رئيس شيفرون: المستثمرون متحمسون لدور شركات النفط والغاز في تحوّل الطاقة
دينا قدري
أكد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأميركية، مايك ويرث، أنه يتعين المواءمة بين تلبية الطلب المتزايد على الوقود الأحفوري، جنبًا إلى جنب مع الاستثمار في حلول منخفضة الكربون.
إذ شدد على أن العائدات هي المتحكم الرئيس في الحصول على دعم المستثمرين، وهو ما يجعلهم يتحمسون نحو دور لشركات النفط والغاز في تحوّل الطاقة، نظرًا للطلب القوي على الهيدروكربونات والحلول العديدة اللازمة لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي.
وقال ويرث -في مقابلة مع منصة "إنرجي إنتليجنس"-: "أودّ أن أقول، إن هناك عملية تدريجية للاعتراف بأن صناعتنا ستكون جزءًا من مواجهة تحديات تحوّل الطاقة هذه، والتي تتعارض قليلًا مع السرد الذي تسمعه أحيانًا".
عائدات أكثر تنافسية
جادل ويرث بأن مجالات تركيز شركة سيفرون تقدّم عائدات أكثر إقناعًا -أكثر من 10%- من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
إذ صرّح ويرث لـ"إنرجي إنتليجنس" بأن الشركة قيّمت عن كثب استثمارات النفط والغاز التقليدية المزدوجة، والكهرباء المتجددة التي ظهرت مؤخرًا في بعض الأماكن، مثل العراق وليبيا.
ومع ذلك، لم تجد شيفرون هذه العائدات منافسة لفرصها الأخرى، ويدرك ويرث أن المستثمرين سيحتاجون إلى رؤيتها تقدّم تلك العائدات الأعلى للثقة في نهجها الإستراتيجي.
يقول ويرث، إن شركته ستقضي الأشهر المقبلة في توضيح خطط الاستثمار منخفضة الكربون المتسارعة مؤخرًا، مع مشروعات محددة وإنجازات ملموسة مفصلة في عام 2022.
تحقيق التوازن
مع ذلك، فإن محادثات رئيس شيفرون مع المستثمرين تشير إلى أن الاستثمار في شركات النفط والغاز مطروح بطبيعته على الطاولة.
إذ أوضح ويرث أن مطالب المستثمرين تأتي في نهاية المطاف لتقديم "التوزيعات والقوة المالية والاستثمار في المستقبل".
تسعى شركة شيفرون إلى "تحقيق توازن" لتلبية الطلب العالمي الذي لا يزال قويًا على الطاقة التقليدية، فضلاً عن احتياجاتها المتزايدة لبدائل منخفضة الكربون، وهو نهج يجادل ويرث بأنه يتردد صداه.
على وجه التحديد، ستعمل الشركة الأميركية لزيادة إنتاجها من النفط والغاز خلال منتصف العقد على الأقلّ، مع تسريع إنفاقها في الوقود الحيوي والغاز الطبيعي المتجدد واحتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين، لتنويع مزيج الطاقة بمرور الوقت.
سيحمل النفط والغاز اللذان توفرهما الشركة أيضًا بصمة كربونية أقلّ، إذ تعمل على تحقيق الحياد الكربوني في عمليات التنقيب والإنتاج بحلول عام 2050.
أشكال تحوّل الطاقة
أشار ويرث -في ملحوظات رسمية أمام مؤتمر النفط العالمي في هيوستن- إلى أن محادثات المناخ الأخيرة في غلاسكو أظهرت أن تحوّل الطاقة سوف يتخذ أشكالًا عديدة، ويُحَدَّد بعدة طرق، حتى مع تبنّي الدول بشكل الهدف نفسه.
وقال: "بالطريقة نفسها، تتخذ الصناعات والشركات الفردية مجموعة متنوعة من الأساليب نحو مستقبل منخفض الكربون، وتلبية الاحتياجات المختلفة، والقيام باستثمارات مختلفة، واستكشاف تقنيات مختلفة، وتطوير حلول مختلفة".
هذا الإدراك هو ما يفتح الباب أمام شركات مثل شيفرون لاتخاذ مسار إستراتيجي مختلف عن الشركات الأوروبية الكبرى -على سبيل المثال- التي تسعى لتحقيق نمو كبير في الكهرباء المتجددة جنبًا إلى جنب مع التخلص التدريجي طويل الأجل من النفط والغاز.
طموحات الحياد الكربوني
تسبّب تقرير الحياد الكربوني الصادر عن وكالة الطاقة الدولية بحلول عام 2050 على وجه الخصوص بخلق عاصفة نارية لصناعة النفط والغاز.
إذ وصفه منتقدو الوقود الأحفوري بشكل غير صحيح بأنه دليل على أن جميع عمليات تطوير النفط والغاز الجديدة يجب أن تتوقف، بغضّ النظر عمّا إذا كانت البدائل تصل إلى النطاق الكافي أم لا.
وفي الوقت نفسه، تعهّد عدد من المستثمرين المؤسسين الكبار بمواءمة محافظهم الاستثمارية مع طموحات الحياد الكربوني.
وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان استمرار الاستثمارات في النفط والغاز يمكن أن يتوافق مع هذه الأهداف، وكيف ينبغي عليهم موازنة تلك الطموحات مع مخاوف النقص المحتمل في العرض على المدى المتوسط.
وقال ويرث -في هذا الصدد-: "أعتقد أن هناك الكثير من العمل لا يزال جاريًا.. أعتقد أنه ليس من الواضح تمامًا بالنسبة لمدير الأصول ما يعنيه امتلاك محفظة متوافقة مع الحياد الكربوني".
موضوعات متعلقة..
- شيفرون تستثمر 10 مليارات دولار في مشروعات منخفضة الكربون
- شيفرون تعلن خطوة جديدة لتطوير مشروعات الهيدروجين
- شيفرون تتوسع بمشروعات إنتاج الميثان الحيوي في أميركا
اقرأ أيضًا..
- حقل تندرارة بديل المغرب عن الغاز الجزائري.. ماذا تعرف عنه؟ (صور وفيديو)
- الطاقة النووية.. تقرير يحذّر من الإغلاق المبكر للمحطات في أوروبا
- السيارات الكهربائية.. 6 إحصاءات توضح ثورة الصناعة (تقرير)