كهرباء المغرب المتجددة تحول قرية بريطانية إلى مركز لثورة في الطاقة
ألفيرديسكوت ستضيئ 7 ملايين منزل بريطاني
حياة حسين
يبدو أن طاقة المغرب المتجددة ستحوّل قرية ألفيرديسكوت الصغيرة والمنسية في بريطانيا، التي لا يقطنها سوى 283 نسمة، لتصبح مركزًا لحلّ أزمة الكهرباء الطاحنة التي تعيشها الدولة الأوروبية، وموقعًا لثورة في قطاع الطاقة، حسبما ذكرت صحيفة "الديلي ميل".
وتعاني بريطانيا -مثل جاراتها الأوروبيات- من أزمة طاحنة في قطاعي الكهرباء والغاز، دفعت أسعارهما إلى ارتفاعات قياسية، وأسفرت عن إفلاس عدد من شركات الكهرباء الصغيرة.
نقل الكهرباء
ستدشّن شركة "إكس لينكس" خط نقل تحت سطح البحر، وسيكون الأطول في العالم، لنقل كهرباء المملكة المغربية، شمال غرب أفريقيا، بألفيرديسكوت القريبة من نهر بارنستابل في مقاطعة ديفون.
ويبلغ طول خط نقل الكهرباء بين المغرب وألفيرديسكوت 2360 ميلًا، وقيمة استثماراته 16 مليار جنيه استرليني (21.7 مليار دولار أميركي).
وينقل الخط الكهرباء من مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في المغرب إلى القرية البريطانية، ومنها تُوزّع على باقي أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن تزوّد كهرباء المغرب 7 ملايين منزل بريطاني بحلول عام 2030.
ثورة الطاقة
القرية الصغيرة، التي لم يلتفت إليها أحد من قبل، باستثناء القوات الرومانية التي دشّنت معسكرًا صغيرًا ومؤقتًا هناك، قبل عام 80 من الميلاد، ستكون محط الأنظار، ومركزًا لثورة في قطاع الطاقة في وقت لاحق.
وأظهرت إحصاءات السكان أن عدد ساكنيها لم ينمُ إلّا بنحو 5 أفراد فقط خلال 10 سنوات.
كما بيّنت أن أهل القرية يفضلون نمط الحياة القديم، وليسوا من المعجبين بالحياة الحضرية.
تمويل هائل
يعمل المستثمرون المساهمون في مشروع خط نقل كهرباء المغرب، لجمع تمويل هائل لربط القرية بشمال أفريقيا.
وتغطي المرافق نحو 1500 كيلومتر مربع في جهة كلميم واد نون -الغنية بالطاقة المتجددة في المغرب-، وفقًا لخطة إكس لينكس.
وسيولّد المشروع الأول من نوعه -بحسب الشركة البريطانية- 10.5 غيغاواط من الكهرباء المحايدة للكربون من الشمس والرياح، لتوفير 3.6 غيغاواط من الكهرباء الموثوقة، لمدة تزيد على 20 ساعة في المتوسط يوميًا.
وتزيد معدلات سطوح الشمس في المغرب مقارنة ببريطانيا، إذ تصل إلى 3500 ساعة سنويا و1500 ساعة سنويًا على التوالي لكليهما، ما يمكّن المغرب من توليد كهرباء متجددة تفوق بريطانيا بمقدار 3 أضعاف.
كما يفوق هبوب الرياح في الدولة الأفريقية بريطانيا في أوقات ذروة الأخيرة.
لذلك سيغطي المشروع 8% من احتياجات الكهرباء في بريطانيا عند اكتماله.
كهرباء نظيفة
يتضمن المشروع -أيضًا- تدشين بطارية بقدرة تخزين 20 غيغاواط/ساعة، ما يسمح بمواصلة تصدير الكهرباء إلى بريطانيا، بوصفها مصدرًا "شبه ثابت" للطاقة النظيفة.
وعندما ينخفض توليد الكهرباء المتجددة المحلية في بريطانيا بسبب انخفاض الرياح وقصر مدة ظهور الشمس، سيحصد المشروع فوائد ساعات الشمس الطويلة في المغرب، لتوفير مصدر ثابت ومرن للكهرباء النظيفة.
كما يستفيد المغرب من المشروع، إذ يوفر نحو 10 آلاف وظيفة غير مباشرة، و2000 وظيفة دائمة.
يُذكر أن دولة المغرب تواجه مشكلة بعد قطع جارتها الجزائر العلاقات الدبلوماسية معها الشهر الماضي، مع توقعات بعدم تجديد الأخيرة لتعاقد نقل غازها إلى أوروبا نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
موضوعات متعلقة..
- 21 مليار دولار استثمارات مشروع نقل الكهرباء بين المغرب وبريطانيا
-
الجزائر والمغرب.. هل تتأثر إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد قطع العلاقات بين البلدين؟
اقرأ أيضًا..
- إعصار شاهين يُوقف تصدير النفط من ميناء الفجيرة الإماراتي
-
الغاز المصري.. مباحثات بين القاهرة وبيروت لسرعة وصوله إلى لبنان