تجارة الهيدروجين.. منافسة شديدة بين كبار منتجي الطاقة بالسوق العالمية
أحمد شوقي
في إطار تحول الطاقة، فإن تجارة الهيدروجين بصدد منافسة شرسة عالميًا من أجل اعتلاء الصدارة، مع تطلع الدول والصناعات إلى الوقود والمواد الأولية التي تعتمد على الكهرباء.
ونظرًا إلى إمكاناته الهائلة، يمكن أن يمثّل الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته ثلث تجارة الطاقة المنقولة بحرًا حال تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، ما يخلق سوقًا تنافسية بين العديد من الدول، بحسب تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي.
وبلغت قيمة سوق الطاقة العالمية تريليوني دولار عام 2020، ما أسهم في أكثر من 9 مليارات طن مكافئ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب التقرير.
وفي العام نفسه، أنتجت أكبر 5 دول مصدّرة للطاقة -السعودية وروسيا وأستراليا والولايات المتحدة وإندونيسيا- أكثر من نصف إجمالي الطاقة المتداولة عالميًا.
الطلب على الهيدروجين
ترى وود ماكنزي أن الوقت قد حان لمصدري الطاقة الرئيسين في العالم لتسريع تحوّل الطاقة، ومن شأن تعزيز تجارة الهيدروجين أن يُحدث فرقًا في هذا الاتجاه.
وتتوقع شركة الأبحاث زيادة الطلب العالمي على الهيدروجين بما يتراوح بين مرتين و6 مرات، في ضوء سيناريوهات توقعات تحوّل الطاقة الخاصة بها.
وبموجب سيناريو 1.5 درجة مئوية، من المرجح أن يصل الطلب على الهيدروجين منخفض الكربون إلى 530 مليون طن بحلول عام 2050، مع تداول ما يقرب من 150 مليون طن في السوق المنقولة بحرًا، بحسب التقرير.
وتأمل العديد من الدول الاستفادة من تطوير مشروعات الهيدروجين العملاقة الموجهة للتصدير، مع تطوير مشروعات الهيدروجين الأزرق والأخضر في روسيا وكندا وأستراليا والشرق الأوسط.
وفي الـ12 شهرًا الماضية، كانت هناك زيادة 50 مرة في مشروعات الهيدروجين الأخضر المعلن عنها وحدها، وفقًا للتقرير.
الأزرق والأخضر
من المتوقع أن تنخفض تكاليف الهيدروجين الأخضر مع تحسن تكنولوجيا تصنيع المحلل الكهربائي وتراجع تكاليف الكهرباء المتجددة، ما يدعم التحوّل طويل الأجل من الهيدروجين الأزرق إلى الأخضر، بحسب التقرير.
وفي الوقت الحالي، تُعد تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر أعلى 3 مرات من تلك الخاصة بالهيدروجين الأزرق، بحسب وود ماكنزي.
ويقول نائب رئيس شركة وود ماكنزي، غافين طومسون: "الحقيقة هي أن العالم يحتاج إلى الهيدروجين الأخضر والأزرق، لتحقيق الوتيرة المطلوبة لإزالة الكربون على الصعيد العالمي".
وفضلًا عن التكلفة، يتمتع إنتاج الهيدروجين الأزرق بميزة قابلية التوسع عن نظيره الأخضر في الوقت الحالي، بل ويمكن تطويره بالكميات المطلوبة، على الرغم من أن أوقات التسليم أطول، وفقًا للتقرير.
منافسة كبيرة
تزداد المنافسة في سوق تجارة الهيدروجين، إذ أعلنت السعودية والبرازيل وتشيلي وعمان وقازاخستان مشروعات عملاقة تستهدف سوق التصدير، على حين أن دولًا أخرى، مثل روسيا وكندا والولايات المتحدة، لديها موارد غاز منخفضة التكلفة هائلة، إضافة إلى القدرة الكبيرة على احتجاز الكربون وتخزينه.
كما ستكون البلدان القادرة على استغلال البنية التحتية الحالية للأمونيا في المقدمة، بحسب التقرير.
وبالمثل، فإن الموردين الذين يتمتعون بإمكان الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة سيقلبون الموازين عندما يتعلق الأمر بصدارة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتحتل أستراليا والشرق الأوسط المرتبة الأولى في مجال الإشعاع الشمسي، مع توافر إمكانات هائلة من الهيدروجين الأخضر، وفقًا للتقرير.
ونظرًا إلى أن تكاليف التحويل والنقل تشكل ما يصل إلى ثلثي تكلفة تسليم تجارة الهيدروجين المنقولة بحرًا، فإن القرب من السوق سيكون مهمًا أيضًا، وفقًا للتقرير.
ورغم كل هذا، يرى غافين طومسون، أن ديناميكيات التجارة العالمية المستقبلية في الهيدروجين من المرجح أن تبدو مشابهة لتلك الخاصة بالوقود الأحفوري.
وهذا يعني أن دول شمال شرق آسيا، بما في ذلك الصين، وأوروبا ستمثل أكبر مستوردي الهيدروجين، على حين تتمتع أستراليا والشرق الأوسط، وربما روسيا والولايات المتحدة بأكبر إمكانات لتصبح من كبار المصدرين.
موضوعات متعلقة..
- السعودية تستثمر حقل الجافورة لإنتاج الهيدروجين الأزرق
- لخفض الانبعاثات.. صناعة الشحن البحري العالمية تعقد آمالًا على الهيدروجين (تقرير)
- أوابك: 3 مراحل للإسراع ببناء اقتصاد الهيدروجين في الدول العربية
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة تبرّئ التحول الأخضر من أزمة ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء
- كيف تغير الطلب العالمي على الذهب خلال الربع الثالث؟ (إنفوغرافيك)