رئيسيةالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطغازنفط

كولومبيا.. صناعة النفط تُعاني بين انخفاض الإنتاج والصراعات الداخلية

هجمات متكررة عرقلت العمل ومنعت الاستكشاف

هبة مصطفى

تسعى كولومبيا لمواصلة تعافيها الاقتصادي من آثار جائحة كورونا، وانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال العام الماضي، اللذين أثرا على قطاع النفط والغاز الأكثر أهمية للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وتعاني كولومبيا الصراعات الداخلية والهجمات المتكررة على خطوط أنابيب النفط والغاز، ما أسهم في التأثير على حجم إنتاجها النفطي واحتياطياتها المؤكدة.

وتُعدّ صناعتا النفط والغاز مصدرًا رئيسًا للدخل والعملة الأجنبية في كولومبيا، ما دفع الحكومة إلى العمل على زيادة مواردهما، بعد رصدها احتياطيات مؤكدة تكفي 6.3 سنة من النفط، و7.7 سنة فقط من الغاز.

عطاءات تفوق المستهدف

تلقت كولومبيا عطاءات حول 30 كتلة مخصصة لاستكشاف النفط والغاز وإنتاجهما ضمن المزاد الذي أُجري مؤخرًا، رغم تحديد الحكومة الكولومبية تخصيص من 10 إلى 15 كتلة فقط العام الجاري.

مصفاة النفط التابعة لشركة إيكوبترول
مصفاة النفط التابعة لشركة إيكوبترول في بارانكابيرميخا بكولومبيا

وتشير عطاءات المزايدة الأخيرة إلى تجاوز هدف الحكومة بتخصيص ما بين 10 و15 كتلة فقط للإنتاج العام الجاري، بجانب تخطي هدف حكومة الرئيس إيفان دوكي بإجراء 50 تعاقدًا فقط على مدار مدة ولايتها.

وأكد ذلك وزير المناجم والطاقة في كولومبيا، ديغو ميسا، مشيرًا إلى أنه بتلقي العطاءات الـ30 الجديدة يصل عدد الكتل المخصصة لإنتاج النفط الخام في البلاد إلى 69 كتلة، بعد موافقة الحكومة على عقود منح 39 كتلة في مزادات سابقة.

وتأتي تلك الخطوة في إطار الحفاظ على أمن الطاقة ذاتيًا، بجانب سعيها لتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

خطوة في اتجاه التعافي

يُعدّ المزاد الحالي لكتل استكشاف النفط والغاز وإنتاجهما في كولومبيا والعطاءات المقدمة له أفضل من مزاد العام الماضي، الذي وقعت خلاله الحكومة الكولومبية 4 عقود فقط في مجال الهيدروكربونات مع شركتين، تأثرًا بآثار جائحة كورونا.

العطاءات الـ30 قدّمتها 7 شركات بقيمة استثمارية تزيد على 148.5 مليون دولار أميركي، بعدما شاركت 17 شركة بالمزاد، فيما تُجرى جولة التراخيص في 16 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إذ يُسمح للشركات بتقديم عروض مقابلة للعطاءات المقدمة للكتل الـ30.

وسيطرت شركة باريكس ريسورسيز الكندية وحدها على ما يزيد على نصف العطاءات المقدمة، في حين تقدمت شركة إيكوبترول للنفط المملوكة للدولة والشركة التابعة لها "هوكول" بعطاءات على 5 كتل، وفق صحيفة أوف شور إنجينير.

كما تقدمت بعطاءات كل من: شركة لويس إنرجي الأميركية للغاز، وموريل بروم آند الفرنسية، وفرونتيرا إنرجي الكندية، وسي إن إي للنفط والغاز المملوكة لشركة كاناكول إنرجي الكندية أيضًا.

وكانت الحكومة قد طرحت 28 قطعة للتقدم بعطاءات ما قبل المزاد، فيما ينظر قطاع صناعة النفط والغاز في 25 منطقة أخرى.

صادرات النفط

على مدار العام الماضي تأثرت اقتصادات متعددة بهبوط أسعار النفط وآثار جائحة كورونا، وتحاول تلك البلدان خوض معركة التعافي تبعًا للصناعات الرئيسة بها.

ولأن قطاع صناعة النفط والغاز هو الأكثر أهمية في كولومبيا، فقد بلغت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري 9 مليارات دولار، ما يمثل 32% من إجمالي صادرات كولومبيا.

كورونا يحاصر صناعة النفط في كولومبيا
مصفاة تكرير في كولومبيا - أرشيفية

وبلغ متوسط إنتاج النفط في كولومبيا 781 ألفًا و300 برميل يوميًا خلال العام الماضي، مسجلًا أدنى مستوى منذ عام 2009، وارتفع متوسط الإنتاج إلى 733 ألفًا و561 برميلًا يوميًا خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري.

مستويات الإنتاج

تعكف كولومبيا على "إحياء" صناعة النفط وزيادة إنتاج النفط واحتياطياته، بعدما سجلت مستوى إنتاج في سبتمبر/أيلول الماضي عند 744 ألفًا و173 برميل خام يوميًا بانخفاض طفيف عن الشهر السابق له، وانخفاض بنسبة 1% عن الشهر ذاته العام الماضي.

وتعكس مستويات الإنتاج للعام الجاري في كولومبيا انخفاضًا متوقعًا لإنتاج النفط بأقل من العام الماضي، في حالة عدم تكثيف جهود الإنتاج حتى نهاية العام.

وحددت الحكومة مستهدف إنتاج يصل إلى مليون برميل يوميًا، لدفع النمو الاقتصادي الذي حقق أعلى مستوياته منذ عقود عام 2011 مرتفعًا بنسبة 6.9%.

وكانت رابطة النفط الكولومبية قد توقعت التوسع في استثمارات صناعة النفط العام الجاري بنسبة 51% مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، بقيمة تصل إلى 3.1 مليار دولار، لكن نمو الإنتاج ما زال يواجه صعوبات تؤثر على نسب التوقعات.

ورصد مقياس بيكر هيوز لحساب حفارات إنتاج النفط نشاط 23 حفارة في كولومبيا الشهر الماضي بزيادة حفارتين عن الشهر السابق له، وبما يعادل ضعف عدد الحفارات المستخدمة خلال المدة ذاتها العام الماضي، لكنها ظلت أقل من مستويات سبتمبر/أيلول 2019 بـ6 حفارات.

صراعات داخلية

يرجع عدم توسع كولومبيا في الإنتاج خلال العام الجاري رغم ارتفاع أسعار خام برنت، إلى عوامل أخرى من ضمنها الأوضاع الأمنية والهجمات المتكررة على خطوط الأنابيب والبنى التحتية الصناعية وفوهات الآبار النفطية.

وتعرّض خط أنابيب "كانو ليمون كوفيناس" -الذي يُنتج 210 آلاف برميل يوميًا- لهجمات متكررة، كان آخرها بداية العام الجاري، وأحبطت الحكومة الكولومبية مخططًا آخر، كما تبنى جيش التحرير الوطني الكولومبي عدة هجمات على البنية التحتية التابعة لشركة إيكوبترول الشهر الماضي.

وتدفع المخاطر الأمنية نحو وقف نشاط الاستكشاف بخلاف التأثير على حجم الإنتاج.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق