تقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعات

السكر البرازيلي.. هل يكرر السيناريو الأسود لأسواق النفط؟

مسؤولون في الصناعة يطلقون صيحة تحذير من الإفراط في الانتاج

اقرأ في هذا المقال

  • وفرة المعروض توجه لطمة قوية لأسواق السكر العالمية التي تراجعت بالفعل بمعدل الثلث
  • صادرات السكر البرازيلية 1.2 مليون طن خلال النصف الأول من 2020 بزيادة 71% نفس الفترة في 2019

على غرار السيناريو الأسود الذي شهدته أسواق النفط العالمية، حيث أدت وفرة المعروض مقابل ضعف الطلب جراء تفشي فيروس كورونا المستجد إلى انهيار تاريخي في الأسعار لم تتعاف منه الصناعة بعد، أطلق مسؤولون تنفيذيون في قطاع السكر والإيثانول في البرازيل صيحة تحذير من أن الإفراط في إنتاج السكر قد يؤدي بالبلاد إلى نفس السيناريو الكئيب لتهوي الأسعار التي انخفضت بالفعل مؤخرا بمعدل الثلث إلى أعماق سحيقة، حتى مع استمرار ضعف الطلب على الإيثانول الذي يدخل السكر في إنتاجه.

مع انتشار فيروس كورونا، انخفض الطلب على المواصلات، ومعه انخفض الطلب العالمي على الوقود. ومع تفشي الوباء في البرازيل، انخفض الطلب على وقود السيارات بشكل كبير، حوالي 75% من السيارات في البرازيل تستخدم الوقود المزدوج، وهو مزيج من الإيثانول والبنزين، ولكن أغلبه إيثانول، وبالتالي انخفض الطلب على الإيثانول داخل البرازيل وخارجها، فانخفضت أسعاره بشكل كبير.

قال مسؤولون تنفيذيون لوكالة (آرغوس ميديا) لتسعير النفط إن ضعف العملة البرازيلية جعل صادرات السكر أكثر قدرة على المنافسة، مشيرين إلى أن المطاحن وشركات السكر تعمل تثبيت أسعاره لمدة عامين.

لكنهم حذروا من أنه إذا ظلت سوق الإيثانول المحلية ضعيفة ، فهناك خطر أن تغمر الصادرات البرازيلية أسواق السكر العالمية، مثلما حدث بين عامي 2011 و2014 عندما دعمت الحكومة البنزين، ما أدى إلى تآكل أرباح مبيعات الإيثانول. وللتغلب على ذلك أنتجت الشركات المزيد من السكر، ما أدى إلى انخفاض الأسعار العالمية.

في هذا السياق، يقول ريكاردو جونكويرا ، الرئيس التنفيذي لمصنع ديانا بيوينرجيا للسكر والإيثانول: "بهذه الطريقة، سنقوم بإسقاط سوق السكر مرة أخرى. وفي ظل هذه الأزمة، تقوم المطاحن بتحديد أسعار السكر لمدة عامين أو ثلاثة أعوام".

صادرات قياسية

وصلت صادرات السكر البرازيلية إلى 1.2 مليون طن متري في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020 ، بزيادة 71٪ عن نفس الفترة من عام 2019 ، وفقًا لقاعدة بيانات مؤسسة كوميكسستات الخاصة بالاستيراد والتصدير التابعة لأمانة التجارة.

ارتفع إنتاج السكر في منطقة جنوب الوسط البرازيلية في الشهرين الأولين من الحصاد المنتهي في مايو/أيار بنسبة 65٪ ليصل إلى 8 ملايين طن مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لاتحاد صناعة السكر والإيثانول يونيكا.

وخصصت المطاحن في المنطقة 46 % من قصبها المحصود لإنتاج السكر خلال هذه الفترة ، ارتفاعًا من 33 % خلال الشهرين الأولين من موسم 2019-2020.

ومع ذلك، هناك إجماع على أن المرونة كانت أساسية لبقاء الصناعة على قيد الحياة في الأزمة الحالية.

وقال جونكويرا "السيناريو الحالي يؤكد أن المطاحن بحاجة إلى المزيد من المرونة في عملياتها"، مضيفا أن المطاحن القادرة بسرعة على تحويل إنتاجها بين الإيثانول والسكر ستنجو من تقلبات السوق في المستقبل.

من المقرر أن يرتفع إنتاج السكر في البرازيل إلى 35.3 مليون طن في 2020-21 مقارنة بنحو 29.8 مليون طن في الموسم الماضي، وفقًا لوكالة إمدادات المحاصيل الحكومية كوناب.

تنطلق المطاحن من موسم 2019-20 عندما أنتجت رقما قياسيا 35.7 مليار لتر (615195 برميل يوميا) من الإيثانول. ومن المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الوقود الحيوي إلى 32 مليار لتر هذا الموسم، بحسب وكالة كوناب.

نظرة متفائلة

بالرغم من الانكماش الاقتصادي ، يظل المسؤولون التنفيذيون متفائلين بشأن التوقعات متوسطة الأجل للإيثانول.

وقال لوسيانو رودريغز كبير الاقتصاديين في مؤسسة يونيكا هذا الأسبوع "خلال العامين الماضيين كانت آفاق الصناعة تتحسن تدريجيًا - بدأت بتروبراس في فرض أسعار السوق على البنزين وكان الطلب على الإيثانول قويًا وتحسن رينوفابيو".

كان من المتوقع أن يكون هذا العام إيجابيًا لهذه الصناعة، لكن جائحة كوفيد-19 قلبت هذا السيناريو. لكن رودريغز قال إن لوائح الوقود الحيوي تعكس تفاؤلا بالنسبة للإيثانول.

ويدرك خبراء أسواق السكر حقيقة ما يحدث في البرازيل، حيث قال تيموتي ماسون، الخبير الاقتصادي المكلف لشؤون الأسواق في نقابة منتجي السكر من الشمندر في فرنسا، في تصريح لوكالة فرانس برس مؤخرا إن “قلب الأزمة مرتبط قبل كل شيء بأزمة النفط، التي جعلت البرازيل تهتمّ أكثر بإنتاج السكر الذي يوزّع في السوق العالمية بدلاً من إنتاج الإيثانول الذي انهارت أسعاره تماماً بسبب النفط”.

الشركات العالمية

وكان أسعار السكر قد شهدت مؤخرا انخفاضا بمعدل الثلث تقريبا، جراء أزمة كورونا. وانخفاض الأسعار مثير لاهتمام منتجي سكر الشمندر الفرنسيين والدول المنتجة للسكر، خصوصاً الأوروبية منها التي كانت تأمل في استعادة عافيتها بعد عام اتّسم بتراجع الأسعار وإغلاق المصانع. وكانت أسعار رطل السكر قد انخفضت إلى ثمانية سنتات أميركية، ثم ارتفعت مؤخرا إلى 10 سنتات، بعد أن كانت 15 سنتا في فبراير/شباط الماضي.

كما يدرك خبراء أسواق السكر أهمية تغير أسعار الصرف في زيادة صادرات البرازيل من السكر حيث جاء في تقرير الشركة الوطنية للإمدادات الغذائية في البرازيل أن “تراجع قيمة الريال البرازيلي مقابل الدولار” كان من أهم العوامل المحفزة لصادرات البرازيل من السكر لموسم حصاد 2020-2021.

وخسر الريال البرازيلي 30% من قيمته مقابل الدولار منذ الأزمة الصحية.

ويقول ماسون إن “ذلك يعني على المدى القصير جداً، أن البرازيليين أكثر تنافسية، ويمكنهم البيع في السوق الدولية بأسعار أرخص بالدولار، ستكون لديهم الكمية نفسها بالريال”. مشيرا إلى أن دولا أخرى منتجة للسكر مثل جنوب إفريقيا وتايلاند تنحو المنحى نفسه.

ولا يقلق هذا الأمر شركة “كريستال يونين”، ثاني منتج فرنسي للسكر، وفق ما يقول مديرها العام ألان كوميسير. ويضيف لوكالة فرانس برس: “كنّا أعلننا في ديسمبر/ كانون الأول خلال اجتماعاتنا الداخلية ومع المزارعين، أننا غيّرنا نموذج العمل، لنصبح أوروبيين أكثر وأكثر مرونة وأقلّ حضوراً في السوق الدولية”.

وثمة موقف مماثل في ألمانيا من جانب شركة “زوددزوكر”، الأولى عالمياً في إنتاج السكر. إذ إن المسؤولين فيها يقولون إن الأسعار في السوق الأوروبية لا تتراجع، على خلاف السوق العالمية. ففيما كان سعر طن السكر في الاتحاد الأوروبي 300 يورو عام 2019، أصبح سعره 370 يورو في نهاية فبراير / شباط، و”يتواصل ارتفاع الأسعار”، وفق قول متحدث باسم المجموعة.

وفي مؤشر آخر على التفاؤل بالنسبة إلى الشركة الرائدة عالمياً، يبدو موسم الحصاد الأوروبي ضعيفاً بسبب ربيع جاف، ما سيجعل العرض ينخفض تلقائياً ويؤكد حالة نقص السكر في أوروبا.

ويطالب كوميسير "بدراسة بند حماية في أوروبا لتجنّب التدفق الذي يمكن أن يأتي من البرازيل والولايات المتحدة في وقت واحد”. وختم بالقول “مطلع العام، كان الدولار الواحد يوازي 3,5 ريال برازيلي، أما اليوم فالدولار يوازي 5,5 أو 5,7 ريال، ويتوقع المصرفيون أن يصبح الدولار الواحد بـ7,5 ريال هذا الصيف. وهذا يعني أن ليس فقط السكر، إنما كل قطاع الزراعة سيتأثر بما يحدث في البرازيل”.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق