منوعاتالمقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات منوعة

مقال - لماذا أصبحت موريتانيا وجهة جديدة للمستثمرين في مجال الذهب؟

أحمد الطالب محمد

تعدّ موريتانيا حلقة وصل بين العالم العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فهي بذلك تنتمي إلى مجموعتين جغرافيتين، شمال أفريقيا وغرب أفريقيا.

وتعدّ جهة غرب أفريقيا واحدة من أكبر مناطق وجود الذهب في العالم، وأكبر دائرة إنتاج ذهب للفترة المعروفة جيولوجيًا باسم "Paleoproterozoic"، وهي الممتدة بين 2250 و2000 مليون سنة، وتقدّر موارد الذهب فيها بأكثر من 10 آلاف طن.

يُذكر أن إنتاج غرب أفريقيا الحالي يُقدَّر بنحو 500 طن من الذهب سنويًا، ويفوق كلًا من الصين وروسيا وأستراليا بصفتهما أكثر مناطق العالم إنتاجًا للمعدن النفيس.

وتحتلّ غرب أفريقيا المركز الأول بوجود أكثر من 40 منجمًا كبيرًا، وتعدّ من أكثر المناطق مخزونًا للذهب.

كما تعدّ كل من غانا ومالي وبوركينا فاسو وغينيا وكوت ديفوار وموريتانيا من المناطق ذات الوفرة في الذهب والنمو المضطرد في إنتاجه.

من أين يأتي هذا الذهب؟

تصنَّف مصادر الذهب إلى صنفين أساسيين: المصدر الأولي، والمصدر الثانوي.

المصدر الأولي:

هو أحد المصادر الأساسية للذهب، حيث يتركز المعدن بشكل خاص داخل أحزمة الصخور الخضراء.

يُطلق اسم هذه الصخور على جملة من التشكيلات، توجد بوفرة في مجمّع الصخور القديمة من الدرع الغرب أفريقي، مثل (Man-Leo Shield) في غانا وكوت ديفوار و(Reguibat Shield) في موريتانيا.

ويصنَّف هذا المخزون المهمّ من الذهب بما يسمّيه الجيولوجيون بـ Orogenic Gold Deposits، وهو صنف من المناجم المهمة للذهب.

ويمتاز عيار الذهب داخل هذه الصخور بكونه من 80 إلى 95% ذهبًا، والمتبقي فضة.

توجد من بين المصادر الأولية أيضًا عروق الكوارتز، وهي صخور فى الأصل مصهورة تحمل الذهب إلى السطح، وقادرة على تكوين شبكات تقع بالقرب من الصدوع الرئيسة، وتعدّ من الصخور الأهمّ للمنقّبين.

المصدر الثانوي:

عندما تؤدي عمليات النحت إلى تحرير الذهب داخل الصخور، فإن جزيئات دقيقة وشذرات الذهب الخالص تتركز في الأودية، ومجاري المياه، وكذلك في الأرضية القريبة من المصدر الأولي للمعدن.

الذهب في موريتانيا
صورة من الشمال الغربي لموريتانيا توضح بعض الشقوق التي تتواجد بها تشكيلات غنية بالذهب

مميزات موريتانيا عن بقية دول المنطقة

تعتمد كل دول المنطقة على التعدين الكبير (الصناعي) والتعدين الصغير (الأهلي وشبه الصناعي)، وتوجد في موريتانيا مناجم ذات احتياطي مقدَّر، إلّا أنها تستمدّ نموها المتسارع لإنتاج الذهب من طبيعة التعدين الصغير، مقارنة بأكثر الدول الأفريقية التي تعتمد على "الذهب الثانوي"، خصوصًا المسمّى "Alluvial gold"، أي الذهب المتحرر الموجود في الأودية.

وتعتمد موريتانيا بشكل حصري على "الذهب الأولي"، أي ذلك الذهب الموجود بعروق الكوارتز الغنية جدًا.

وأخيرًا تضم موريتانيا ما يزيد على 100 ألف كيلومتر مربع من الصخور، التي يرجع عمرها إلى العمر المشار إليه سابقًا "paleoproterozoic" غير المستكشفة، والتي لا زالت تحمل في ثناياها الكثير من الثروات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق