وزير النفط الليبي: رئيس المؤسسة الوطنية "موقوف" (تحديث + وثائق)
و"صنع الله" يحذف قرار إقالة رئيس أكاكوس من منصات المؤسسة
حياة حسين
أظهرت وثيقة" اطلعت عليها "الطاقة" قبل قليل، أن وزير النفط الليبي محمد عون، قدر أصدر قرارًا باستمرار رئيس شركة أكاكوس للعمليات النفطية أحمد عمار، في منصبه.
وأكد عون في قراره بتاريخ أمس الأحد (19 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، أن رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله "موقوف عن العمل" منذ 14 نوفمبر/تشرين الثاني، وأن قرار الإقالة غير قانوني.
جاء ذلك بعد مرور 4 أيام من صدور قرار رئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله في (16 ديسمبر/كانون الأول الجاري) بإعادة تشكيل مجلس إدارة جديد للشركة، وإعفاء "عمار" من منصبه.
لكن قبل ساعات، لاحظت "الطاقة" حذف هذا القرار من مواقع التواصل الاجتماعي كافة، التابعة للمؤسسة الوطنية.
واليوم الإثنين، أعلنت مؤسسة النفط الليبية، حالة القوة القاهرة على صادرات الخام من مينائي الزاوية ومليتة، بحسب وثيقة قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليها قبل قليل.
جاء ذلك بعد ساعات من إغلاق حرس المنشآت النفطية في ليبيا صمام الحمادة الرابط بين حقل الشرارة وميناء الزاوية؛ احتجاجًا على تعديل مجلس إدارة شركة أكاكوس، ومغادرة رئيسها أحمد عمار، حسبما ذكر موقع "218"، في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين.
وتدير شركة أكاكوس حقل الشرارة، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد؛ إذ يسهم بنحو 25% من إنتاج النفط الليبي، ويصل إلى نحو 300 ألف برميل يوميًا.
ويقع حقل الشرارة في صحراء مرزوق جنوب غرب ليبيا، واكتُشف عام 1980.
فقدان 300 ألف برميل نفط
أعلنت مؤسسة النفط الليبية في بيان صدر قبل قليل، فقدان أكثر من 300 ألف برميل اليوم الإثنين، بعد توقف الإنتاج بحقول الشرارة والفيل والوفاء والحمادة بواسطة أفراد تابعين لحرس المنشآت النفطية.
وجاء في البيان: "مضطرون لإيقاف مصفاة الزاوية التي توفر الوقود للمنطقة الغربية حتى باطن الجبل".
وقال رئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله: إن "تنفيذ التزاماتنا تجاه السوق النفطية أصبح مستحيلًا، وعليه فإننا مضطرين لإعلان حالة القوة القاهرة".
رجوع عمار
طلب عناصر حرس المنشآت -الموالي لوزير النفط الليبي محمد عون- استمرار أحمد عمار على رأس إدارة أكاكوس المشغّلة لحقل الشرارة، معبّرين عن رفضهم لقرار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، إعادة تشكيل الإدارة، وفق "218" بتغريدة في تويتر.
يأتي ذلك في سياق استمرار الصراع على قيادة قطاع النفط، بين رئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله من جهة، ووزير النفط والغاز محمد عون، من جهة أخرى.
وكانت المؤسسة الوطنية قد انتقدت وزير النفط، محمد عون، والذي يخضع له حرس المنشآت النفطية، أمس الأحد.
جاء الهجوم عقب تصريحات للوزير بقرار محتمل، يمنح الشركات الخاصة مكافآت تحفيز لزيادة الإنتاج، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وتأمل الدولة الليبية، العضو في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) بزيادة إنتاجها إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بحلول يونيو/حزيران المقبل، من 1.3 مليون برميل/يوميًا، حاليًا.
ورهن وزير النفط زيادة الإنتاج إلى هذا الرقم -في تصريحاته لوكالة بلومبرغ- بإقرار الميزانية الوطنية التي توفر التمويل اللازم.
وقال وزير النفط الليبي: "إذا استقرت الدولة عقب إجراء الانتخابات أو تشكيل حكومة، فقد نصل بالإنتاج إلى 2.1 مليون برميل/يوميًا خلال 2-3 أعوام".
ومن المقرر إجراء انتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلّا أن شكوكًا كبيرة تدور حول إمكان عقدها في الموعد المحدد.
إغلاقات سابقة
لا تُعدّ هذه المرة الأولى التي يُغلق فيها حقل الشرارة أو غيره، إذ تُستخدم الثروة النفطية في البلاد بوصفها وسيلة صراع في بلد مضطرب منذ سنوات طويلة.
ففي يونيو/حزيران من 2020، أُغلق الحقل العملاق بعد أيام من تشغيله، عقب توقّفه مدة طويلة.
وقالت مصادر -حينها-، إن قوّات موالية لقائد قوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي"، خليفة حفتر، وراء هذا الإغلاق.
وفي يوليو/تموز من 2019، قالت مؤسسة النفط الليبية، إن الإنتاج توقّف في حقل الشرارة، بعد إغلاق صمام على خط الأنابيب الذي يربطه بميناء الزاوية، وفق وكالة رويترز، حينها.
وقالت المؤسسة، إن أشخاصًا مجهولي الهوية كانوا وراء إغلاق الصمام، مُعلنة حالة القوة القاهرة في الحقل.
هشاشة الوضع الأمني
قال رئيس مؤسسة النفط الليبية، مصطفى صنع الله، حينما أُغلق الحقل العام الماضي: "إن إغلاق الشرارة يدلّ على هشاشة الوضع الأمني في بلادنا، والاستخفاف بالعواقب الوخيمة لمثل هذه الأفعال المشينة على حياة المواطنين الليبيين".
وأضاف أن توقّف الإنتاج في حقل الشرارة عرقل بشكل حادّ إمدادات الطاقة إلى شبكة الكهرباء في البلاد، لأن الحقل يورّد الخام إلى محطة أوباري لتوليد الكهرباء.
ويزوّد حقل الشرارة أيضًا مصفاة الزاوية النفطية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يوميًا، والملاصقة لميناء تصدير النفط.
وفي اجتماع عقده صنع الله مع مجلس إدارة أكاكوس في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكد رئيس المؤسسة ضرورة الاستفادة من الميزانية الاستثنائية للشركة بتنفيذ البرامج والمشروعات التطويرية في الموعد المحدد، بأقلّ تكلفة، مثنيًا على العاملين بها بسبب تحقيق ارقام مميزة في الإنتاج للعام 2020، رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها الشركة، وفق بيان في الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
صعوبات أكاكوس
أشار بيان مؤسسة النفط إلى أن أكاكوس مرّت بظروف صعبة خلال 2020، منها اضطرارها لترك المبنى الإداري نتيجة لقربها من مناطق اشتباكات، وكذلك قفل حقول الشركة، وجائحة كورونا، وتوقّف الطيران من -وإلى- الحقول، وقفل الطرق البرية في جنوب طرابلس.
وقال أحمد عمار، إنه بالرغم من الصعوبات التي واجهت الشركة، وتأثيرها السلبي في استكمال بعض المشروعات الحسّاسة، فقد بدأت الشركة استخدام الطاقات البديلة في حقل الشرارة بالتعاون مع الشريك الأجنبي.
وأضاف -في الاجتماع-: "لقد شارك بعض المختصين بمتابعة دراسة إنتاج واستغلال غاز الطهي مع شركة زلاف لتغذية مناطق الجنوب بقدرة إنتاجية 80 طن/يوميًا، وأُجريت صيانة الضاغطات الخاصة بنقل الغاز المنتج، وذلك لاستغلاله في إنتاج الطاقة لحقول الشرارة، وتغدية التوربينات الخاصة بشركة مليتة بالغاز مستقبلًا، وفق البيان.
وتشارك شركات عالمية في تشغيل حقل الشرارة، وهي: ريبسول الإسبانية، وتوتال الفرنسية، وأو.إم.في النمساوية، وإكوينور النرويجية، وفق رويترز.
موضوعات متعلقة..
- صراع قيادات قطاع النفط في ليبيا يتفاقم (إنفوغرافيك)
- ليبيا تفقد 90 ألف برميل نفط يوميًا.. وتوقعات باستمرار انخفاض الإنتاج
- ليبيا.. مقتل وإصابة 6 تونسيين في حادث بحقل البوري البحري
-
ليبيا.. إجراءات عاجلة لزيادة الإنتاج النفطي ودعم إيرادات البلاد
اقرأ أيضًا..
- مصر توافق على تطوير حقل الأمل النفطي في خليج السويس
- أسعار النفط تهبط 3%.. وخام برنت قرب 71 دولارًا
-
أسعار الغاز.. 4 عوامل تُهدد أمن الطاقة في أوروبا خلال فصل الشتاء