أسعار النفط تواصل الهبوط مع ترقب موقف أوبك+ (تحديث)
وخام برنت فوق 82 دولارًا
واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات اليوم الخميس، وسط انتظار الأسواق لموقف تحالف أوبك+ من إعلان الولايات المتحدة إصدارًا منسقًا مع عدد من كبار مستهلكي الخام للسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي.
كانت أسعار النفط قد شهدت جلسة متقلبة، أمس الأربعاء، قبل أن تختتم التعاملات على انخفاض مع صدور البيانات الرسمية لمخزونات النفط في الولايات المتحدة.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 01:45 مساءً بتوقيت غرينتش (04:45 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت -تسليم يناير/كانون الثاني 2022- بنحو 0.2%، مسجلة 82.07 دولارًا للبرميل.
كما هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم يناير/كانون الثاني- بنسبة 0.4%، مسجلة 78.09 دولارًا للبرميل.
قال محللو إيه إن زد، في مذكرة، إن تحرير النفط من الاحتياطيات الإستراتيجية يزيد المنافسة للسيطرة على سوق النفط بين أكبر منتجي العالم.
وأشار المحللون في مذكرتهم إلى أنهم يتوقعون أن تقف أوبك مكتوفة الأيدي مع دخول السوق مدة حرجة.
ومن جانبه، طالب المدير العام لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، تحالف أوبك+، بزيادة إمدادات النفط، قائلًا في تعليقات نقلتها وكالة "بلومبرغ"، إن أسعار الوقود الحالية في منطقة الخطر بالنسبة لمعظم الاقتصادات النامية.
موقف أوبك+
تتجه الأنظار إلى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها من الخارج بقيادة روسيا في التحالف المعروف باسم "أوبك+"، والذين من المقرر أن يجتمعوا، الأسبوع المقبل؛ لمناقشة العرض والطلب على النفط.
وقالت المحللة في شركة ريستاد إنرجي، لويز ديكسون: "إن الخطوة الجريئة من مستوردي النفط فتحت الباب على مصراعيه أمام أوبك+ لتعديل سياسة التوريد الخاصة بها نزولًا في اجتماعها المقبل في 2 ديسمبر/كانون الأول 2021"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
كانت أوبك+ قد بدأت في الزيادة التدريجية المقدرة بـ400 ألف برميل يوميًا كل شهر من الإمدادات منذ أغسطس/آب للتخلي عن تخفيضات الإنتاج القياسية التي أُجرِيت، العام الماضي، عندما قللت القيود الوبائية من الطلب.
ستجتمع أوبك+ في 1 و2 ديسمبر/كانون الأول لتقرر ما إذا كانت ستزيد الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل أخرى في يناير/كانون الثاني.
وقالت مصادر إن أوبك+ لا تناقش وقف زيادات إنتاج النفط مؤقتًا، على الرغم من قرار الولايات المتحدة واليابان والهند ودول أخرى الإفراج عن مخزونات النفط الإستراتيجية.
من جانبها، أكدت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات أن أبوظبي ملتزمة التزامًا كاملًا باتفاق إعلان التعاون في تحالف "أوبك+" ولا يوجد هناك موقف مسبق بشأن الاجتماع المقبل.
وأدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة المخاوف من التضخم؛ إذ قال محللون في غولدمان ساكس إن الإفراج المنسق عن احتياطيات النفط الحكومية بقيادة الولايات المتحدة قد يضيف ما بين 70 و80 مليون برميل من إمدادات الخام للأسواق.
ومع ذلك، قال محللو إيه إن زد إن إطلاق 70 مليون برميل من احتياطيات النفط قد يدفع السوق إلى الفائض، متوقعًا أن تعلق أوبك+ خطة زيادة الإمدادات في يناير/كانون الثاني من أجل حماية الأسواق من رياح الطلب المعاكسة وتدعم خام برنت عند 80 دولارًا للبرميل.
من جانبها، أطلقت وزارة الطاقة الأميركية مزادًا لبيع 32 مليون برميل من الاحتياطيات البترولية الإستراتيجية للتسليم بين أواخر ديسمبر/كانون الأول إلى أبريل/نيسان 2022، وتخطط للإفراج عن 18 مليون برميل أخرى قريبًا.
