تقارير الغازالتقاريرسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

أسعار الغاز.. هل تتجه دول أوروبا إلى تخزين احتياطيات إستراتيجية؟

على غرار مخزونات النفط

داليا الهمشري

وسط حالة الرعب المسيطرة على أوروبا حاليًا جراء ارتفاع أسعار الغاز غير المسبوق، يبرز مقترح تخزين احتياطيات إستراتيجية حلًّا لتفادي مثل هذه الأزمة في المستقبل.

ودفعت هذه الأزمة السياسيين إلى البحث عن مقترحات، من بينها إنقاذ مورّدي الكهرباء، وتوفير دعم حكومي لحماية المستهلكين، أو مناشدة روسيا للحصول على مزيد من الغاز، إلّا أن الحل الأمثل يتمثّل في تخزين احتياطيات إستراتيجية، لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل، وفقًا لمنصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

رؤية المفوضية الأوروبية

لا يتماشى هذا المقترح مع رؤية المفوضية الأوروبية لحلّ أزمة الغاز التي تواجهها الدول الأعضاء الآن.

وقالت المفوضة الأوروبية للطاقة، كادري سيمسون، في 22 سبتمبر/أيلول الماضي: إن "مصادر الطاقة المتجددة تقدّم بديلًا عن واردات الوقود الأحفوري".

وجاءت تصريحات سيمسون بعد أن ناشدت الوكالة الدولية للطاقة روسيا بزيادة الإمدادات إلى ثالث أكبر اقتصاد مشترك في العالم، دون ذكر المخزونات أو الاحتياطيات.

وتعرضت أسواق الغاز لضربة قوية في جميع أنحاء أوروبا بعد انخفاض الواردات الروسية، وتتوقع غازبروم أن تصل مبيعاتها في أوروبا وتركيا إلى 183 مليار متر مكعب في عام 2021، بانخفاض كبير عن ذروتها القياسية البالغة 201 مليار متر مكعب في عام 2018.

عجز مصادر الطاقة المتجددة

يُعدّ اقتراح سيمسون غير مجدٍ من الناحية العملية، فالاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة لم يساعد المملكة المتحدة على حلّ أزمة الكهرباء، بل إن إنتاج طاقة الرياح الأقلّ من المتوقع -في سبتمبر/أيلول الجاري- أجبر شبكة البلاد على زيادة توليد الكهرباء من الغاز، وتشغيل محطات الفحم.

وفي جميع أنحاء أوروبا، انخفضت مستويات تخزين الغاز، فمواقع التخزين ممتلئة بنسبة 72%، مقارنة بمستويات المخزون البالغة 94% في الوقت نفسه من عام 2020.

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة لديها إمدادات محلية، فإنها تعتمد على استيراد الغاز من مصادر متنوعة، بما في ذلك قطر ونيجيريا والنرويج والولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، وبذلك فإنها تستورد الغاز بشكل غير مباشر من روسيا.

تخزين احتياطيات إستراتيجية

تمخّضت إستراتيجية المملكة المتحدة والقوى المختلفة التي تضغط على أسواق الطاقة الدولية عن زيادة تقارب 500% في أسعار الغاز خلال العام الماضي؛ ما دفع 6 مورّدين صغار إلى الإفلاس.

ومن ثم فإن تخزين احتياطيات إستراتيجية من الغاز تسيطر عليها الحكومة –خارج المخزونات التجارية- يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في حماية دول، مثل المملكة المتحدة، من ارتفاع الأسعار في المستقبل.

وعلى سبيل المثال، تطلب الوكالة الدولية للطاقة من دولها الأعضاء الـ30 الاحتفاظ بما يعادل 90 يومًا من واردات النفط احتياطيًا إستراتيجيًا في حالة حدوث صدمات غير متوقعة بالعرض.

وتفتقر سوق الغاز لهذه السياسة؛ إذ تعتمد جميع دول أوروبا على المخزونات التجارية، وتقع تحت رحمة المورّدين الأجانب.

ووضعت العديد من دول الاتحاد الأوروبي بعض اللوائح التي تضمن الحدّ الأدنى من مستويات التخزين، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا، ولكن حتى الآن لا توجد سياسة مركزية لدول الاتحاد الأوروبي.

خط أنابيب نورد ستريم2

لا يمكن أن يزداد هذا الاعتماد على الواردات إلّا مع افتتاح خط أنابيب نورد ستريم2 ، فما يزال من الممكن أن يبدأ الخط عملياته هذا العام، وسينقل 55 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي إلى ألمانيا وخارجها.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت أول مخزون نفط خام احتياطي للطوارئ عام 1975، بقرار من الرئيس الراحل غيرالد فورد، بعد إصابة البلاد بصدمة كبيرة بسبب حظر نفطي قبل بضع سنوات.

الاحتياطي الإستراتيجي للنفط

يتكون الاحتياطي النفطي الإستراتيجي الأميركي من 4 مواقع على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا التي تحوي كهوف تخزين عميقة تحت الأرض، وبلغت كمية النفط الأكبر الذي احتفظ به الاحتياطي الإستراتيجي على الإطلاق، 727 مليون برميل في عام 2009.

واستُخدم الاحتياطي الإستراتيجي في يونيو/حزيران من عام 2011، عندما أدّت الاضطرابات المدنية في ليبيا إلى زعزعة صادرات النفط العالمية.

كما استُخدم في عام 2005، بعد أن دمّر إعصار كاترينا البنية التحتية للنفط في البلاد على طول خليج المكسيك، بينما كان الاستخدام الأول للاحتياطي في عام 1991، عندما هاجمت الولايات المتحدة الأميركية العراق في حرب الخليج الثانية.

وجرى استخدامه أيضا قبل أيام، بعد الأزمة التي سببها إعصار آيدا، وتوقف معظم إنتاج النفط من خليج المكسيك.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استغلت الصين احتياطياتها الإستراتيجية من النفط لخفض الأسعار، كما تحتفظ الهند بمخزوناتها الضخمة من النفط الخام لاستخدامها في حالة الطوارئ.

ولذلك فإن إنشاء نظام مشابه للغاز ليكون مخزنًا إستراتيجيًا، أو زيادة المخزون لضمان الحفاظ على المخزونات التجارية أعلى من متوسطات الـ5 سنوات، يُعد فكرة تستحق الدراسة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق