نفطأخبار النفطرئيسية

إعصار آيدا.. غالبية مصافي النفط تستأنف التشغيل دون بدء الإنتاج

مع استمرار غلق ثلثي الإنتاج

هبة مصطفى

استأنفت غالبية مصافي النفط في ولاية لويزيانا الأميركية تشغيل وحداتها، بعد إغلاقها لمدة تزيد على أسبوعين، تأثرًا بإعصار آيدا الذي ضرب ساحل الخليج الأميركي وتبعاته.

ومواصلة مصافي التكرير لتشغيل الوحدات جاءت بشكل أسرع من إنتاج النفط ذاته، على عكس التعافي من العاصفة السابقة، حسبما أظهر مسح أجرته رويترز.

وكشف المسح استمرار تعطُّل 3 مصافٍ فقط من أصل 9، ما يمثّل 7% من إجمالي عمليات التكرير بساحل الخليج، فيما يقابل ذلك استمرار إغلاق ثلثي إنتاج النفط.

وكانت بيانات حكومية قد أظهرت أن شركات النفط البحري الأميركية قد بدأت تستعيد ما يقرب من 200 ألف برميل من الإنتاج النفطي أمس الجمعة، فيما ظلّ غالبية إنتاج الخام في ساحل الخليج مغلقة.

وتسبّب إعصار آيدا وتبعاته في إزاحة ما يقرب من 21 مليون برميل من الخام عن الأسواق، وقدّرت البيانات الحكومية استمرار إغلاق ثلثي الإنتاج ما يعادل 1.2 مليون برميل يوميًا، وفق رويترز.

عودة مدعومة بالاحتياطي الإستراتيجي
مخزونات النفط الأميركية

أعلنت شركتان عودة اثنتين من أكبر مصافي التكرير في الولاية إلى العمل تعافيًا من آثار إعصار آيدا، وهما مصفاة ماراثون بتروليوم التابعة لشركة غاريفيل، تُنتج 578 ألف برميل يوميًا، ومصفاة باتون روغ، التابعة لشركة إكسون موبيل، وتُنتج 520 ألف برميل يوميًا.

وتُشغل إكسون وحدتي إنتاج البنزين بأقصى طاقتهما، بعدما تلقت 3 ملايين برميل من الخام، من الاحتياطي النفطي الإستراتيجي الأميركي.

وكانت مصفاة بلاسيد في مدينة بورت آلين في ولاية لويزيانا -وتبلغ طاقتها الإنتاجية 75 ألف برميل يوميًا- قد استأنفت التشغيل في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، بعدما تلقت 300 ألف برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي.

كما استأنفت مصفاة ديليك هولينغ الأميركية التابعة لمحطة في مدينة كروتز سبرينغ بلويزيانا عملها، بطاقة إنتاجية 80 ألف برميل يوميًا.

إعادة التشغيل دون الإنتاج

أعادت مصفاة ميراوكس التابعة لشركة فاليرو للطاقة -وموقعها على نهر الميسيسيبي، شرق ولاية نيو أورليانز- تشغيل وحداتها، أمس الجمعة، فيما تستعد الشركة لتشغيل مصفاة سانت تشارلز أيضًا.

وأوضح تقرير لشركة رويال دويتش شل أن مصفاة نوركو سوف تستأنف عملها في غضون أسبوعين، لكنها بدأت في تلقي دعم قليل من الكهرباء أمس الجمعة.

وشغلت مصفاة شالميت التابعة لشركة بي بي إف إنرجي بعض وحداتها، لكنها لم تستأنف الإنتاج بعد.

فيليبس 66 الأشد تضررًا

في المقابل، الوضع في مصفاة فيليبس 66 -التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 255 ألفًا و600 برميل يوميًا- كان الأشد تضررًا في بيل تشيس، متأثرًا بتبعات إعصار آيدا، ما يتطلب خضوعها لإصلاحات فاقت مثيلاتها عقب إعصار كاترينا عام 2005.

وتعكف إدارة المصفاة -حاليًا- على إصلاح جدار تكسّر بفعل الفيضان، ما سمح لمياه العواصف بدخول المصفاة، وبدأت إدارة فيليبس أمس ضخ المياه خارجها.

دعم رئاسي

تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التحرك لمواجهة تداعيات إعصار آيدا، من خلال السماح بتبادل احتياطي النفط الإستراتيجي.

وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية أنها سمحت للاحتياطي الإستراتيجي بإجراء تبادل 300 ألف برميل من النفط الخام من موقع تخزين بايو تشوكتاو إلى مصفاة شركة بلاسيد للتكرير التي تقع بالقرب من باتون روج في لويزيانا.

إعصار آيدا
صورة ترمز لقطاع النفط في أميركا

وتُعدّ هذه هي ثاني عملية لتبادل النفط، إذ أعلنت وزارة الطاقة الأميركية -في 2 سبتمبر/أيلول- أن الوزيرة جينيفر غرانهولم سمحت لاحتياطي النفط الإستراتيجي بإجراء تبادل 1.5 مليون برميل مع مصفاة باتون روج التابعة لشركة إكسون موبيل.

وأتي ذلك من أجل التخفيف من أيّ مشكلات لوجستية تتعلق بنقل النفط الخام داخل المناطق المتضررة من إعصار آيدا، لضمان وصول الوقود إلى المنطقة في أسرع وقت ممكن في حين تواصل تعافيها.

وكانت شركة إكسون موبيل قد لجأت إلى احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي، لتجاوز أزمة نقص إنتاج البنزين بسبب إعصار آيدا، في أول عملية من نوعها منذ 4 سنوات.

وأوضحت وزارة الطاقة الأميركية أن إكسون موبيل ستستخدم النفط الخام في مصفاة باتون روج في ولاية لويزيانا التي تضررت بشدة جراء الإعصار.

وعلى غرار القرض، سيحتاج مُنتج النفط إلى إعادة الكمية نفسها من النفط إلى الحكومة، بالإضافة إلى بعض البراميل الممتازة في غضون شهرين إلى 3 أشهر.

وجاء التفويض بأخذ 1.5 مليون برميل من النفط الخام من مخزونات الطوارئ الحكومية، بعد أن قال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة ستستخدم جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفها لزيادة توافر البنزين وتخفيف الضغط على الأسعار.

وقال البيت الأبيض في بيان: "هذا هو أول تبادل من نوعه من احتياطي النفط الإستراتيجي منذ 4 سنوات، ويظهر أن الرئيس سيستخدم كل سلطة متاحة له لدعم الاستجابة الفاعلة وأنشطة التعافي في المنطقة".

خسائر قطاع النفط من آيدا

أظهرت أحدث البيانات أن الخسائر والأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة جراء إعصار آيدا هي الأكثر تكلفة منذ أن أدّت العواصف المتتالية في عام 2005 إلى خفض الإنتاج لعدّة أشهر.

كما تكبدت شركات التأمين خسائر فادحة جراء إعصار آيدا وتبعاته، قُدّرت بما يقرب من مليار دولار أميركي لتغطية الأضرار المادية التي لحقت بالحفّارات النفطية والهياكل البحرية فقط، في حين قُدّرت الخسائر جراء الإعصار إجمالًا بقرابة 30 مليار دولار أميركي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق