إستراتيجية ألمانيا الخضراء.. تحديات تواجه حكومة شولتز في طريق تحول الطاقة
مع إبرام الحكومة الجديدة صفقة تتضمن خططًا جديدة تنهي حقبة ميركل
أعلنت الحكومة الجديدة في برلين إستراتيجية ألمانيا الخضراء، إذ تعهدت الأحزاب الرئيسة المشاركة في التشكيل الحكومي بخطة للتخلص من الفحم بحلول 2030.
كما شملت اتفاقية الأحزاب الحكومية التوسع في مصادر الطاقة المتجددة لتعويض النقص في إنتاج الكهرباء، إذ وافق الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب الخضر والديمقراطيون الأحرار في ألمانيا على إنهاء توليد الكهرباء من الغاز بحلول 2040، وحظر أنظمة التدفئة بالغاز في المباني الجديدة، على أن تُستَبدَل في المباني القائمة.
خطة الحكومة الجديدة
تشكّل إستراتيجية ألمانيا الخضراء جزءًا من خطة خطة ائتلاف الحكومة الجديدة على حماية المناخ، إذ تعتزم العمل على تكثيف الجهود لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من خلال تسريع وتيرة التخلي عن الفحم لصالح المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، مع الوصول إلى حدّ أدنى لأسعار الكربون.
يرأس أولاف شولتز ائتلافًا من 3 أحزاب تقود خطة طموحة لانتقال ألمانيا إلى الاقتصاد الأخضر، بموجب اتفاق لإنهاء 16 عامًا من الحكومة بقيادة أنغيلا ميركل.
فبعد شهرين تقريبًا من فوز حزبه الديمقراطي الاجتماعي في الانتخابات الفيدرالية، سوف يتولى شولتز السلطة وقيادة إستراتيجية ألمانيا الخضراء مع حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار، الذين يرون ضرورة تسريع التخلص التدريجي من استخدام الفحم بحلول عام 2030.
يسعى التحالف ضمن إسترتيجية ألمانيا الخضراء إلى استخدام 2% من الأراضي الألمانية لطاقة الرياح، واعتماد الطاقة القائمة على الهيدروجين بحلول عام 2030.
ترغب الأطراف المتآلفة في الحكومة بالحصول على 80% من الكهرباء من الطاقة المتجددة مع نهاية العقد، والدفع نحو نشر 15 مليون سيارة كهربائية على الطرق الألمانية.
تحويل الاقتصاد
يعوّل اتفاق الائتلاف الحكومي على كون هدفه من إستراتيجية ألمانيا الخضراء هو إزالة الكربون من قلب المحرك الاقتصادي في أوروبا، الأمر الذي يعدّه عدد من المحللين مجرد أقوال، وسيكون التطبيق العملي هو الحكَم.
أعلنت الأحزاب الثلاثة التي تهدف إلى تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة، واحدة من أكثر التحولات طموحًا، بعيدًا عن الوقود الأحفوري في العالم.
ومع ذلك ما تزال هذه التعهدات غير حاسمة في ملف الفحم، وإلغاء سيارات محركات الاحتراق بحلول عام 2035، ومواءمة جميع السياسات الحكومية بهدف الحدّ من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة، إذ سوف تستمر ألمانيا في الاعتماد على الغاز الطبيعي والطاقة النووية لسنوات عديدة.
تستهدف إستراتيجية ألمانيا الخضراء الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وهو محور تركيز كبير للصفقة التي تحمل عنوان "الجرأة في تحقيق المزيد من التقدم".
سيجري التخلص التدريجي من الفحم "بشكل مثالي" بحلول عام 2030، وستصبح الطاقة الشمسية إلزامية على أسطح المباني التجارية الجديدة والقاعدة العامة للمنازل الخاصة الجديدة.
سيتعين على الولايات الـ 16 توفير 2% من مساحتها لطاقة الرياح، بالتزامن مع هدف التخلص التدريجي من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، بالتوازي مع هدف الاتحاد الأوروبي لعام 2035.
