مصانع تيسلا العملاقة.. هل تصل لإنتاج 5 ملايين سيارة سنويًا؟

أواخر يوليو/تموز الماضي، رفعت شركة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا أسعار سياراتها من طراز "واي" وطراز "3"، وهما الأرخص ثمنًا لديها، بمقدار 1000 دولار، للمرة السابعة على الأقلّ لعام 2021.

وهكذا وصلت أسعار الطراز "واي لونغ رينج إيه دبليو دي" إلى 53990 دولارًا، والطراز "3 لونغ رينج إيه دبليو دي" إلى 49990 دولارًا، وفقًا لما أورده موقع "كيلي بلو بوك".

وقد سلّط الرئيس السابق لمختبر التحليل والتصور العلمي التابع لمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، الدكتور آرثر فريدريك هاسلر، الضوء على تجربته مع بعض السيارات الكهربائية، وتلك التي تعمل بالبنزين، في مقال نشره مؤخرًا موقع "كلين تيكنيكا".

وكشف كاتب المقال عن أن وصول مبيعات شركة تيسلا من "طراز 1" إلى مليون سيارة يمثّل نجاحًا كبيرًا لشركة ناشئة مثل تيسلا، ناهيك عن أن تصبح عاجلاً قادرة على إنتاج مليون سيارة سنويًا.

وبيّن أن قدرة تيسلا على إنتاج أعداد كبيرة من السيارات تعود إلى مصانعها العملاقة في الصين وألمانيا وولايتي تكساس وكاليفورنيا الأميركيتين، بحيث يمكن للشركة إنتاج 5 ملايين سيارة سنويًا قريبًا.

الطلب على السيارات الكهربائية

قال آرثر فريدريك هاسلر، إن تجربته مع قيادة السيارات الكهربائية بدأت منذ 7 سنوات، حين كان يقود 3 سيارات نيسان من طراز "ليف"، كما إنه يقود الطراز 3 من سيارات تيسلا الكهربائية، وقطع مسافة 8047 كيلومترًا.

واشترى أول سيارة كهربائية نيسان طراز ليف، التي يبلغ مداها 129 كيلومترًا، وقدرة بطاريتها 24 كيلو واط /الساعة، في 21 فبراير/شباط 2014، إذ اقتصر استخدام السيارة على الرحلات القصيرة.

وقد كان صعبًا استخدام السيارة في رحلة ذهاب وإياب لمسافة 133 كيلومترًا إلى مطار سولت ليك سيتي الدولي.

وأشار إلى ارتياحه لاستخدام المزايا العديدة التي تملكها السيارة الكهربائية، ومستمتع بالتشغيل الصامت السلس والزيادة الفائقة لسرعة السيارة، علمًا بأنه كان يتحيّن سابقًا شراء السيارة الكهربائية المناسبة له.

وأوضح أن تكنولوجيا السيارات الكهربائية متفوقة جدًا على تكنولوجيا السيارات التي تعمل بالبنزين، وتوقّع أن انتشار السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم هو مجرد مسألة وقت، كما يحدث في النرويج، إذ تخطّت نسبة الانتشار أكثر من 85%.

وأضاف أن السيارات الكهربائية تلائم رغبات المهتمين بمستقبل كوكب الأرض، لأنها لا تنتج أيّ غاز احتباس حراري، مما يتسبب في انطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، ولا تلوّث هواء مميتًا خلال التشغيل.

• تيسلا تعلن أرباحًا قوية في الربع الثاني
• تيسلا: انبعاثات سياراتنا الكهربائية أقل من نظيراتها
• سيارات تيسلا تخضع لتحقيقات السلامة في الولايات المتحدة

سبب الإقبال على شراء السيارات الكهربائية

ذكر كاتب المقال أن هناك مزايا في السيارات الكهربائية تجعل الناس يقبلون على شرائها، ومن تلك المزايا أنها لا تُحدث أيّ ضوضاء، عدا عن قيادتها السلسة وعدم الحاجة للتوقّف لملئها بالبنزين واستنشاق رائحته الكريهة.

وأضاف أن زيادة سرعة السيارات الكهربائية تجري بسهولة وفي وقت قصير للغاية، ولا يضطر السائق لتغيير الزيت كل 3000 ميل (4828 كيلومترًا).

وبيّن أن السيارات الكهربائية تحتاج لاستبدال الإطارات وشفرات مساحات الزجاج الأمامي والسوائل فقط، وفقًا لما نشره موقع "كلين تيكنيكا".

وفيما يتعلق بتجربته بقيادة سيارة تيسلا الكهربائية، بيّن أن الشركة تملك أكثر أنظمة مساعدة السائق الأوتوماتيكية (إيه دي إيه إس) تقدمًا، وتوقّع إضافة تحسينات هائلة قريبًا جدًا، كما إن تيسلا تملك أنظمة الملاحة والمعلومات الأكثر تطوّرًا.

وأكد أن تيسلا تُعدّ شركة السيارات الوحيدة التي أتقنت تحديثات البرامج المنتظمة المتكررة، لذلك فإنها تنتج سيارات ذات قدرات جديدة كل بضعة أسابيع أو أشهر.

وأشاد بمواصفات سيارات تيسلا التي تتميز بنسقها الرياضي، وتحتوي على شاشة أفقية مقاس 20 بوصة للتحكم في جميع وظائف السيارة، إضافة إلى نظام توجيه الحرارة والتكييف، إذ يتحكم السائق والراكب في تيارات الهواء بضغطة زرِّ واحدة.

عيوب السيارات الكهربائية

أشار فريدريك هاسلر إلى بعض عيوب السيارات الكهربائية، إذ يستغرق شحنها وقتًا أكثر من تعبئة سيارات البنزين، كما إن السائق قد يضطر إلى نقلها على حاملة سيارات عند نفاد الكهرباء.

وأضاف أن عمر البطارية محدود، وذكر أنه بطارية سيارته الكهربائية تيسلا تشتغل لمسافة 1609344 كيلومترًا، بفضل نوع من العناية البسيطة.

محطات شحن السيارات الكهربائية

قال هاسلر، إنه اعتاد السفر لمسافات طويلة تبلغ 2414 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا سنويًا، وقد اضطر في إحدى المرات إلى استئجار حاملة سيارات لنقل سيارته الكهربائية نيسان طراز ليف.

وأكد أن تيسلا هي الشركة الوحيدة التي لديها شبكة شحن واسعة تسمح لسياراتها بالقيام برحلات لمسافات طويلة؛ إذ تتيح له القيام بالرحلة الطويلة السنوية من ولاية يوتا إلى ولاية ويسكونسن، والعودة.

وأضاف أن تيسلا لا تملك شبكة شحن فائقة شاملة تغطي جميع طرق السفر الرئيسة في الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على توسيع الشبكة بسرعة كبيرة.

وأوضح أن الشركة تضيف محطات شحن لسياراتها الكهربائية على أكثر الطرق ازدحامًا.

وختم قائلًا، إنه عندما اشترى الطراز 3 من تيسلا، في أكتوبر 2019، انتظر بضعة أسابيع فقط للتسليم، أمّا الآن، فإن الطلب مرتفع جدًا لدرجة أن أوقات التسليم تصل إلى 6 أشهر.