ويتطلع التجار أيضًا إلى ما إذا كانت الصين ستتابع خططها لتحرير النفط من احتياطياتها، ضمن خطط كبار مستهلكي الخام لكبح جماح أسعار النفط.
مخزونات النفط الأميركية
من جهة أخرى، أشار عدد من المحللين إلى أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، التي أظهرت انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع حتى مع ارتفاع مخزونات الخام، تشير إلى أن السوق بحاجة إلى مزيد من الخام.
وقال الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، كيران تومبكينز: "لكن الصورة الكبرى هي أن الطلب على المنتجات لا يزال جيدًا؛ ما يزيد الضغط على تشديد السوق".
وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إجمالي مخزونات النفط التجارية الأميركية ارتفع 1.02 مليون برميل إلى 434.02 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، تاركًا المخزونات نحو 7.2% خلف متوسط السنوات الـ5 لهذا الوقت من العام.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة تراجعت 600 ألف برميل إلى 211.39 مليون برميل، متراجعة 5.2% عن متوسط السنوات الـ5، بينما انخفض إجمالي مخزونات نواتج التقطير 1.97 مليون برميل إلى 121.72 مليون برميل.
شهد الطلب ارتفاعًا في الولايات المتحدة عبر جميع المنتجات المكررة الرئيسة؛ حيث ارتفع استهلاك البنزين ونواتج التقطير بنحو 1% على مدار الأسبوع إلى 9.33 مليون برميل يوميًا و4.39 مليون برميل يوميًا على التوالي.
توقعات الأسواق
من المرجح أن يظل المستثمرون متفائلين بشأن أسعار النفط الخام على المدى القريب بعد أن جاءت الإعلانات عن إصدارات احتياطي النفط الإستراتيجي من قبل الدول الرئيسة المستهلكة للنفط أقل بكثير من التوقعات؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 3%، يوم إعلان القرارات -الثلاثاء الماضي.
وقال محللون إن الطقس الأكثر برودة في أجزاء عديدة من آسيا سيُبقي أيضًا على أرضية تحت أسعار الطاقة.
وقال المحللان في إيه إن زد، برايان مارتن ودانييل هاين: "من المرجح أن تشهد تقارير الطقس الأكثر برودة في آسيا استمرار عروض أسعار الفحم والغاز الطبيعي المسال في المدة التي تسبق الشتاء"، حسبما ذكر إس آند بي غلوبال بلاتس.
ومع ذلك، من المقرر أن يخرج المزيد من الإمدادات من نيجيريا؛ إذ رفعت شركة شل الأوروبية الكبرى للنفط قوة قاهرة على شحنات خام بوني الخفيف الرئيس في البلاد بعد تعطل الصادرات لمدة شهر تقريبًا.
أسعار الدولار
مع ذلك قد تأتي بعض الرياح المعاكسة أيضًا من ارتفاع الدولار؛ إذ سجلت العملة الأميركية ارتفاعات جديدة خلال الليل، وأظهرت أحدث البيانات أن مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وصل إلى أعلى مستوى له في 3 عقود في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال كبير محللي السوق في أواندا، إدوارد مويا: "الدولار يرتفع بعد السخط من البيانات الاقتصادية الأميركية التي أظهرت أن الاقتصاد مستمر في الاتجاه الصحيح؛ ما دفع التوقعات بتراجع أسرع وربما رفع أسعار الفائدة 3 مرات في العام المقبل".
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط تهبط في تعاملات متقلبة مع صدور تقرير المخزون الأميركي - (تحديث)
- كوريا الجنوبية.. ارتفاع أسعار النفط الخليجي هل يدفعها لأسواق أخرى؟
- بايدن والمخزون الإستراتيجي وأسعار النفط - حوار
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. خبراء يحذرون من نتائج عكسية ويكشفون رد فعل أوبك+
- الطاقة الكهرومائية.. تقرير أسترالي يراها فرصة ذهبية لتحقيق الحياد الكربوني
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل قفزة كبيرة في الربع الثالث