تطور الانبعاثات الضارة بالبيئة في أميركا خلال 3 عقود (5 رسوم بيانية)
لجميع المصادر التي هي من صنع الإنسان
وحدة أبحاث الطاقة - سالي إسماعيل
تسعى دول العالم كافة للتخلص من الانبعاثات الضارة بالبيئة، في سياق مواجهة تداعيات تغيرّ المناخ، وهذا هو الحال في الولايات المتحدة.
وبموجب الاتفاقية الإطارية بشأن تغيّر المناخ، تقدّم وكالة حماية البيئة الأميركية قائمة بغازات الدفيئة إلى الأمم المتحدة بشكل سنوي، لرصد مصادر الغازات الضارة في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم.
وتشمل النتائج الرئيسة -المنشورة عام 2021- رصدًا للانبعاثات في الولايات المتحدة خلال المدة من 1990 حتى عام 2019.
ويُجرى كذلك حساب الأرقام بعد إدراج مصارف ثاني أكسيد الكربون بمجموع انبعاثاته مثل امتصاص الكربون وتخزينه في الأرض، على سبيل المثال، وفقًا للتقرير.
أبرز النتائج
في عام 2019، قُدِّر إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة بنحو 6.558 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
ويعني ذلك أن إجمالي الانبعاثات الضارة بالبيئة تراجعت بنحو 1.7% عن مستويات 2018، (أو ما يعادل 113.1 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون)، وفقًا لتقرير وكالة حماية البيئة (EPA).
ويعزى ذلك إلى انخفاض الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، فضلًا عن التحول المستمر من الفحم إلى الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء الأميركي.
ومع ذلك، فإن هذه الزيادة كانت أقلّ من النسبة المرتفعة المسجلة عام 2007، والبالغة 15.6% أعلى مستويات عام 1990.
- كيف كان أداء قطاع الطاقة الأميركي خلال عام الوباء؟
- 3 حقائق مهمة بشأن انبعاثات الكربون عالميًا (رسوم بيانية)
اتجاهات طويلة المدى
في المجمل، يشير التقرير إلى أن إجمالي انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة في الولايات المتحدة شهدت زيادة بنحو 1.8% خلال المدة بين عام 1990 وعام 2019.
وعند المقارنة مع مستويات عام 2005، فإن إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة كان في العام الماضي أقلّ بنحو 13%، وفقًا للتقرير.
ويعكس هذا الانخفاض في انبعاثات غازات الدفيئة مجموعة من التأثيرات للاتجاهات المتعددة طويلة المدى، مثل عدد السكان والنمو الاقتصادي واتجاهات أسواق الطاقة والتغيرات التكنولوجية، بما في ذلك كفاءة الطاقة وكثافة الكربون لخيارات وقود الطاقة.
انبعاثات الكربون
يُشكّل ثاني أكسيد الكربون -الذي يُنتج في الأساس من احتراق الوقود الأحفوري- النسبة الأكبر من انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة، إذ بلغ 80.1% من إجمالي الانبعاثات.
ووفقًا للبيانات المتاحة على موقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن أغلب انبعاثات غازات الدفيئة تلك التي يسببها الإنسان أساسًا من حرق الوقود الأحفوري -الفحم والنفط والغاز الطبيعي- لاستخدام الطاقة.
وبالنسبة لانبعاثات احتراق الوقود الأحفوري، فقد شكّلت 74.1% من إجمالي الانبعاثات الضارة بالبيئة في الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير وكالة حماية البيئة، فإن عملية إزالة الكربون من الغلاف الجوي عبر عوامل مثل الغابات والأراضي تمثّل نحو 12.4% من إجمالي الانبعاثات.
وفي الواقع، يؤدي انتشار الغازات في الغلاف الجوي إلى تغيرّ المناخ بشكل مباشر -عندما يمتص الغاز نفسه الإشعاع- وبشكل غير مباشر -عندما تنتج التحولات الكيميائية للمادة غازات دفيئة أخرى-.
غازات أخرى
تشمل إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة لجميع المصادر التي هي من صنع الإنسان، ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين (الغاز المضحك) ومجموعة الغازات المفلورة (Fluorinated gases)، حسبما أفاد تقرير وكالة حماية البيئة الأميركية.
وتتكون مجموعة الغازات المفلورة من 4 أنواع: مركبات الكربون الهيدروفلورية ومركبات الكربون المشبعة بالفلور وسداسي فلوريد الكبريت وثلاثي فلوريد النيتروجين، أو ما يُعرف اختصارًا بـ(HFCs, PFCs, SF6 and NF3).
وفي حين شكّلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (Carbon Dioxide CO2) 80.1% من إجمالي الانبعاثات في الولايات المتحدة، فإن انبعاثات غاز الميثان (Methane CH4) بلغت 10.1%.
وبالنسبة لانبعاثات أكسيد النيتروجين (Nitrous Oxide N2O)، فقد بلغت 7%، أمّا انبعاثات مجموعة الغازات المفلورة فكانت تُشكّل 2.8%.
الانبعاثات حسب القطاع
يُسهم قطاع النقل في النسبة الأكبر من انبعاثات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، عند المقارنة حسب القطاع الاقتصادي.
وفي عام 2019، شكّل قطاع النقل نحو 28.6% من إجمالي الانبعاثات الضارة في الولايات المتحدة، يليه قطاع توليد الكهرباء، إذ يشغل حصة قدرها 25.1%.
وفي حين يستحوذ القطاع الصناعي على 22.9% من إجمالي الانبعاثات الضارة في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد عالميًا، فإن القطاع الزراعي والتجاري والسكني شكّلا نحو 10.2% و6.9% و5.8% على الترتيب، مع حقيقة أن الأقاليم الأميركية تسهم بنحو 0.4% في الانبعاثات.
عام الوباء
في عام 2020، شكّل النفط نحو 34% من إجمالي استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة، حسب البيانات المتاحة على موقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ومع ذلك، كان النفط مصدرًا لنحو 45% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ذات الصلة بقطاع الطاقة.
وبحسب الوكالة الأميركية، فإن الغاز الطبيعي شكّل كذلك 34% من استهلاك الأميركيين للطاقة، لكنه كان مسؤولًا عن 36% من إجمالي الانبعاثات الكربونية.
بينما بلغ استخدام الفحم نحو 10% من إجمالي الاستهلاك، في حين تسبّب ما يُقدَّر بنحو 19% من انبعاثات الكربون الناجمة عن استهلاك الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن استهلاك موارد غير الوقود الأحفوري العام الماضي في الولايات المتحدة بلغ 21% من إجمالي الاستهلاك.
اقرأ أيضًا..
- أميركا.. توقعات بارتفاع انبعاثات قطاع الكهرباء 7% هذا العام
- انبعاثات قطاع الكهرباء الأميركي تتراجع 28% في 10 سنوات