صادرات الفحم الأميركية إلى الصين ترتفع بأكثر من 30 ضعفًا
وإنتاج الفحم الخام في بكين يصعد 4.9% على أساس سنوي
نوار صبح
- حجم إنتاج الفحم الصيني يرتفع بنسبة 4.8% في أول 7 أشهر من 2021
- الصين تمثّل أهمّ تحوّل في سوق تصدير الفحم من الولايات المتحدة
- الولايات المتحدة شحنت 1.58 مليون طن من الفحم المعدني إلى الصين في يونيو
- بكين أصبحت ثاني أكبر سوق لصادرات الفحم الأميركية، بعد تقييد الواردات من أستراليا
مع تزايد الطلب على الكهرباء في الصين، ورغم الانتقادات الدولية الداعية إلى خفض الانبعاثات، سمحت الحكومة الصينية بإعادة فتح مناجم الفحم لعامٍ واحد، وأجازت هيئة التخطيط الصينية استئناف إنتاج الفحم في المناجم المغلقة، حسبما أوردته وكالة بلومبرغ مطلع هذا الشهر.
يأتي ذلك في ظل الحظر الذي فرضته الصين على واردات الفحم الحراري الأسترالي العام الماضي، الذي أدّى إلى إعادة تنظيم الإمدادات التجارية، ونظرًا للأسعار المنافسة للمنتجين الآخرين والسعي لإيجاد مصادر بديلة، وفقًا لما نشرته شركة الأبحاث وود ماكينزي أواخر يوليو/تموز الماضي.
وأفاد المكتب الوطني للإحصاء في الصين، أمس السبت، أن إنتاج الفحم في الصين ارتفع بنسبة 4.9% على أساس سنوي إلى 2.26 مليار طن في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، حسبما أورده موقع شبكة بيغ نيوز نتورك.
- مستقبل الفحم.. تعافٍ قصير الأجل يعقبه هبوط مستدام (تقرير)
- موجة الحر في الصين تهدد بالحد من إنتاج مناجم الفحم
وأضاف المكتب أن حجم إنتاج الفحم ارتفع بنسبة 4.8% عن مستواه في المدة نفسها من عام 2019، إذ سجل متوسط النمو خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز في العامين الماضيين نسبة 2.4%.
وبيّن أن إنتاج الفحم في الصين بلغ 310 ملايين طن في يوليو/تموز وحده، بانخفاض 3.3% عن العام الماضي.
واستوردت بكين في الأشهر الـ7 الأولى من هذا العام نحو 169.74 مليون طن من الفحم، بانكماش بنسبة 15% على أساس سنوي.
واردات الصين من الفحم الأميركي
شحنت الولايات المتحدة 1.58 مليون طن من الفحم المعدني إلى الصين في يونيو/حزيران، مقارنة مع عدم وجود شحنات في العام السابق.
كما ارتفعت صادرات فحم الكوك الأميركي إلى الصين خلال النصف الأول من عام 2021، إلى 4.87 مليون طن من 531317 طن العام الماضي، حسبما نشرته منصة أرغوس ميديا مطلع هذا الشهر.
وارتفع إجمالي صادرات الفحم الأميركية إلى الصين إلى 1.65 مليون في يونيو/حزيران، وهو أكبر عدد منذ مارس/آذار 2013، من كمية ضئيلة في الشهر نفسه من عام 2020، وإلى 5.43 مليون طن في النصف الأول من العام من 531803 أطنان في العام السابق.
من جهة ثانية، أفادت نشرة "ماركت إنتيليجنس" الصادرة عن منصة "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس" أن شحنات الفحم الأميركية إلى الصين ارتفعت بأكثر من 30 ضعفًا في الربع الثاني، إذ استفادت مناجم الفحم من النزاع التجاري المطول بين الصين وأستراليا.
وقد تجاوزت كميات التسليم 2.4 مليون طن مقارنة بـ 75 ألف طن فقط في العام السابق.
وأدّت الزيادة إلى قفزة بنسبة 53% إلى 20.6 مليون طن في صادرات الفحم الأميركية، إلى جانب انتعاش الطلب في الهند واليابان والبرازيل ومعظم الأسواق الرئيسة الأخرى في أعقاب إجراءات الإغلاق نتيجة تفشّي وباء كورونا في عام 2020.
سوق تصدير الفحم
يرى محللون أن أهمّ تحوّل في سوق تصدير الفحم في الولايات المتحدة ربما جاء من الصين؛ فقد أدّى تحرّك الحكومة الصينية لمنع شحنات الفحم من أستراليا إلى تحويل مستهلك كبير للفحم إلى وجهة رئيسة للفحم الأميركي.
جدير بالذكر أن الصين أصبحت ثاني أكبر سوق لصادرات الفحم الأميركية، بعد الهند فقط، عقب تقييد واردات الفحم من أستراليا في عام 2020 وسط توتّر سياسي.
وهكذا استفادت شركات التعدين الأميركية، مثل "ووريور ميت كول" و"كونسول إنرجي" و"ألفا ميتالورجيكالريسورسز" من حاجة الصين المتزايدة للوقود.
وأكدت مؤسسة "غلوبال إنرجيمونيتور" الأميركية، في 13 أغسطس/آب، أن الصين أعلنت عن خطط لبناء 18 مشروعًا جديدًا للأفران العالية و43 محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم خلال النصف الأول من العام.
وقال المحلل العالمي الرئيس للفحم في وكالة موديز إنفستورز سيرفيس، بن نيلسون، إن كل تلك التطورات خلقت المزيد من فرص تصدير الفحم الحراري والمعدني لصالح صناعة الفحم الأميركية.
النزاع بين الصين وأستراليا
في ظل استمرار النزاع التجاري مع أستراليا، كان منتجو الفحم الأميركيون يخبرون المستثمرين أنهم قد يتوقعون البيع إلى شركات في الصين خلال المدة المتبقية من عام 2021، وربما بعدها.
إضافة لذلك، باعت شركة "ووريور ميت كول" 600 ألف طن إلى الصين خلال الربع الثاني، وأعلنت شركة "كونسول إنرجي" عن بيع أول شحنة فحم إلى الصين منذ عام 2018.
كما باعت شركة "ألفا ميتالورجيكال ريسورسز" -التي تتخذ من ولاية تينيسي الأميركية مقرًا لها- ما يقرب من مليون طن من الفحم إلى الصين هذا العام.
وفي إعلان أرباح الشركة، بتاريخ 6 أغسطس/آب، أوضح نائب رئيس إدارة المبيعات في الشركة، دانيال هورن، أن هناك احتمالًا كبيرًا لمزيد من الشحنات في المستقبل.
وأضاف أنه من المستحيل التنبؤ بمدى استمرار هذه الفرصة السانحة، وستواصل الشركة تقييم هذه السوق الجديدة وبيع كميات إضافية، إذا كان ذلك منطقيًا.
وتوقّع نائب الرئيس الأول ومدير العمليات في شركة "آرتشريسورسز"، جون دريكسلر، استمرار فرص بيع الفحم في السوق الصينية حتى نهاية العام على الأقلّ، جاء ذلك في تقرير أرباح الشركة في 27 يوليو/تموز الماضي.
وأضاف أن الشركة دخلت في صفقة توريد محددة الأجل في الصين ستستمر خلال الربع الأول من عام 2022، وهناك فرصة لمزيد من الشحنات إلى الصين.