سابك تتوقع نموًا سريعًا لقطاع البتروكيماويات في الهند
مع عدم تأثره بارتفاع أسعار النفط
دينا قدري
أكد نائب رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، المدير الإقليمي لجنوب آسيا وأستراليا ونيوزيلندا، جاناردهانان رامانوجالو، أن قطاع البتروكيماويات في الهند لن يتأثر -على الأرجح- بارتفاع أسعار النفط الخام العالمية.
إذ شدد على أن الهند تشهد انتعاشًا قويًا في الطلب على البتروكيماويات، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بوتيرة أسرع من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في المستقبل المنظور.
وأوضح -في مقابلة مع منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"- أن هذا النمو سيتراوح بين 1.2 و1.4 مرة من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للهند خلال الـ5-6 سنوات المقبلة، وهو ما سيُترجم إلى معدل نمو سنوي يبلغ نحو 8-10%.
دور الهند في سابك
قال رامانوجالو إن الهند عرضت فرصًا لتنمية أعمال سابك في مجالات مثل الكيماويات الأساسية والمواد الوسيطة والبوليمرات، بالإضافة إلى كونها لاعبًا رئيسًا في صناعة الأسمدة وإنتاج اليوريا وثنائي فوسفات الأمونيوم.
وأضاف أن سابك تعمل في الهند منذ أكثر من 25 عامًا، مع وحدة تصنيع متخصصة في بارودا، وأن التركيز على الوحدة المتخصصة سينمو بشكل أكبر في الهند.
كما قال: "الكيماويات الأساسية والمواد الوسيطة والمنتجات المتخصصة هي مجالات تركيز الأعمال الرئيسة الثلاثة لسابك".
كان نائب الرئيس التنفيذي للبتروكيماويات في سابك، عبدالرحمن الفقيه، قد صرح -في وقت سابق من هذا الشهر- بأن الطلب العالمي على البتروكيماويات "صحي"، لكن العرض يواجه تحديات من تدقيق بيئي أكثر صرامة ولوائح أكثر صرامة لانبعاثات الكربون.
تأثير ارتفاع الأسعار
تعليقًا على تأثير ارتفاع أسعار النفط في قطاع البتروكيماويات المحلي في الهند، قال رامانوجالو إن صناعة البتروكيماويات في الهند استمرت في النمو بشكل حاد عندما ارتفع النفط الخام إلى مستوى قياسي بلغ 140 دولارًا للبرميل، في حين نما أيضًا بمعدل مماثل عندما كان النفط عند 40 دولارًا للبرميل.
وأضاف: "بما أن صناعة البتروكيماويات تُمكن الصناعات الأخرى من التكاثر؛ فإن النمو يأتي من طلب المستهلك النهائي أكثر من التأثر بتسعير المواد الخام أو أسعار الخام".
لائحة المواد الخام للبتروكيماويات الهندية عبارة عن مزيج متنوع من النافثا والإيثان وغاز النفط المسال، وكان للتقلبات الأخيرة في أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي تأثير مختلط في هوامش البتروكيماويات.
وتتوقع "بلاتس أناليتيكس" أن الهوامش لقطاع الأوليفينات للبتروكيماويات الهندية ستظل قوية في المستقبل المنظور، بسبب المستوى العالي من مرونة المواد الأولية وتوافر المواد الأولية القائمة على المصفاة المتكاملة على المدى المتوسط.
نافذة تصدير
أوضح رامانوجالو أن فرص موازنة الأسعار -في وقت سابق من هذا العام- خلقت نافذة جذابة للهند لتصدير بعض منتجاتها إلى الدول الغربية.
وقال: "في بعض الأحيان، تكون التقلبات كبيرة إلى حدٍ ما بسبب أحداث معينة. وقد أتاح الطقس في وقت سابق من العام في الولايات المتحدة فرصة للهند للتصدير إلى الاقتصادات المتقدمة. تساعدنا الموازنة في الأسعار على أن نكون أكثر قدرة على المنافسة في التصدير إلى تلك الاقتصادات الأسواق".
وأضاف رامانوجالو: "إنها فرصة يجب أن تغتنمها صناعة التصنيع الهندية؛ لأن معظم أسعار منتجاتنا في الهند وآسيا أرخص مقارنةً بأوروبا أو الولايات المتحدة".
وتُقدر قيمة صناعة الكيماويات الهندية حاليًا بنحو 178 مليار دولار، وفقًا لدراسة أجرتها وكالة التصنيف الهندية "آي سي آر إيه" حول صناعة الكيماويات الهندية، وهو مشروع بتكليف من شركة سابك.
ويُقدر الإنتاج المحلي بـ166 مليار دولار، ويُغَطى الباقي بالواردات.
وتُعد الهند مستوردًا صافيًا للبتروكيماويات مع صادرات سنوية تبلغ نحو 39 مليار دولار، وواردات بقيمة 51 مليار دولار، ووجدت الدراسة أن قطاع الكيماويات المتخصصة الهندي يُقدر بنحو 32 مليار دولار.
الطلب على البتروكيماويات
وفقًا لـ"بلاتس أناليتيكس"، كان الطلب على البتروكيماويات في الهند على طريق الانتعاش القوي في عام 2021، بعد الانحراف الناجم عن جائحة فيروس كورونا، مقارنةً باتجاه نمو الطلب القوي الذي شوهد في عام 2020.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب على البوليمرات بنسبة 7-9% خلال السنوات الـ5 المقبلة بين عامي 2022-2026.
وتحسنت الواردات الهندية من البوليمرات الرئيسة والمواد الوسيطة الكيميائية بشكل ملحوظ في عام 2021، ويرجع ذلك أساسًا إلى الطلب القوي من التعبئة والتغليف والبناء والقطاعات الصناعية.
على سبيل المثال، تحولت الهند إلى مستورد صافٍ للبولي بروبيلين في عام 2021، من سوق تصدير في عام 2020.
وتماشيًا مع نمو الطلب القوي، سيبدأ تشغيل العديد من مصانع البتروكيماويات الجديدة في عام 2022 وما بعده.
ومع ذلك، ستظل الهند مستوردًا رئيسًا للبوليمرات الرئيسة على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في المدى المتوسط، بحسب توقعات بلاتس أناليتيكس.
سابك والطاقة النظيفة
تعليقًا على كيفية مساهمة سابك في أهداف الطاقة النظيفة في الهند، أكد رامانوجالو أن الشركة تكثف استخدام الموارد المتجددة.
وقال: "من الناحية التشغيلية الآن، يأتي ما يقرب من 75% من استهلاكنا للطاقة في مركزنا في بنغالور من مصادر متجددة. ووحدتنا في بارودا تعمل بالفعل في هذا المجال".
وأضاف: "نأمل في أن نزيد هذه النسبة بشكل أكبر خلال مدة محددة. أعتقد بهذا المعنى، لقد بدأنا مبكرًا ووصلنا إلى بعض الإنجازات الجيدة".
موضوعات متعلقة..
- سابك السعودية تطلق مشروعًا لتعزيز اقتصاد البلاستيك الدائري
- وزارة الطاقة السعودية تدعم تحول سابك إلى الطاقة المتجددة
- سابك السعودية تقود تحالفًا دوليًا لخفض انبعاثات قطاع الكيماويات
اقرأ أيضًا..
- سياسة بايدن تملأ جيوب شركات صناعة الطاقة المتجددة في الصين (تقرير)
- نوفاك: اتفاق أوبك+ أعاد الاستثمار والثقة إلى صناعة النفط
- تيسلا3.. نيويورك تستغني عن الأسطول القديم بسيارات كهربائية