التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

وزير النفط الهندي: 20 مليار دولار حصاد عام واحد من علاقات الطاقة مع الإمارات

سلطان الجابر لعب دورًا بارزًا في تعزيز التعاون بين نيودلهي وأبوظبي

حازم العمدة

اقرأ في هذا المقال

  • فرص هائلة للاستثمارات الإماراتية في الهند لاسيما في قطاع الغاز
  • الطاقة ركيزة أساسية للتعاون الهندي الإماراتي خلال السنوات الست الأخيرة
  • الإمارات ثالث أكبر مصدر للنفط وغاز النفط المسال إلى الهند والثانية في الغاز والمنتجات النفطية
  • استثمارات التنقيب الهندية في زاكوم السفلي والمربع البري1 تبلغ 706 ملايين دولار

الإمارات واحدة من أكبر الشركاء في قطاع النفط والغاز، بتجارة بلغت قيمتها 19.9 مليار دولار، العام الماضي فقط .. الشركات الهندية تنشط في عمليات التنقيب في الإمارات.. نقدّر الدعم الفوري لأبوظبي من خلال توفير إمدادات إضافية في وقت مناسب من غاز النفط المسال والنفط الخام خلال ذروة جائحة كورونا.. سلطان الجابر لعب دورًا بارزًا في تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة.. التوسّع في قدرات التكرير يتيح فرصًا هائلة للاستثمارات الهندية في الإمارات.. هناك إمكانات هائلة للاستثمارات الإماراتية في الهند، لاسيّما في مجال الغاز.. أنظارنا تتّجه إلى الشرق الأوسط دائمًا في مجال الطاقة، فهو مصدرنا الرئيس في إمدادات النفط.

هكذا لخّص وزير النفط والغاز الطبيعي والصلب الهندي، دارمندرا برادان، في مقابلة مع صحيفة (خليج تايمز) الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، العلاقات الوثيقة بين أبوظبي ونيودلهي في مجال الطاقة.

تحدّث برادان عن آفاق واسعة وفرص واعدة لإقامة شراكات واستثمارات ضخمة بين البلدين، لاسيّما مع وجود شخصية مخضرمة تتّسم بالحنكة والكفاءة في الحكومة الإماراتية، مثل سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة في الإمارات والرئيس التنفيذي لشركة (أدنوك).

ركيزة أساسية

عن تقييمه للشراكة الإماراتية الهندية في قطاع الطاقة، والمجالات المحتملة للتوسّع المستقبلي مع أدنوك، قال برادان، إن الهند والإمارات تتمتّعان بعلاقات إستراتيجية مع كون الطاقة ركيزة أساسية، خلال السنوات الستّ الماضية.

وأكّد أن بلاده تعدّ أبوظبي شريكًا تجاريًا واستثماريًا وثيقًا في مجال النفط والغاز، وكذلك مصادر الطاقة المتجدّدة.

في هذا السياق، أشار وزير النفط الهندي إلى أن الإمارات واحدة من أكبر الشركاء في قطاع النفط والغاز، حيث بلغت قيمة التجارة في مجال الطاقة 19.9 مليار دولار، العام الماضي.

قال برادان: "أصبحت الإمارات ثالث أكبر مصدر للنفط الخام في الهند، حيث تمثّل 10%من إجمالي واردات النفط الخام، وثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بنسبة 12.4% من إجمالي واردات الغاز المسال".

وأضاف: "الإمارات أيضًا هي ثالث أكبر مصدر لغاز النفط المسال بنسبة 22% من إجمالي الواردات، وثاني أكبر مصدر للمنتجات النفطية".

مشروعات التنقيب

ليس هذا فحسب، بل تنشط الشركات الهندية- والكلام لبرادان- أيضًا في مشروعات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في مربّعين في منطقة زاكوم السفلي والمربّع البرّي 1 في الإمارات، باستثمارات تزيد عن 706 ملايين دولار.

وفيما يعكس عمق علاقات الطاقة القويّة بين البلدين، قال برادان، إن أدنوك خزّنت بالفعل 5.86 مليون برميل من خام أدنوك في احتياطي مانغلور النفطي الإستراتيجي، مشيرًا إلى الاتّفاق على تحسين شروط التخزين من قبل أدنوك.

علاوة على ذلك، أعرب الوزير الهندي عن تقديره للدعم الفوري الذي قدّمه الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، سلطان الجابر، في توفير إمدادات إضافية، وفي الوقت المناسب، من غاز النفط المسال والنفط الخام إلى الهند، في أبريل/نيسان ومايو/أيار، خلال ذروة جائحة فيروس كورونا المستجدّ.

وأردف قائلًا: "ساعدتنا إمدادات غاز النفط المسال في توفير الأسطوانات لأكثر من 80 مليون هندي".

تسعير مسؤول للوقود

وعلى الصعيد ذاته، قدّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مؤخّرًا، عرضًا لـ "تسعير يتّسم بالمسؤولية للوقود"، مشيرًا إلى أن أسعار الوقود العالمية ظلّت متقلّبة لفترة طويلة جدًا.