الألغاز الخضراء
يرى عدد من المحللين أن تحقيق إستراتيجية ألمانيا الخضراء من خلال خطة الحكومة الجديدة لن يكون سهلًا، وسوف تقف مشكلة التمويل حجر عثرة في طريق التحول.
وأشار المحللون إلى أن هناك مشكلة في كيفية التخلص من الفحم، الذي أسهم بتوليد 27%من كهرباء ألمانيا في النصف الأول من العام الجاري، وهذا أسرع بكثير من الهدف السابق لعام 2038، الذي تسبّب بانزعاج مناطق مناجم في ألمانيا.
من جهة أخرى، يتعهد اتفاق الائتلاف أن خطته لن تترك أيّ شخص دون وظيفة، إذ تلتزم الاتفاقية بتسريع تسليم 40 مليار يورو (45.16 مليار دولار) الموعودة لتحويل الناس من وظائف في الفحم إلى اقتصاد الطاقة النظيفة.
وفي الوقت نفسه، ترفض خطة الحكومة الجديدة دفع تعويضات إضافية لشركات الفحم التي سيتعين عليها إغلاق أبوابها في وقت مبكر.
التحدي الأكبر الذي تواجهه إستراتيجية ألمانيا الخضراء هو كيفية تزويد البلاد بالطاقة خلال المدة الانتقالية، في الوقت الذي يقترح التحالف توسعًا "هائلاً" في الطاقة النظيفة من خلال رفع الهدف الحالي المتمثل في أن تشكّل مصادر الطاقة المتجددة 65% من توليد الكهرباء بحلول عام 2030، إلى 80% بحلول نهاية العقد. وهذه نسبة يعدّها بعض المحللين خيالية.
تدابير داعمة للتحول
من بين التدابير الأخرى، يخطط التحالف لتخصيص 2% من الأراضي لمشروعات الرياح البرية، وتعزيز أهداف الرياح البحرية لتركيب 75 غيغاواط بحلول عام 2045، واستخدام جميع الأسطح في المباني والمنازل "المناسبة" لتوليد الطاقة الشمسية.
كذلك تخطط الحكومة ضمن إستراتيجية ألمانيا الخضراء أيضًا للاستثمار في تحديث الشبكة للتعامل مع زيادة الطاقة المتجددة.
ومع كل هذا الطموح في تحوّل الطاقة، لن تكون الطاقة النظيفة كافية لتغطية الطلب بحلول عام 2030، وهذا يعني أن التخلص التدريجي من الفحم سيُجبر الألمان على الخيارات الأجنبية للطاقة المستوردة، سواء كانت الغاز الروسي أو الطاقة النووية الفرنسية.
وعلى الرغم من أن ألمانيا تستعد لإكمال التخلص التدريجي من الطاقة النووية العام المقبل، فإن نظام الطاقة المتكامل للاتحاد الأوروبي يسمح باستيراد الطاقة المولدة من القطاع النووي الفرنسي، والذي تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوسيعه.
من جهة أخرى، بينما سيخرج الفحم من مزيج الطاقة بموجب إستراتيجية ألمانيا الخضراء، يبدو أن صانع القرار في المانيا يدرك أن الغاز الطبيعي لا غنى عنه لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء والطاقة خلال السنوات القليلة المقبلة بأسعار تنافسية، مع تجهيز محطات الغاز لتكون قادرة على التحول إلى الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- ألمانيا.. تطورات جديدة بشأن موعد التخلص من الفحم وغلق محطات الغاز
- ألمانيا تخطط لحظر التنقيب عن النفط والغاز في بحر فادن
- مبيعات السيارات في ألمانيا تهبط إلى أدنى مستوى منذ 29 عامًا
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. فيسكر الأميركية تقتحم عالم الدفع الرباعي بطراز أوشن (صور وفيديو)
- أسعار النفط.. أكبر 10 انخفاضات تاريخيًا (رسوم بيانية)
- صفقة إيطالية تمهد لتصدير الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا