التقاريرأخبار الطاقة المتجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةطاقة متجددةعاجلكهرباء

ثغرة الكربون تهدد غابات الأشجار في أوروبا وأميركا

قواعد المحاسبة تحفز حرق كبسولات الخشب في محطات الكهرباء

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • حرق الأخشاب في محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم ساهم في تلميع صورة الطاقة "الخضراء" الجديدة
  • يتخوف دعاة حماية البيئة من قطع الأشجار وعدم زراعة أشجار جديدة
  • محطة "دراكس" البريطانية تلتهم سنويًا 6.5 مليون طن من كبسولات الخشب
  • الطاقة الحيوية المتولدة من الكتلة الحيوية للغابات ليست خالية من الكربون

منذ عدة قرون، تُقطع أشجار غابات أوروبا لاستخدامها في الوقود المنزلي، وفي القرن الماضي، استُخدمت في محطات التدفئة المحلية، لكن ما يحدث الآن يمثّل تحولًا مختلفًا تمامًا.

وقد تعزز التغيير من خلال التكنولوجيا الجديدة التي تحول الخشب إلى كبسولات خشبية يجري تسخينها لإزالة الرطوبة وضغطها؛ ما يجعل نقل الأخشاب لمسافات طويلة عمليًا واقتصاديًا، حسبما أورد موقع "إي 360" التابع لجامعة ييل الأميركية.

ثغرة الكربون
مخاوف من تدهور الغطاء الأخضر من قطع الأشجار

مخاوف علماء البيئة

تحوّلت 28 دولة في الاتحاد الأوروبي إلى توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة منذ عام 2009، ورغم تنامي استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن حرق الأخشاب في محطات توليد الكهرباء، التي تعمل بالفحم، أسهم في تلميع صورة تلك الطاقة "الخضراء" الجديدة.

ويتخوف دعاة حماية البيئة من قطع الأشجار المحلية، ومن عدم زراعة أشجار جديدة عوضًا عن تلك التي تحرق في مراجل محطات توليد الكهرباء، ومنها محطة "دراكس" البريطانية التي تلتهم سنويًا نحو 6.5 مليون طن من كبسولات الخشب الواردة عبر المحيط الأطلسي.

لذلك، وجّه نحو 200 عالم خطابًا إلى الاتحاد الأوروبي، في سبتمبر/ أيلول، أكدوا فيه أن "الطاقة الحيوية المتولدة من الكتلة الحيوية للغابات ليست خالية من الكربون"، وطالبوا بتطبيق إجراءات رادعة لحماية الغابات.

ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي، بعد شهر واحد فقط، على قواعد محاسبة الكربون الحالية، مؤكدين -من جديد- أن حرق كبسولات الخشب يُعدّ طاقة متجددة.

محطة لتوليد الكهرباء
محطة لتوليد الكهرباء من خلل حرف الأخشاب

حرق الأخشاب طاقة خضراء

تحفز ثغرة في قواعد محاسبة الكربون طفرة في حرق كبسولات الخشب في محطات الطاقة الأوروبية؛ ما أثار شكوكًا جديدة حول ما إذا كان بإمكان أوروبا الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس.

وتنص اتفاقية باريس للمناخ التابعة للأمم المتحدة والقواعد الداخلية لأوروبا، على وجوب الإعلان عن خسائر الكربون من الغابات التي تزود محطات الكهرباء على أنها تغييرات في سعة تخزين الكربون في الأراضي الحرجية.

ويقول محللون إنه نادرًا ما يتم الإبلاغ عن مثل هذه التغييرات في قوائم الجرد الوطنية؛ ولا يوجد نظام، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو في الأمم المتحدة، للإبلاغ عن التغيرات الفعلية في مخزون الكربون على الأرض.

لذلك لا يتم احتساب الكربون في أي من العمليتين: قطع الأشجار أو حرق الخشب.

وتلجأ محطة "دراكس" لتوليد الكهرباء -الآن بعد استبدال الفحم في غلاياتها- إلى كبسولات خشبية يتم شحنها من جنوب الولايات المتحدة، وبهذا يرتفع نحو 23 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في مخزونها كل عام، حسبما أورد موقع "إي 360".

وتدّعي محطة "دراكس" أنها خالية من الكربون؛ نظرًا لوعود بزرع أشجار جديدة في الغابات المقطوعة، في حين يرى علماء البيئة أن مزاعم حيادية الكربون التي قبلها الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية، لا تخضع للتدقيق.

بدورها، تتعرض غابات ولايات كارولينا الشمالية ولويزيانا وميسيسيبي، وكذلك تلك الموجودة في أوروبا، للتدمير للحفاظ على التصور الأوروبي حول الطاقة المتجددة.

ونظرًا لبدء العديد من محطات الطاقة في أوروبا وأماكن أخرى في استبدال الفحم بالخشب، يصبح تحديد الرأي الصحيح ضرورة ملحة للغاية.

وتفيد بعض التقديرات أنه يجري الآن حرق ما يقرب من نصف الأخشاب المقطوعة في الاتحاد الأوروبي لتوليد الكهرباء أو للتدفئة، وهناك أدلة متزايدة على أن قطع الأشجار يضر بالغابات، ويحد من قدرتها على تخزين الكربون.

قطع الأشجار
احد عمليات قطع الأشجار

أبرز مناطق قطع الأشجار

أبلغت منظمة السلام الأخضر ووكالة التحقيقات البيئية (إي آي إيه) عن انتشار قطع الأشجار غير القانوني على نطاق واسع في رومانيا؛ نتيجة تصدير الكثير من الأخشاب لحرقها في محطات الطاقة في النمسا وألمانيا.

واتهمت الوكالة شركة شوينغوفر، وهي شركة مملوكة لإحدى أغنى العائلات في النمسا، بمعالجة الأخشاب المقطوعة بطريقة غير مشروعة من رومانيا، وتوجد صلة واضحة بين قطع الأشجار غير القانوني في رومانيا وسوق الكبسولات الخشبية في الاتحاد الأوروبي.

وتوجد أدلة قوية على وجود تهديد للغابات في شرق سلوفاكيا، حيث حصل قطع غابات الزان داخل حديقة بولونيني الوطنية، وجرى توسيع جميع الطرق المؤدية إلى الحديقة باستخدام أموال البنية التحتية للاتحاد الأوروبي؛ لتحسين وصول المركبات الثقيلة التي تنقل الأخشاب.

ويقول بيتر سابو، الموظف في شركة وولف -وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية غابات البلاد- إن بيانات الحكومة السلوفاكية تقدّر أن 10 ملايين متر مكعب من الخشب تُقطع في البلاد كل عام مقابل عائد مستدام يبلغ 6 ملايين متر مكعب.

ويعود الفرق بالكامل -تقريبًا- إلى 3.5 مليون متر مكعب تم حرقها من أجل الطاقة والتدفئة في سلوفاكيا. ومع ذلك، لا تظهر انبعاثات الكربون الناتجة عن هذا الحرق في أي مكان في حسابات الكربون في سلوفاكيا أو الاتحاد الأوروبي.

وتوقع تقرير سابق للاتحاد الأوروبي أن ينخفض نمو حوض الغابات في أوروبا بأكثر من 30% بين عامي 2005 و2030 بسبب حرق الكبسولات والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، ولم يتم تضمين انبعاثات الكربون الناتجة في الغلاف الجوي في حساب الكربون في الاتحاد الأوروبي حتى الآن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق