قمة المناخ كوب 26.. 8 نقاط تلخص مفاوضات وتعهدات 14 يومًا
بعد أسبوعين من المفاوضات الصعبة والتعهدات والوعود من الحكومات والشركات الدولية والهيئات، خرجت قمة المناخ كوب 26، بمسودة "ميثاق غلاسكو للمناخ"، والتي جرى التوقيع عليها من قبل 197 دولة، شملت الاقتصادات الكبيرة مثل الصين وصولًا إلى الدول الجزرية التي تعُدّ التغير المناخي واحترار كوكب الأرض السبب الرئيس في اختفائها، إذا لم يحدّ العالم من انبعاثاته.
وتستهدف وثيقة غلاسكو إبقاء الأمل في المحافظة على درجة حرارة كوكب الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي بحلول نهاية القرن، وهو ما تطمح إليه اتفاقية باريس.
في التقرير التالي نرصد أبرز ما خلصت إليه قمة المناخ كوب 26..
وضع خطط مناخية أكثر صرامة لعام 2030
يعدّ المطلب أحد العناصر الحاسمة في غلاسكو، إذ كانت المطالبة للدول بإعادة النظر في خططها المناخية لعام 2030، والعمل على تعزيزها، من خلال دعوة البلدان لتقديم خطط جديدة.
وأعطى الاتفاق الجديد حياة جديدة للآمال في أن يسير العالم على المسار المأمول لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن أن البلدان ستتقدّم بخطط مناخية أكثر صرامة بحلول نهاية العام.
تعديل إشارة الوقود الأحفوري في اللحظات الأخيرة
جاء في النص ما قبل التعديل، الدعوة إلى التسريع بلا هوادة من "التخلص التدريجي" للطاقة الكهربائية المولدة من حرق الفحم الحجري والتخلص من إعانات الوقود الأحفوري غير الفعّالة، ويُقصد بلا هوادة طاقة الفحم غير المقيدة باستخدام تكنولوجيات التقاط وحجز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وبعد مفاوضات في اللحظات الأخيرة لهذا النص، دعت الهند إلى تعديل النص في بيان الوثيقة الختامية لقمة المناخ كوب 26، بحيث تحلّ عبارة "الخفض التدريجي" محلّ عبارة "التخلص التدريجي".
تمويل المناخ
يُلزم النص المتفق عليه البلدان المتقدمة بمضاعفة الحصة الجماعية لتمويل التكيف ضمن الهدف السنوي البالغ 100 مليار دولار للمدة 2021-2025، والوصول إلى هدف 100 مليار دولار في أقرب وقت ممكن.
وتلتزم الأطراف أيضًا بعملية الاتفاق على تمويل المناخ طويل الأجل لما بعد عام 2025، وكان هذا مطلبًا محددًا للدول ذات الاقتصادات النامية.
كما قررت قمة المناخ كوب 26 إقامة حوار بين الأطراف وأصحاب المصلحة والمنظمات ذات الصلة لدعم الجهود المبذولة لتجنّب الخسائر والأضرار المرتبطة بتغيّر المناخ وتقليلها ومعالجتها.
أعرب الاتفاق النهائي من غلاسكو عن "الأسف العميق" لعدم الوفاء بالوعد الذي طال انتظاره من الدول الغنية بتقديم تمويل بقيمة 100 مليار دولار إلى البلدان الفقيرة التي تتصارع مع الآثار المناخية بحلول عام 2020.
يأتي ذلك بعد أن بين تقرير حديث للأمم المتحدة أن تكلفة تأثيرات المناخ في البلدان النامية كانت ستتراوح بين 5 و10 أضعاف حجم المساعدة المالية المعروضة من الدول الغنية قبل المؤتمر.
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في التمويل، فإن البلدان النامية تركت غلاسكو غير راضية إلى حدّ كبير عن هذه القضية.