وقال برادان، يجب أن يكون السعر مربحًا للمنتجين، وكذلك في متناول المستهلكين.

وأضاف: "بالرغم من أنّنا لا نؤيّد الأسعار المنخفضة جدًا، فإنّنا لا ندعم ارتفاع الأسعار أيضًا، أساسيات السوق الآن لا تدعم مثل هذه الأسعار المرتفعة".

يعدّ تقلّب أسعار النفط الخام- بحسب برادان- تحدّيًا رئيسيا آخر يجب معالجته، لأن المستهلكين الهنود حسّاسون للغاية للأسعار، فضلًا عن ضرورة الانتقال إلى سوق شفّاف ومرن للنفط والغاز.

وفي هذا الإطار، قال: "نعتقد أن المنتجين الرئيسيين من أوبك يجب أن يتخلّوا عن العلاوة الآسيوية بالنسبة للنفط الخام. يصبح هذا الأمر أكثر إلحاحًا، حيث أكّد الوباء مرّة أخرى أن آسيا لا تزال مركز الطلب الرئيس على النفط الخام".

تطوير قطاع البتروكيماويات

أمّا فيما يتعلّق بإعلان الجابر، مؤخّرًا، أن أدنوك تسعى للاستعانة بشركاء هنود في استثمارات بتروكيماويات بقيمة 45 مليار دولار، فقد قال برادان، إن نيودلهي تتوقّع نموًّا في قدرات التكرير من نحو 250 مليون طن متري سنويًا، إلى 450 مليون طن متري سنويًا، لتلبية الطلب المحلّي، وتصدير المنتجات النفطية.

ومن ثمّ، يوفّر هذا التوسّع في قدرات المصافي والبتروكيماويات في الهند فرصًا استثمارية هائلة للشركات في الإمارات المتحدة، بما في ذلك شركة أدنوك، وفقًا لما ذكره برادان.

العلاقات مع إيران

انتقلت المقابلة مع الوزير الهندي لنقطة شائكة، تتمثّل في علاقات الهند مع إيران، وهل تضع صعوبات وتحدّيات أمام الهند في التعامل مع بقيّة دول الشرق الأوسط؟

في هذا السياق، قال برادان: إن إيران "كانت مصدرًا مهمًا للنفط الخام لمصافي التكرير الهندية، سنواصل متابعة التطوّرات في الشرق الأوسط، أنا واثق من أن المصافي الهندية ستتّخذ القرارات المناسبة مع مراعاة مصالحها التجارية، حيث تحصل على النفط من مختلف البلدان في الشرق الأوسط".

وعن كون الهند تفتقر لسياسة متماسكة لأمن الطاقة عندما يتعلّق الأمر بالشرق الأوسط، قال برادان: "خلال السنة الماليّة الماضية، ظلّت دول الشرق الأوسط موردنا الرئيس للهيدروكربونات، وشكّلت 60% من واردات النفط الخام".

وأردف قائلًا: "في الواقع ، ظلّت إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي وغاز النفط المسال من الشرق الأوسط مستقرّة إلى حدٍّ ما، على مرّ السنين".

ولم يتوقّف الأمر عند حدّ الإمدادات، بل استثمرت الهند- بحسب برادان- في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط، لاسيّما في الإمارات وسلطنة عمان، مؤكّدًا أن بلاده تستكشف فرصًا أخرى لزيادة وجودها في المنطقة.

استثمارات سعودية وإماراتية

لفت برادان إلى إعلان السعودية والإمارات قرارات استثمارية مهمّة في قطاع الطاقة في الهند.

وقفزت مقابلة "خليج تايمز" إلى جزئية أخرى تتعلّق بكيفية جذب الهند استثمارات دولية من دول مثل الإمارات، في ظلّ عدم نموّ الاقتصاد الهندي كما هو متوقّع.

في هذا الإطار، قال برادان: "في حين أننا شهدنا انخفاضًا كبيرًا في معدّل نموّ الناتج المحلّي الإجمالي، خلال الربع الأخير، فإنّنا نشهد بالفعل بوادر الانتعاش في اقتصادنا".

وأوضح الوزير الهندي قائلًا: "بالنظر إلى شهيّتها (الإمارات) الهائلة للطاقة، هناك إمكانات هائلة للاستثمار في قطاع النفط والغاز في الهند"

وأضاف: "نحتاج مثل هذه الاستثمارات في توسيع شبكات توزيع الغاز، وخط أنابيب الغاز الطبيعي، ومحطات الغاز المسال، وأكثر من 5000 مصنع للغاز الحيوي المضغوط (CBG)، وغيرها".

واختتم برادان المقابلة بقوله: "أنا واثق من أن الشركات الإماراتية ستشارك مع نظيراتها الهندية في الاستثمار، وضخّ التقنيات والابتكار من خلال رقمنة سوق الطاقة سريع النموّ لدينا".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق