فنلندا تعلن تشغيل مفاعل نووي استغرق بناؤه 16 عامًا (صور)
ميساء الشيخ حسين
أعلنت فنلندا بدء تشغيل مفاعل نووي كان قد وُضع حجر الأساس لبنائه قبل نحو 16 عامًا، ثم تأخر عن موعده المحدد سابقًا بـ12 عامًا، ما مثّل زيادة كبيرة في التكلفة.
وبدأ المفاعل النووي الفنلندي "أولكيلوتو3" العمل بعد سماح السلطات الفنلندية النووية له ببدء التشغيل الأسبوع الماضي.
وأعلنت الشركة الفنلندية المشغلة "تيوليزيدن فويما"، أن المفاعل الفنلندي الذي تأخّر كثيرًا بدأ وظائفه الحيوية، وهو ما يمثّل أول تكليف لمحطة نووية جديدة في البلاد منذ أكثر من 40 عامًا.
وأشارت إلى الوصول للمرحلة الأولى من مستويات الطاقة البالغة 1.6 غيغاواط من المحطة النووية الجديدة في الساعات الأولى من يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
مفاعل نووي.. وطموحات جديدة
مع تركيب قضبان مصدر النيوترون حاليًا في 3 مجموعات وقود، يمكن زيادة مستويات الطاقة تدريجيًا من خلال اختبارات التشغيل التي تُجرى في خطوات محددة لزيادة نشاط المفاعل.
وقالت الشركة المشغلة: "يبدأ إنتاج الكهرباء عند مستوى طاقة 30%، أي ما يقرب من 500 ميغاواط في نهاية يناير/كانون الثاني 2022، ويبدأ إنتاج الكهرباء المنتظم لمفاعل (أولكيلوتو3) في يونيو/حزيران 2022".
وكان قد جرى بناء "أولكيلوتو3" لصالح مشغل الشبكة الكهربائية الفنلندي (TVO)، بواسطة شركتي "أريفا" و"سيمنس"، وتجاوز المشروع 3 أضعاف موازنته الأصلية البالغة 3.2 مليار يورو (3.6 مليار دولار أميركي).
معلومات عن المفاعل النووي الفنلندي
عام 2004 كان قد جرى بدء بناء المفاعل "أولكيلوتو3"، وواجه المشروع صعوبات، بسبب تعثر مجموعة الشركات المنفذة ونقص في التمويل، لكنه تجاوز كل هذا وأُنجز قبل نهاية 2021.
وبدأ تشغيل المفاعل النووي يوم 16 ديسمبر/كانون الأول، في الوقت الذي حددته شركة أريفا الفرنسية التي نفذت عملية البناء، وحُوفظ على الجدول الزمني الذي جرى إعلانه في أغسطس/آب الماضي، والذي يُتوقع بدء التشغيل التجاري للمفاعل المضغوط في فبراير/شباط 2022، وسيوفر 15% من استهلاك البلاد من الكهرباء، حسب توقعات الشركة الفنلندية المشغلة.
وتقع محطة "أولكيلوتو للطاقة النووية" في جزيرة أولكيلوتو، على بُعد 40 كيلومترًا جنوب بوري في خليج بوثنيا غرب فنلندا، وتضم مفاعلين في الخدمة، أما الثالث فهو أول مفاعل نووي أوروبي مضغوط تسوقه شركة أريفا.
تعثر مشروع "أولكيلوتو3"
في بداية العقد الأول من القرن الـ21 أرادت فنلندا البدء في بناء محطة جديدة للطاقة النووية، بتشجيع من الشركات المولدة للكهرباء، وبعد دعوة إلى تقديم العطاءات اختارت فنلندا بناء مفاعل أوروبي مضغوط (EPR) في موقع Olkiluoto، الذي يستضيف مفاعلين نوويين.
وتم توقيع العقد مع مركز تشغيل كهرباء فنلندا TVO من قبل مجموعة شركات بقيادة أريفا (بما في ذلك أريفا إن.بي، وسيمنس الألمانية) لإنجاز المشروع وتدشين مفاعل بمبلغ 3 مليارات يورو.
وفي 1 سبتمبر/أيلول 2009، أكدت أريفا الفرنسية أنها أضافت 550 مليون يورو إلى مخصصاتها المتعلقة بالخسائر، ما رفع هذا البند المحاسبي إلى إجمالي 2.3 مليار يورو، وأدى تقريبًا إلى مضاعفة التكاليف المتوقعة في البداية، ففي نهاية عام 2012 أعلنت أريفا أن تكلفة بناء هذا المفاعل ستبلغ نحو 8.5 مليار يورو.
وبما أن أريفا هي شركة مملوكة بنسبة 86% للدولة الفرنسية ولجنة الطاقة الذرية (CEA)، وهي مؤسسة عامة، فإن الدولة الفرنسية تحملت جزءًا كبيرًا من التكاليف الإضافية المرتبطة بهذه التأخيرات.
اقرأ أيضًا..
- باحث فرنسي يشكك في الغاز المغربي.. ويصف الاكتشافات بـ"المخاطرة"
- رأي مفاجئ.. الهيدروجين ليس "بهذه النظافة"
- نقص الغرافيت يهدد ثورة السيارات الكهربائية
- الطاقة النووية.. الصين تخطط لتدشين مفاعلات تفوق قدرات العالم