ودعا العديد من البلدان النامية إلى إنشاء برنامج للمساعدة المالية لمساعدتها على التعامل مع "الخسائر والأضرار" التي تسببها أزمة المناخ، مثل الخسائر في الأرواح البشرية خلال الظواهر الجوية الشديدة.
ومع ذلك، لقيت الفكرة معارضة قوية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولم تظهر في ميثاق قمة غلاسكو لتغيّر المناخ.
دعوة للحدّ من غاز الميثان بحلول عام 2030
يدعو النص البلدان إلى التفكير في كيفية خفض نسب انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة قصير العمر، لكنه ضار جدًا، ينتج عن الزراعة الحيوانية وإنتاج الوقود الأحفوري.
يأتي ذلك بعد أن وقّعت نحو 100 دولة على تعهد عالمي لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30%، بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2020.
وافقت الصين أيضًا على خفض انبعاثات غاز الميثان في اتفاق منفصل مع الولايات المتحدة.
الحلول المناخية القائمة على الطبيعة
تمت صياغة "الحلول القائمة على الطبيعة"، وهي أدوات لمعالجة أزمة المناخ من خلال تسخير الموائل الطبيعية، لتلعب دورًا رئيسًا في نصوص قمة المناخ كوب 26، ولكن انتهى بها الأمر إلى الاستغناء عنها في الاتفاقية النهائية.
وبينما تؤكد المسودة الأولى لقمة المناخ كوب 26 "الأهمية الحاسمة للحلول القائمة على الطبيعة"، فإن الاتفاقية النهائية تشير بدلاً من ذلك إلى "أهمية حماية الطبيعة والنظم البيئية والحفاظ عليها واستعادتها".
وضع اللمسات الأخيرة على كتاب قواعد باريس
أكملت قمة المناخ كوب 26 أيضًا المفاوضات الفنية حول ما يسمى بكتاب قواعد اتفاق باريس، والذي يحدد متطلبات الشفافية وإعداد التقارير لجميع الأطراف لتتبّع التقدّم المحرز في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الخاصة بهم، مما يعني أنه سيتعين على جميع البلدان الآن الإبلاغ عن الانبعاثات والتقدم كل عامين.
ويتضمن كتيب القواعد أيضًا آليات المادة السادسة، التي تحدد عمل أسواق الكربون الدولية لدعم المزيد من التعاون العالمي بشأن خفض الانبعاثات.
القلق بشأن الوتيرة الحالية للاحترار العالمي
يعبّر النص عن "القلق، والقلق البالغ" من أن البشر قد تسببوا بالفعل في زيادة درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، مما أدى إلى تأثيرات في "كل منطقة" من العالم.
تعكس اللغة الاستنتاجات التي خلص إليها تقرير مناخي تاريخي صدر مؤخرًا عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC)، والذي نال "الترحيب" رسميًا في ميثاق جلاسكو للمناخ.
نجاح مشاركة الشباب
نجح عدد من الشباب حول العالم والتجمعات الشبابية في المشاركة بنشاط في أعمال قمة جلاسكو لتغيّر المناخ، الأمر الذي كان له الأثر الكبير بتحقيق مبدأ الشمولية في العمل المناخي.
ووصف عدد من المراقبين الدوليين مخرجات غلاسكو بأنها وعود ناعمة لا تتناسب مع حالة الطوارئ المناخية، إذ ترى الدول الجزرية بأن الفرق بين 1.5 و2 مئوية يمثّل حكم الإعدام على هذه الجزر.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 26.. تفاصيل ما قبل بكاء شارما و"فضيحة" موقف الصين والهند
- قمة المناخ كوب 26.. هل ينتصر البيان الختامي للبيئة أم ينحاز لمصالح الدول الكبرى؟
اقرأ أيضًا..
- الاستغناء عن النفط يفتح أبواب العودة إلى العصر الحجري - مقال
- هل تساعد الجزائر في حل أزمة الغاز الأوروبية؟.. وزير الطاقة يُجيب