الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى استثمارات بـ278 مليار دولار

محمد عبد السند

2025-06-13

0 527

أضحى النهوض بمشروعات الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي مرهونًا بتوفير استثمارات بمليارات الدولارات وإستراتيجيات مالية مبتكرة، وفق ما ورد في مسودة وثيقة حديثة حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) على نسخة منها.

وأوضحت المسودة الصادرة عن المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- أنه يتعين على دول التكتل تحقيق موازنة بين سياسات الطاقة المتنوعة لديها ومواجهة العقبات المالية.

وتتزامن توصيات المسودة مع تواصل جدلية الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي، والتي تشعل أحيانًا انقسامًا بين أعضائه؛ إذ تقف فرنسا التي تعتمد كليًا في توليد الكهرباء على هذا المصدر المحفوف بالمخاطر، على طرفي نقيض مع ألمانيا التي كثيرًا ما عارضت استعماله.

وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية (2020-2024)، زادت وتيرة نمو الاستثمارات في قطاع الطاقة النووية عالميًا، لأكثر من 300 مليار دولار.

وتهيمن أوروبا على نصيب الأسد من الاستثمارات، مسجلةً 132 مليار دولار، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن موقع "فيجوال كابيتاليست".

278 مليار دولار

تستلزم خطط توسيع الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي من حكومات دول التكتل استثماراتٍ قوامها 241 مليار يورو (278 مليار دولار) وأدوات تمويل جديدة لتقليل المخاطر المرتبطة بتلك التكاليف الضخمة بالنسبة لمستثمري القطاع الخاص، وفق ما أعلنته المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي-.

* (اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا).

واستحدثت دول الاتحاد الأوروبي خُططًا لرفع سعة الطاقة النووية لديها إلى 109 غيغاواط بحلول عام 2050، صعودًا من 98 غيغاواط في الوقت الحالي، وفق ما قالته المفوضية في مسودة تحليل لاحتياجات الاستثمارات بالقطاع، التي يُتوقع نشرها اليوم الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري.

وستحتاج خطط الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي تلك إلى استثمارات قوامها 205 مليارات يورو (236 مليار دولار أميركي) في محطات الطاقة النووية الجديدة إلى جانب 36 مليار يورو (42 مليار دولار أميركي) لتمديد العمر التشغيلي للمفاعلات الحالية؛ بما في ذلك الأموال العامة والخاصة، بحسب المسودة.

وتسهم الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي بنحو 24% من إجمالي الكهرباء المولدة في دول التكتل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

توربينات رياح بجوار محطة للطاقة النووية في فرنسا - الصورة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية

المشروعات النووية في أوروبا

مع تجاوز المشروعات النووية المنفذة في أوروبا مؤخرًا حدود الموازنة المخصصة لها، وفي ضوء التأخيرات الطويلة التي تواجهها، قالت المفوضية الأوروبية إن ثمة حاجة إلى المزيد من الأدوات المالية لجذب المستثمرين من القطاع الخاص، ممن يتجنبون هذه المخاطر والتكاليف الأولية الضخمة ذات الصلة.

ومن شأن التأخير لمدة 5 أعوام في تنفيذ المشروعات الجديدة المخطط لها أن يضيف 45 مليار يورو (52 مليار دولار أميركي) إلى التكلفة المقدرة لتلك المشروعات بحلول عام 2050، وفق المفوضية.

وتابعت: "الجمع بين مصادر تمويل متنوعة تكملها أدوات إزالة المخاطر ربما يكون الحل لتلك المعضلة".

انقسام أوروبي

كثيرًا ما انقسمت البلدان الأوروبية حول إذا ما كانت ستعزز خطط الطاقة النووية لتحقيق مستهدفات خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.

ويتجلّى الانقسام بين فرنسا في قلب تلك القضية الجدلية؛ إذ تُعد الطاقة النووية المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في البلد الأوروبي، وبين ألمانيا التي كثيرًا ما عارضت في السابق هذا المصدر المحفوف بالمخاطر.

ونتيجة لهذا لم تستهدف سياسات الطاقة في الاتحاد الأوروبي عادةً الطاقة النووية من خلال تحفيزات أو وضع أهداف طموحة، كما أن ميزانية الاتحاد الأوروبي لا تدعم بناء محطات طاقة نووية جديدة.

وقالت مسودة وثيقة خطط الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي إن المفوضية وبنك الاستثمار الأوروبي سوف يطلقان برنامجًا تجريبيًا لاتفاقيات شراء الكهرباء بقيمة 500 مليون يورو (576 مليون دولار) لدعم المشروعات والمبادرات النووية.

ويمتلك 12 من بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي حاليًا مفاعلاتٍ نوويةً؛ وتستأثر فرنسا بالأسطول النووي الأكبر بين دول التكتل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولدى سلوفاكيا والمجر مفاعلات نووية جديدة قيد البناء، في حين تأمل بلدان أخرى مثل بولندا في بناء أولى محطاتها النووية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: