رئيسيةأخبار السياراتتقارير منوعةسياراتمنوعات

شركات سيارات كهربائية تستخدم معادن نادرة من مناطق سيطرة جيش ميانمار

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تستخدم بعض الشركات المعادن والأتربة النادرة الواردة من مناطق النزاعات المسلحة، مثل ميانمار
  • عائدات المعادن والعناصر النادرة المستخرجة في ميانمار تدعم حكم قوات الانقلاب العسكري
  • دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم استخدام أيّ عناصر نادرة تُعدَّن في ميانمار
  • المعادن الأرضية النادرة تُستخدَم في قطاع النقل والاتصالات والمعدّات العسكرية

تقدّم شركات سيارات كهربائية كبرى، مثل تيسلا، السيارات الكهربائية عديمة الانبعاثات حلًّا لمواجهة أزمة التغير المناخي ولتحلّ محلّ السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين والديزل؛ وتستخدم تلك الشركات المعادن والأتربة النادرة الواردة من مناطق النزاعات المسلحة، مثل ميانمار.

ويرى ناشطو البيئة أن جمهورية ميانمار الخاضعة لسلطة الجيش تُعدّ إحدى مصادر معدن رئيس، مثل الديسبروسيوم، الذي يُستخدم في محركات العديد من المركبات الكهربائية؛ ويدعون لوضع لوائح أكثر صرامة لإجبار شركات تصنيع السيارات الكهربائية على فحص سلاسل التوريد لديها.

ويقول الناشطون، إن عائدات المعادن والعناصر الأرضية النادرة الثقيلة المستخرجة في ميانمار تساعد في تقوية حكم قوات الانقلاب العسكري، ويطالبون بتصنيف تلك المعادن قانونًا على أنها معادن واردة من مناطق النزاع، وفقًا لما نشره موقع شبكة "ميانمار ناو" المستقلة.

رقابة أميركية

القوانين الأميركية والأوروبية التي أُقِرّت ردًا على الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالمعادن، تفرض عمليات المراقبة على الذهب والتنغستن والتنتالوم والقصدير.

وتنفّذ الكثير من عمليات التنقيب عن العناصر النادرة الثقيلة في مناطق ولاية كاشين التي تسيطر عليها قوة حرس الحدود في منطقة كاشين (بي جي إف)، وهي إحدى الوحدات شبه العسكرية التي تخضع لقيادة جيش ميانمار.

ولا تخضع العناصر النادرة الثقيلة -وهي مجموعة فرعية مرغوبة من مجموعة المعادن الإستراتيجية والمعروفة باسم العناصر النادرة- للقوانين واللوائح نفسها.

وطلبت منظمة "غلوبال ويتنس" المعنية بمراقبة الموارد العالمية، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، بتغيير تلك اللوائح والقوانين.

وقالت إحدى الناشطات في المنظمة، كلير هاموند: "ينبغي التعامل مع العناصر الأرضية النادرة الثقيلة من ميانمار على أنها معادن واردة من مناطق الصراع، وتُستخرَج في ظروف النزاع المسلح، وتبيعها الجماعات المسلحة".

ودعا المتحدث باسم مجموعة "حملة العدالة من أجل ميانمار"، يادانار مونغ، مصنّعي السيارات الكهربائية لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم استخدامهم أيّ عناصر نادرة تُعدَّن في ميانمار.

جدير بالذكر أن المعادن الأرضية النادرة تُستخدَم في قطاع النقل والاتصالات والمعدّات العسكرية، وتُعدّ مصدرًا للتنافس الجيوسياسي المستمر بين الصين والغرب، إذ تهيمن الصين على الصناعة العالمية، ويقال، إن نصف إمداداتها تأتي من ميانمار.

نقص العرض

أدّت القيود التي فرضتها الصين على الإنتاج المحلي إلى ارتفاع أسعار المعادن الأرضية النادرة خلال الـ12 شهرًا الماضية، وتسبّب ذلك في أن يجني جيش ميانمار وحلفاؤه أموالًا طائلة من إمدادات المعادن والعناصر النادرة الموجودة في المناطق التي تحت سيطرتهم.

