تقارير السياراتالتقاريررئيسيةسيارات

السيارات الكهربائية.. زيادة الطلب على النيكل تشعل حربًا بين شركات التعدين

توقعات بارتفاع الطلب 19 ضعفًا بحلول عام 2040

مي مجدي

تواجه صناعة النيكل طلبًا غير مسبوق مع تزايد الضغط العالمي للتحول إلى السيارات الكهربائية، إذ بدأت كبرى شركات التعدين في العالم حرب مزايدات للحصول على ملايين الأطنان من الرواسب المعدنية المحتوية على النيكل.

تدور المعركة بين قطبي التعدين "بي إتش بي" و"ويلو ميتالز" للاستحواذ على شركة تطوير النيكل "نورونت ريسورسز" الكندية، في محاولة لتلبية زيادة الطلب على معادن البطاريات، بعدما زادت شعبية السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، بحسب ما نقله موقع كاليفورنيا نيوز تايمز.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، سيزداد الطلب على النيكل -الذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية- بمقدار 19 ضعفًا بحلول عام 2040.

كيف بدأت الحرب بين شركات التعدين؟

في 27 يوليو/تموز الماضي، قدّمت شركة "بي إتش بي" عرضًا لشراء "نورونت ريسورسز"، لزيادة الاستفادة من المعدن المستقبلي (النيكل)، بعد قرار بيع الأصول النفطية الشهر الماضي.

وبمجرد تقديم العرض، ارتفع سعر سهم نورونت 156%، عند 0.80 سنتًا.

وسرعان ما ردّت شركة "ويلو ميتالز"، التي أسستها مجموعة فورست الأسترالية وتمتلك 24% من "نورونت ريسورسز"، بعرض أعلى بنسبة 27% من عرض "بي إتش بي" البالغ 325 مليون دولار.

وقال رئيس شركة ويلو ميتالز، لوكا غياكوفازي، إن الشركة ستلتزم بالعمل بأقصى سرعة، وفي إطار تعاوني، لإضفاء طابع رسمي على المقترحات لصالح مساهمي شركة نورونت ريسورسز.

بينما يرى الرئيس التنفيذي لشركة نورونت، آلان كوتيس، أن استمرارية المناجم هي العامل الرئيس وراء أرباح الاستحواذ، مضيفًا أن الشركة تخطط للتخلص من النفايات تحت الأرض بدلًا من خلف السدود، وستعتمد على الطاقة الكهرومائية والنووية عوضًا عن الفحم.

وتابع، إن ولاية أونتاريو -حاليًا- تجذب المستثمرين بفضل استغنائها عن شبكات الكهرباء التي تعتمد على الكربون، وإغلاق كل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، مما يمنحها ميزة تنافسية.

وأضاف أن حكومة الولاية وعدت ببناء طريق بطول 300 كيلومتر إلى منطقة إيغلنست، وتأمل الانتهاء منه بحلول عام 2017.

تأمين مصادر جديدة

نظرًا لأن الشركات في البلدان الكبرى مضطرة إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فقد شجعت على المنافسة لتأمين مصادر جديدة.

أحد مشروعات شركة التعدين الأسترالية "آي جي أو"
أحد مشروعات شركة التعدين الأسترالية "آي جي أو"

وخلال الشهر الماضي، أعلنت شركة التعدين الأسترالية "آي جي أو" أنها تجري محادثات للاستحواذ على منجم نيكل أسترالي في المنطقة الغربية.

أمّا شركة ريو تينتو، فقد استحوذت على منجم نيكل أميركي، بينما تُطوّر شركة "بولي ميت" مشروعًا ضخمًا للنحاس والنيكل في ولاية مينيسوتا.

علاوة على ذلك، تحرص شركات صينية على تعزيز قبضتها على إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ، وتلبية الطلب المتزايد على البطاريات التي تتطلب معادن جديدة مثل النيكل والليثيوم.

كما تسير إندونيسيا على الطريق الصحيح لتصبح عاصمة النيكل في العالم، بإنشاء مشروعات جديدة ستساعد في رفع حصة البلاد من مكونات الفولاذ المقاوم للصدأ خلال العقد المقبل.

وكانت إندونيسيا -أكبر احتياطي نيكل في العالم- قد حظرت تصدير الخام غير المعالج، العام الماضي، لتعزيز تطوير صناعة النيكل.

السيارات الكهربائية

شركات السيارات

وفقًا لمحللين، فإن شركات السيارات مستعدة لدفع فرق الأسعار للنيكل المنتج خارج إندونيسيا، كما إنه من الصعب الاعتماد على الإمداد الإندونيسي في أوروبا، إذ لا يمكن بيع غير البطاريات الحاملة لشهادة البصمة الكربونية.

وبالفعل، وقّعت شركة تيسلا الأميركية عقدًا لشراء النيكل من اتحاد تدعمه "بي إتش بي" الأسترالية و"فيل" الكندية، وترافيغورا" في كاليدونيا الجديدة.

في الوقت نفسه، وقّعت شركة البطاريات الكورية "إل جي كيم" عقدًا الشهر الماضي، مدته 6 سنوات، لشراء النيكل من منجم أسترالي لتطوير مشروع في كوينزلاند.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "تالون ميتالز"، هنري فان روين، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حريصة على تطوير سلسلة توريد المعادن مثل النيكل في أميركا الشمالية، ويُرسل النيكل من الولايات المتحدة إلى الصين لدخول سلسلة توريد البطاريات.

ومع ذلك، يرى محللون أن شركات التعدين ستواجه صعوبة في التنافس مع كمية النيكل المنتجة من إندونيسيا، إذ من المتوقع ان تصل إمدادات إندونيسيا إلى 60% من الإنتاج العالمي بحلول عام 2037.

ويُعدّ عام 2020 نقطة تحوّل في قطاع السيارات الكهربائية، إذ باعت شركة تيسلا أكثر من نصف مليون سيارة تعمل بالبطاريات وتضاعفت المبيعات في أوروبا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق