قمة معادن المستقبل.. السعودية تتطلع إلى استثمارات ضخمة (تقرير)
دينا قدري
تتطلع السعودية إلى الدورة الأولى لمؤتمر قمة معادن المستقبل، التي تنظمها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، خلال المدّة من 11 إلى 13 يناير/كانون الثاني 2022 في مدينة الرياض، برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وستقدم القمة منصة غير مسبوقة إلى شركات التعدين الإقليمية والدولية لممارسة الأعمال التجارية، من خلال إعادة تشكيل مستقبل التعدين وجذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق أفضل استغلال للموارد.
وتُعد هذه هي أول مبادرة تقودها الحكومة السعودية، التي ستتميز بتمثيل دولي وتنظيمي متنوع مع أكثر من 2000 مندوب وحضور من أكثر من 95 دولة، حسبما جاء على المنصة الرسمية للمؤتمر.
أهداف قمة معادن المستقبل
سيربط مؤتمر قمة معادن المستقبل صانعي السياسات العالميين بالمستثمرين وقادة الأعمال، عبر سلسلة قيمة التعدين والصناعات الداعمة لها، إذ سيعمل على تعزيز القيادة الإستراتيجية وتبادل المعرفة التقنية، وعرض التقنيات والابتكارات المتقدمة، وتسهيل الشراكات الجديدة.
وتهدف السعودية -بوصفها مركزًا تجاريًا عالميًا- إلى أن تصبح بوابة وعامل تمكين للتنمية، والاستفادة من مواردها المالية، والبنية التحتية المتطورة للغاية، والسوق المحلية القوية، والاقتصاد المتنوع مع الطلب المتزايد على المعادن.
كما يركز المؤتمر على جذب الاستثمار الأجنبي إلى مركز تعدين ناشئ جديد يتطلع إلى أجزاء أخرى من العالم لمعرفة كيفية إنشاء صناعات تعدين حديثة، إذ تشتمل الأراضي الشاسعة من الموارد غير المستغلة على معادن حيوية لعالم خالٍ من الكربون.
وقالت المنصة الرسمية لـ قمة معادن المستقبل: "يسر المملكة العربية السعودية، ببنيتها التحتية الراسخة، ومكانتها في مجموعة العشرين وموقعها الجغرافي المركزي، أن تعقد هذه القمة الحاسمة لتعزيز أهداف التعدين للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال وشرق أفريقيا".
منصة شاملة
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، أن هذا المؤتمر سيكون بمثابة المنصة الشاملة والأولى من نوعها والمُختصة في تزويد المستثمرين، وشركات التعدين، والمهتمين بقطاع التعدين، بكل ما له علاقة بالإمكانات الاستكشافية والإنتاجية والتصنيعية لهذا القطاع، في المناطق الواعدة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال وشرق أفريقيا.
وأشار إلى التطلعات الطموحة للاستفادة من رصيد المملكة من الموارد المعدنية، التي تصل قيمتها إلى نحو 1.3 تريليون دولار، من خلال التعاون مع المستثمرين والشركاء الإقليميين والدوليين.
وأوضح أن هذا الأمر "يمكّن المملكة من تنفيذ مبادرات الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات التعدينية، واستكمال رحلتنا للنهوض بقطاع التعدين على مدى الأعوام المقبلة ليصبح، بحسب مستهدفات الرؤية، الركيزة الثالثة للاقتصاد والصناعة الوطنية".
ركائز مؤتمر قمة معادن المستقبل
في السياق ذاته، أكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين السعودي، خالد بن صالح المديفر، أن مكانة المتحدثين المشاركين في القمة تعكس الاهتمام الكبير بالتوجه الجديد نحو تطوير قطاع التعدين في السعودية خصوصًا وفي مناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا عمومًا.
وشدد على أن هذه المناطق ستؤدي دورًا حيويًا في تلبية نمو الطلب العالمي على المعادن على نحوٍ متسارع، إذ تُعد ضرورية لتصنيع التقنيات المتقدمة، وتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، والتكيف مع أنماط الحياة المتجددة في المستقبل.
من جانبها، أكدت اللجنة المنظمة لقمة معادن المستقبل، على أن المؤتمر يحظى بشراكة إستراتيجية مع عدد من الجهات، في مقدمتها وزارة الخارجية، ووزارة الاستثمار، وصندوق الاستثمارات العامة.
وأوضحت أن برنامج المؤتمر يستند إلى 4 ركائز أساسية، تشمل إبراز ملامح مركز جديد لاستثمارات التعدين، وتحديد فرص الشراكات على امتداد سلاسل القيمة المتكاملة، ووضع تصور جديد لتطوير قطاع التعدين، فضلًا عن الإسهامات المجتمعية لقطاع التعدين.
أبرز الحضور
يشهد مؤتمر قمة معادن المستقبل مشاركة العديد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، في مقدمتهم وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ووزير البيئة والمياه والزراعة السعودي عبدالرحمن الفضلي، ووزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف.
كما سيشارك رئيس البنك الإسلامي للتنمية محمد الجاسر، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، ووزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا غويدي مانتاش، ووزير الصناعة وتنمية البنية التحتية في قازاخستان بيبوت أتامكولوف، ووزير الطاقة والصناعة في قيرغيزستان بكمورزايف دوسكول، ووزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح علي الخرابشة، ووزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني عبدالسلام ولد محمد صالح، ووزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية في جيبوتي يونس علي جيدي، ووزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني خالد زهير العسيلي.
ومن بين أبرز الحضور، الرئيس التنفيذي لشركة معادن السعودية عبدالعزيز الحربي، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية يوسف عبدالله البنيان، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، ومستشار وزارة الاستثمار دارين ديفيس، والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك في السعودية يزيد المبارك.
وسيكون من بين المشاركين أيضًا في قمة معادن المستقبل، مستشار ولي العهد السعودي، كلاوس كلاينفيلد، والمدير الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي في البنك الدولي عصام أبوسليمان، والرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي ديفيد تايت، والمدير التنفيذي للرابطة الدولية للزنك أندرو غرين، والرئيس التنفيذي لشركة باريك غولد مارك بيرستو، والمؤسس الرئيس التنفيذي المشارك لشركة آيفانهو للمناجم روبرت فيردلاند.
جلسات قمة معادن المستقبل
يشهد اليوم الأول من المؤتمر عقد عدة ورشات عمل، تعقبها المائدة المستديرة الوزارية، التي ستشمل عروضًا تقديمية ومناقشات حول الموضوعات الإقليمية والعالمية، ثم ستصدر بيانًا صحفيًا.
وفي اليوم الثاني، سيُعقد حفل الافتتاح، ثم جلسة بعنوان "إعادة تصور التعدين وتعظيم مساهمته في المجتمع"، مع عرض التكنولوجيا والابتكار لدعم التعدين في المستقبل، وتسليط الضوء على الدور الحاسم للتعدين في اقتصاد منخفض الكربون.
بينما سيشهد اليوم الثالث جلسة بعنوان "أراضي الفرص- تحديد مركز تعدين إقليمي"، مع تسليط الضوء على فرص الاستثمار العالمية والوصول إلى رأس المال، وبناء مستقبل مستدام للتعدين، خلق القوى العاملة المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- صندوق النقد يحذر: ارتفاع أسعار المعادن قد يعرقل تحوّل الطاقة
- المغرب يتصدر الدول الأفريقية في إنتاج 4 معادن.. ويراهن على الطاقة المتجددة (تقرير)
- روسيا تواصل البحث عن المعادن الخضراء في القطب الشمالي
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الإماراتي: بهذه الطريقة واجهنا تداعيات كورونا على أسعار النفط
- "واقع وأوهام".. تقرير ألماني يهاجم الطاقة المتجددة في الجزائر
- مبيعات سيارات الدفع الرباعي قد تسجل مستوى قياسيًا جديدًا في 2021 (تقرير)