مؤرخ أميركي: دور السعودية الرائد في أوبك+ أنعش الاقتصاد العالمي
دانيال يرغين: علاقة المملكة وروسيا أساس إنجاح التحالف
دينا قدري
سلّط مؤرخ صناعة النفط، المحلل الأميركي دانيال يرغين، الضوء على دور السعودية الرائد داخل تحالف أوبك+ لإعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية، مشيرًا إلى العلاقة المؤثرة بين المملكة وروسيا، مع تراجع الولايات المتحدة بشكل ملحوظ.
وقال -في مقابلة مع صحيفة عرب نيوز- إن "تحالف أوبك+ جلب نوعًا من القدرة على التنبؤ والاستقرار والحذر إلى السوق، ومن الواضح أن السعودية كانت في المقدمة.. إنها مساهمة في هذا الانتعاش الاقتصادي العالمي القوي والمذهل الذي نشهده الآن".
قوة استقرار
قدّم يرغين -الذي يشغل منصب نائب رئيس مؤسسة أي إتش إس ماركت للاستشارات- وجهات نظره عبر سلسلة مقابلات بالفيديو التي تحمل اسم "فرانكلي سبيكينغ" (بصراحة)، التي تجريها الصحيفة على منصتها مع صانعي السياسات وقادة الأعمال.
وتابع حديثه عن تعافي أسواق النفط: "دعونا لا ننسَ أنه منذ أكثر من عام بقليل حدث الانهيار المروع.. لم تكن هذه مجرد صدمة للدول المنتجة والمصدرة للنفط، لكن كانت لديكم دول -مثل الهند واليابان- قلقة للغاية، لأنها كانت تخشى تدمير صناعة النفط والغاز العالمية وتقويضها، التي تعتمد عليها اقتصاداتها بشكل كبير".
وقال يرغين: "أوبك+ كانت قوة معتدلة، وقوة استقرار، وآلية بالفعل للانتعاش من كارثة اقتصادية مروعة".
وأضاف أن محللي أي إتش إس ماركت يتوقعون نمو الاقتصاد العالمي عند 6% في عام 2021، مع توقع نمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 7.4%.
العلاقة بين السعودية وروسيا
أوضح يرغين أن العلاقة بين أكبر منتجيْن في أوبك+ (السعودية وروسيا) كانت حاسمة لإعادة التوازن واستئناف الطلب، مضيفًا أن صناعة النفط الأميركية أصبحت أقل أهمية بالنسبة إلى ديناميكية السوق العالمية.
وقال: "كانت الولايات المتحدة جزءًا من الثلاثة الكبار في أبريل/نيسان 2020.. أعتقد أن الولايات المتحدة قد تراجعت عن ذلك الآن بوصفها لاعبًا حكوميًا".
وأضاف: "هذا يعني أن هذه العلاقة بين السعودية وروسيا مهمة للغاية، وهي الأساس لإنجاح أوبك+.. أعتقد أنه من مصلحة البلدين الاستمرار".
السعودية والطاقة المتجددة
أشاد المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، مؤخرًا بالسعودية، لمساهمتها في الحملة العالمية ضد آثار تغيّر المناخ، والجهود المبذولة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
فقد أعلنت المملكة عن خطط للتخلّص التدريجي من النفط من مزيج الطاقة المحلي بالكامل بحلول عام 2030، إلى جانب برنامج كبير لزراعة الأشجار للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي هذا الصدد، قال يرغين: "ما تفعله السعودية يتماشى مع ما ترونه حول العالم، الذي يشمل دورًا أكبر بكثير لمصادر الطاقة المتجددة".
وأشار إلى أن أسعار مصادر الطاقة المتجددة -مثل الرياح والطاقة الشمسية- تنخفض لتصبح خيارات قابلة للتطبيق إلى جانب الهيدروكربونات، كما يمكن أن تصبح مصادر الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين جزءًا من مزيج الطاقة في السنوات الـ15 المقبلة.
إستراتيجيات المملكة
قال يرغين إنه "من الواضح أن الطاقة الشمسية لها دور كبير في السعودية.. إن فكرة استخدام الغاز لتحرير السوائل للتصدير وخطط زراعة الأشجار هي خطوات تهدف بالطبع إلى إزالة الكربون من الغلاف الجوي".
وتابع: "لذلك، أعتقد أن الاتجاه الذي تسير فيه السعودية يتماشى مع ما تفعله الدول الأخرى، خصوصًا في مجال الطاقة الكهربائية."
في حين أن إستراتيجية المملكة للاقتصاد الدائري للكربون كانت نهجًا قابلاً للتطبيق لمشكلة تغيّر المناخ، وحذّر يرغين من أن "البعض في أوروبا لا يحبون التقاط الكربون، لأنهم لا يحبون صناعة الهيدروكربون".
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي عن أوبك+: يزعم الكثيرون أنني شديد الحذر.. حسنًا
- جون كيري يبحث في الرياض دعم السعودية لجهود مكافحة تغير المناخ
- السعودية تقود زيادة إنتاج أوبك من النفط خلال مايو