انقلاب ميانمار
جيش ميانمار يستولي على السلطة في 1 فبراير/شباط 2021

وقالت إحدى الناشطات في منظمة "غلوبال ويتنس"، كلير هاموند، إن السماح لقوّات حرس الحدود في منطقة كاشين بالاستفادة من صناعة العناصر النادرة الثقيلة يوفر لها الدعم السياسي العسكري، ويعزز سلطتها ونفوذها، ويسهّل انتهاكات حقوق الإنسان ضد شعب ميانمار.

ويضاف معدن الديسبروسيوم -وهو عنصر أرضي نادر موجود في ميانمار- إلى المغناطيس لتحسين مقاومته لإزالة المغنطة، وتُستخدم المغناطيسات في محركات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، التي تُصنَع الأغلبية العظمى منها في الصين.

وحذّرت شركة "أدامز إنتيليجنس" الكندية للاستشارات الصناعية عملاءها من أنهم إذا كانوا يستخدمون مثل هذه المغناطيسات المصنوعة في الصين أو اليابان، فهناك احتمال كبير أن تحتوي مغناطيساتهم على جزء من العناصر الأرضية النادرة التي ترد من ميانمار.

وأضافت الشركة الاستشارية أن الشركات التي تستخدم تلك المغناطيسات تدعم دعمًا غير مباشر وغير مقصود المجلس العسكري في ميانمار، وتسهم في تدهور حماية البيئة.

في المقابل، أغلقت السلطات الصينية حدودها مع ميانمار في يوليو/تموز، للحدّ من انتشار وباء كوفيد-19، وأوقفت مؤقتًا تصدير العناصر الأرضية النادرة، بينما سُمح للشركات الصينية بمزيد من التعدين داخل البلاد.

وتمثّل تربة ميانمار الغنية مصدرًا رئيسًا للإمدادات العالمية، ومن غير المرجح استبدال بديل بها قريبًا، وفقًا لما نشره موقع شبكة "ميانمار ناو" المستقلة.

وقال خبير العناصر النادرة في الولايات المتحدة، ستيف كونستانتينيدس، إن الصلصال الأيوني موجود في جنوب الصين وشمال فيتنام وميانمار والمناطق المجاورة، وإن تلك المناطق ستصبح -باستثناء ميانمار- من كبار المورّدين، وربما المورّدين المتواضعين للصناعة الصينية.

وقد حدّت الحكومة الصينية من التعدين المحلي للعناصر النادرة الثقيلة في السنوات الأخيرة، لأنها شديدة التلويث، ولذلك، انتقل جزء كبير من التعدين عبر الحدود إلى ميانمار الأقلّ تنظيمًا.

وتوجد عناصر ثقيلة نادرة في بلدان أخرى، مثل أستراليا والهند، لكن التعدين كان محدودًا هناك بسبب المخاوف البيئية، ورغم افتتاح مناجم جديدة في كندا، فإن إنتاجها قد يستغرق سنوات.

إفادات شركات السيارات

أفاد موقع شبكة "ميانمار ناو" أن شركات صناعة السيارات تيسلا وبي إم دبليو وفولكس فاغن وفولفو أشارت إلى أنها تطلب من مورّديها التعهد بالالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان والبيئة، وأن المورّدين يواجهون عمليات تدقيق للتحقق مما إذا كانوا هم ومورّدوهم يفون بهذه الالتزامات.

بي إم دبليو - السيارات الكهربائية
سيارة بي إم دبليو "أي إكس" الكهربائية - الصورة من موقع الشركة

ولم تصرّح أيّ من الشركات الـ4 عما إذا كانت قد تحرّت بالتحديد عن الديسبروسيوم من ميانمار في سلاسل التوريد لديها، أو حتى عن مدى انتشار استخدام المكونات التي تشمل ذلك المعدن.

وأعلنت شركة بي إم دبليو أنها لم تعد تستخدم أيّ عناصر نادرة في بعض محركاتها وأنها تهدف إلى اجتناب استخدام العناصر الأرضية النادرة في المستقبل، وحيثما أمكن ذلك.

وقالت شركة فولكس فاغن، إنها تولي اهتمامًا خاصًا لـ 16 مادة عالية الخطورة، بما في ذلك المواد الأرضية النادرة.

وقالت مجموعة فولفو، إنها لا تستطيع استبعاد احتمال استخدام معادن من ميانمار في مكوناتها.

اقرأ أيضَا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق