وعد جديد من روسيا بشأن تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته -مجددًا- بوضع مقترحات لتزويد أوروبا بكميات من الغاز الطبيعي هذا الشتاء، ولكن عبر خطوط شركة النفط العملاقة "روسنفط" للمرة الأولى.

ووجّه بوتين أمرًا رئاسيًا إلى الحكومة بوضع مقترحات لتوريد نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي أول مارس/آذار المُقبل، حسبما ذكرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، نقلًا عن وكالة إنترفاكس، اليوم الثلاثاء.

روسنفط تصدّر الغاز

تشارك الحكومة وشركة الغاز العملاقة "غازبروم" شركة روسنفط -التي تمتلك شركة النفط البريطانية "بي بي" 20% من أسهمها- في تجهيز عرض تصدير الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأخيرة لأول مرة.

وتعاني أوروبا -مع العالم- ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية، ووجهت دول القارة العجوز الاتهامات إلى روسيا بأنها لا تزوّدها بما يكفي احتياجاتها من الغاز، وأن روسيا تستخدم الغاز ورقة ضغط سياسية.

وبناء عليه، طلب بوتين من شركة غازبروم، يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، زيادة صادرات الغاز إلى أوروبا بدءًا من 8 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه لم يفِ بوعده.

ويأتي ذلك رغم تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الذي أعلن أن موسكو تعتزم زيادة كميات الغاز الطبيعي في منشآت التخزين الأوروبية، ووصفها بخطوة قد تقلل معاناة أوروبا من أزمة الطاقة هذا الشتاء.

ورغم أنباء تزويد أوروبا بكميات الغاز الطبيعي المُعلنة، عبر روسنفط وبمساعدة غازبروم، فإنه لا توجد أي مؤشرات على موعد التنفيذ، وفق منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

قيد المراجعة

كان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قد صرّح عقب اجتماع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأن الخطة قيد المراجعة.

ووفق بيان لشركة روسنفط في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإنها تدرس إمكانات تصدير الغاز إلى أوروبا، وفق تعاقد أبرمته مع شركة بي بي.

وقال الرئيس التنفيذي لروسنفط، إيغور ستشن، حينها: "إن تعاقد روسنفط مع بي بي لتصدير 10 مليارات متر مكعب من الغاز إلى أوروبا، سيسهم في تزويد القارة بكميات إضافية من الغاز مستقبلًا".

غير أن العقبة الوحيدة التي قد تمنع تزويد أوروبا بغاز روسيا عبر خطوط روسنفط هي احتكار شركة غازبروم التي تمتلكها الدولة خطوط تصدير الغاز، إذ تُعد الوحيدة المرخص لها فعل ذلك.

وهناك شركات أخرى مثل "نوفاتك" تمتلك إذنًا بتصدير الغاز، لكن المُسال فقط.

رفض غازبروم

قالت غازبروم، في وقت سابق، إنه لا حاجة إلى دخول روسنفط في قطاع تصدير الغاز إلى أوروبا، إذ إنها قادرة على تزويد القارة بكل احتياجاتها بمفردها.

إلا أن انتقادات حادة وجهتها أطراف عديدة إلى غازبروم المدة الماضية، بسبب عدم إسهامها في علاج أزمة ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.

وتصدّر غازبروم الغاز إلى أوروبا عبر خطين، الأول يمر في أوكرانيا، وهي على خلاف دائم مع روسيا، والثاني يامال-أوروبا، الذي يمر عبر أراضي 4 دول، هي: روسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا.

وتثير مسألة أوكرانيا خلاف روسيا الدائم مع الدول الغربية، حتى إن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل، في زيارتها الأخيرة إلى أميركا، وفي أثناء مؤتمر صحفي مع نظيرها جو بايدن، طلبت من روسيا التزامًا بعدم التعرض أو الإضرار بأوكرانيا باستغلال خط الأنابيب نوردستريم2.

وقبل عدة أيام، كشفت تقارير عن عمليات انتشار عسكرية روسية مكثفة على حدود أوكرانيا، تمهيدًا لمهاجمتها، ووصل عدد قواتها إلى نحو 175 ألف جندي.

وترددت أنباء، أمس الأول الأحد، عن موافقة القادة الأميركيين والروس على إجراء محادثات مباشرة عبر الفيديو، وفق تلفزيون "سي إن إن" بشأن هجوم روسيا المتوقع على أوكرانيا، رغم نفي الأولى.

نورد ستريم2

حاولت روسيا استغلال أزمة الغاز في أوروبا مؤخرًا في الضغط على القارة، لتسمح ببدء تشغيل خط الأنابيب العملاق نورد ستريم2، الذي واجه كثيرًا من العراقيل، منها فرض أميركا عقوبات اقتصادية عليه، وذلك وفق مسؤولين من القارة.

وكانت روسيا قد رفضت مشروع تصدير الغاز عبر روسنفط مرارًا وعلى مر تاريخها، لكنها أعلنت -مؤخرًا- عن اتخاذ تلك الخطوة.

موضوعات متعلقة..

• مفاجأة.. لا زيادة في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا كما وعد بوتين
• روسيا تتهم أميركا والغرب بعرقلة تشغيل نورد ستريم 2

• الوضع يزداد سوءًا.. أوروبا تواجه شبح انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء

اقرأ أيضًا..

• مخزونات الفحم في أميركا تسجل أقل مستوى منذ 43 عامًا
• قيمة صادرات النفط النيجيري تسجل 10 مليارات دولار في 3 أشهر

• إكوينور تستحوذ على 45% من شركة تخزين بطاريات كهرباء بالمملكة المتحدة