخابات
ستشحن محطة تحميل فوستوك أويل "بوكتا سيفر"، في خليج ينيسي بشبه جزيرة تيمير، 600 ألف برميل يوميًا عند الانتهاء منها في عام 2024، أو نحو 15% من إجمالي شحنات روسيا، وتساوي الشحنات الحالية من بريمورسك، أكبر ميناء روسي على بحر البلطيق.
عام 2024 هو الوقت الذي من المتوقع أن يترشح فيه الرئيس فلاديمير بوتين لإعادة انتخابه، وهو حليف مقرب من الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، إيغور سيتشين.
ولذلك، ستكون أي زيادة في الإيرادات موضع ترحيب خصوصًا للمساعدة في تمويل خطة إنفاق حكومية بقيمة 400 مليار دولار أميركي، يهدف بوتين من خلالها إلى جعل روسيا واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم بحلول نهاية هذا العقد.
موضوعات متعلقة..
- نوفاك يكشف توقعاته لأسعار النفط في 2022.. ويتحدث عن دور أوبك+ في ضبط الأسواق
- الأعلى في 18 شهرًا.. إنتاج روسيا النفطي يسجل 10.8 مليون برميل يوميًا
- روسيا ترفض مبادرة المفوضية الأوروبية لحظر حقول النفط في القطب الشمالي
اقرأ أيضًا..
- باحث فرنسي يشكك في الغاز المغربي.. ويصف الاكتشافات بـ"المخاطرة"
- الغاز المسال المحايد للكربون.. هل يدعم تحول الطاقة أم ظاهرة للغسل الأخضر؟
- السيارات الكهربائية.. 20 طرازًا تتنافس على خطف أنظار الجمهور (صور)
لا أعتقد أن العالم سيتحول من النفط إلى مصادر الطاقة الأخرى على المدى القريب