ضربة قوية.. الصين تُلزم تيسلا بدفع 235 ألف دولار في قضية احتيال
دينا قدري
تعرضت شركة تيسلا الأميركية لضربة قوية في الصين -التي تُعدّ أحد أهم أسواقها- بعد أن خسرت دعوى قضائية رفعها مواطن صيني ضدّها بتهمة الاحتيال، بشأن شراء سيارة طراز إس مستعملة.
إذ أمرت محكمة في بكين الشركة بدفع تعويضات تُقدَّر بنحو 235 ألف دولار أميركي، وهي المرة الأولى التي تواجه فيها تيسلا مثل هذه العقوبة الكبيرة، حسبما أفادت "بلومبرغ".
إلّا أنها تُضاف إلى سلسلة من الانتكاسات لشركة صناعة السيارات الكهربائية في الصين، إذ تواجه دعاية مضادّة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المتضررين.
احتيال وتعويضات ضخمة
وجدت المحكمة أن تيسلا قد أساءت تفسير حالة السيارة التي اشتراها هان تشاو مقابل 397.700 يوان (58.700 دولار أميركي) على منصة السيارات المستعملة الرسمية للشركة، وفقًا لنسخة من الحكم نشرها هان في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو".
ووُجد أن السيارة خضعت لإصلاحات كبيرة بعد حادث سابق، وردّ دفاع الشركة الأميركية بأن علامات اللحام تُشير إلى عدم وجود "تغيير هيكلي"، وهو ما رفضته المحكمة.
وأمرت المحكمة الشركة بردّ تكلفة السيارة ودفع تعويضات 3 أضعاف سعر الشراء، ما رفع إجمالي المدفوعات إلى أكثر من 1.5 مليون يوان (234.800 دولارًا)، وفقًا لنسخة الحكم المنشورة.
علامة فارقة
تُعدّ الصين -أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم- مفتاحًا لطموحات إيلون ماسك العالمية، وطريق تيسلا لتحقيق الربحية المستدامة.
إذ أكدت المؤسس المشارك لشركة المحاماة الصينية "هاودونغ"، تشانغ شياو لينغ، أن "الحكم يمكن أن يكون بمثابة علامة فارقة في حماية حقوق المستهلك ضد الشركات الكبرى".
وأضافت: "القضية قد تعزز ثقة المستهلكين الذين يواجهون وضعًا مماثلًا، وربما تجلب المزيد من المتابعين".
دعوى قضائية أخرى
كان هان -الذي أكد أن معركته استمرت لأكثر من عامين- سببًا لانزعاج تيسلا منذ إطلاق الدعوى القضائية، مستخدمًا حسابه على "ويبو" لتقديم تعليق مستمر على قضيته، وتسليط الضوء على شكاوى مواطنين آخرين تتعلق بصانع السيارات الكهربائية.
تضمّن ذلك شكوى قدمها مالك السيارة طراز إكس الذي رفع دعوى قضائية بتهمة الاحتيال، بعد أن وجد أن محرّكه الكهربائي لا يتطابق مع تسجيل سيارته.
وربح السائق استردادًا وأضرارًا أخرى مساوية لسعر الشراء.
دعاوى إلكترونية مضادّة
أعرب العديد من العملاء الصينيين صراحةً سخطهم من سيارات تيسلا، مستخدمين حملات وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الدعم.
كانت الحالة الأكثر شهرة عندما صعدت مواطنة صينية فوق إحدى سيارات الشركة الأميركية في معرض شنغهاي للسيارات أبريل/نيسان الماضي، باحتجاج سرعان ما انتشر.
أدّت الدعاية السيئة، إلى جانب التدقيق التنظيمي المتزايد لقضايا السلامة والأمن وخدمة العملاء، إلى إنهاء "شهر عسل" تيسلا في الصين، بما في ذلك كونها شركة صناعة السيارات الأجنبية الوحيدة المسموح لها بامتلاك عملياتها المحلية بالكامل.
نزاع قانوني متبادل
الخلاف بين هان وتيسلا قد انحدر إلى علاقة قانونية متبادلة، إذ تُقاضي الشركة الأميركية هان بتهمة إتلاف سيارات والتشهير، بعد أن وصفها بـ"الشركة الهمجية" واتهمها بالكذب على المحكمة، في حسابه على "ويبو".
كما قالت الشركة، إنها ستستأنف الحكم، إذ نشر الفريق القانوني للشركة على حسابها الرسمي: "نتطلع ونعتقد أن المحكمة ستفصل في النهاية وفقًا للقانون"، ردًا على منشور لإحدى وسائل الإعلام المحلية على "ويبو".
في المقابل، يُقاضي هان شركة صناعة السيارات بتهمة التشهير، مدّعيًا أنها صوّرته على أنه منظّم احتجاج معرض شنغهاي للسيارات.
وهو ما ردّ عليه هان بأنه لم يكن له أيّ دور فيه، على الرغم من أنه كان على اتصال بهذه المواطنة.
وقال، إن تيسلا طلبت منه تعويضات تزيد عن 5.85 مليون يوان (904.385 دولارًا)، وطلبت من المحكمة تجميد أصوله.
موضوعات متعلقة..
- لوسيد تعلن موعد تسليم أولى سياراتها الكهربائية.. هل تهدد سيطرة تيسلا؟
- السيارات الكهربائية.. صراع كوري صيني للهيمنة على سوق البطاريات
- السيارات الكهربائية تتوسع وتُقصي نماذج شهيرة من السوق
اقرأ أيضًا..
- وزير مصري يعلن عبر "الطاقة" موعد توقيع عقود الربط الكهربائي مع السعودية
- لماذا يُعد هدف الكهرباء المتجددة بنسبة 100% صعب المنال؟ (إنفوغرافيك)
- أسعار الوقود في قطر.. زيادة جديدة خلال أكتوبر