إغلاق مبكر لمحطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا
داليا الهمشري
بالتزامن مع إعلان شركة إنرجي أستراليا سعيها لتكثيف جهودها لتحقيق الحياد الكربوني، والتراجع عن استخدام الفحم الحراري، اتخذت الشركة قرارًا بتقديم موعد إغلاق محطة كهرباء "ماونت بايبر" التي تعمل بالفحم، لعامين عن الموعد المحدد مسبقًا.
وأبلغت "إنرجي أستراليا" عمّال محطة كهرباء "ماونت بايبر" التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1400 ميغاواط -بالقرب من ليثغو بولاية نيو ساوث ويلز- بعد ظهر الخميس الماضي، أنها ستقدّم موعد إغلاق المحطة إلى عام 2040، على أقصى تقدير.
وتوظف محطة كهرباء "ماونت بايبر" 250 عاملًا، حسب موقع سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالي.
إغلاق محطة "يالورن"
يأتي قرار تقديم موعد إغلاق محطة "ماونت بايبر"، الذي كان مقررًا مسبقًا في عام 2042، بعد 6 أشهر من إعلان شركة إنرجي أستراليا أنها ستسرع أيضًا في إغلاق محطة كهرباء "يالورن" التي تعمل بالفحم، في وادي لاتروب بفيكتوريا، لمدة 4 سنوات، حتى عام 2028.
وقال العضو المنتدب للشركة، مارك كوليت: "إن تحوّل الطاقة سيكون له تأثيرات كبيرة لدى عمّال محطات الكهرباء، وعلى مجتمعاتنا المحلية".
وعلى الرغم من أن تحديد تاريخ الإغلاق النهائي لمحطة "ماونت بايبر" يخضع لعدّة عوامل، فقد عبّر عن التزام شركته بالتخطيط طويل الأجل لتعويض العمّال والمجتمعات المحلية.
تقليل الإنتاج من محطات الفحم
تتزامن هذه الخطوة مع تعهّد إنرجي أستراليا -المملوكة لمجموعة "سي إل بي"، ومقرّها هونغ كونغ- بخفض انبعاثاتها المباشرة من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60% عن مستوياتها الحالية بحلول عام 2028-2029.
وأوضحت الشركة أنها ستواصل القيام باستثمارات كبيرة لتحقيق هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بما في ذلك تطوير المرحلة الثانية من محطتها الأولى لتوليد الكهرباء بالغاز والتي تعمل بالهيدروجين في موقعها في تالاوارا على بحيرة إيلاوارا.
وعلى الرغم من أن الفحم لا يزال المصدر الرئيس لإمدادات الكهرباء في أستراليا -إذ يمثّل نحو 70% من مزيج الطاقة- فإن هناك اتجاهًا متزايدًا لتقليص الوقود الأحفوري من السوق لصالح مصادر الطاقة المتجددة.
وأدى التوسع السريع في مزارع الرياح والطاقة الشمسية ونشر الألواح الشمسية على الأسطح إلى انخفاض أسعار الكهرباء خلال النهار إلى المستويات التي عجزت محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم عن تحقيقها، مما يسرّع عملية الإغلاق المبكر لهذه المحطات.
ونظرًا لأن توليد الكهرباء هو المصدر الأساس لانبعاثات الاحتباس الحراري في أستراليا، فإن تقليل التوليد من محطات الفحم من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية داخل البلاد.
خطر انقطاع الكهرباء
تحذّر حكومة رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون -وبعض قادة صناعة الطاقة- من أن الإغلاق المبكر وغير المتوقع للمحطات الكهربائية التي تعمل بالفحم قد يزيد من خطر انقطاع التيار أو ارتفاع فواتير الكهرباء في المستقبل.
وتعرضت هذه السياسة لانتقادات شديدة من دعاة حماية البيئة الذين أطلقوا عليها اسم "كول كيبر"، لأنها تضمن استمرار تشغيل محطات الكهرباء بالفحم لأطول مدة في المستقبل.
غوتيريس يدق ناقوس الخطر
في إطار تزايد الضغوط الدولية ضد استخدام الفحم، دقّ الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ناقوس الخطر -هذا الأسبوع على هامش اجتماعات الجمعية رفيعة المستوى- من تبعات استخدام الفحم والوقود الأحفوري على كوكب الأرض.
وطالب غوتيريس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتخلص التدريجي من الفحم الحالي بحلول عام 2030، على أن يحذو الآخرون حذوهم بحلول عام 2040.
ودعا حكومات العالم إلى الاستيقاظ لحالة الطوارئ التي يشهدها المناخ، قبل عقد قمة "كوب 26" في إسكتلندا.
وقال غوتيريس: "بناءً على الالتزامات الحالية للدول الأعضاء، يسير العالم على طريق كارثي، وإلى 2.7 درجة مئوية بدلاً من 1.5 درجة مئوية، والتي تفيد الدراسات العلمية أن أيّ زيادة عليها ستكون كارثية".
وللحدّ من ارتفاع درجة الحرارة، طالب غوتيريس الحكومات بخفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030.
وعبّر غوتيريس عن استيائه من أن ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تمامًا، قائلًا، زادت انبعاثات الغازات الدفيئة بدلًا من أن تنخفض.
وتوقّع أن تكون الزيادة بنسبة 16% بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2010.
موضوعات متعلقة..
- تدخل الحكومة الأسترالية يعرقل التحوّل إلى الطاقة المتجددة
- إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم يرفع الأسعار في أستراليا
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان تتعاون مع بلجيكا في إنتاج وتصدير الهيدروجين
- أسعار الغاز تدفع الحكومات لمواصلة تشغيل المحطات النووية