تحديات مشروعات الهيدروجين في الهند تجبرها على تخفيض أهداف 2030
من 5 إلى 3 ملايين طن سنويًا
حياة حسين
تواجه مشروعات الهيدروجين في الهند تحديات عديدة، أجبرت الحكومة على خفض أهدافها المتعلقة بكميات الإنتاج في 2030؛ ما يهدد بعام جديد صعب على هذا النشاط الناشئ في البلاد، حال عدم العلاج السريع.
وأقرّ مسؤولون حكوميون بأن الهدف الأصلي المتمثل في إنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين المتجدد بحلول عام 2030، الذي حُدِّدَ لأول مرة في عام 2022، غير واقعي؛ لذلك خفضت الحكومة توقعاتها إلى 3 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، وأجّلت الوصول لهدف الـ5 ملايين طن سنويًا إلى عام 2032.
وتدخل الهند العام الجديد (2026)، الذي يحلّ خلال ساعات، محمّلةً بضغوط لتحويل الطموحات إلى مشروعات واقعية قابلة للتمويل، من خلال عدّة خطوات، على رأسها إصلاح التشريعات المنظمة.
وكان المندوبون المشاركون بمعرض الهيدروجين في الهند الذي عُقِد يومَي 25 و26 سبتمبر/الماضي في نيودلهي قد أكدوا أن البلاد تتمتع بمكانة فريدة تُمكّنها من تطوير مركز فاعل لتجارة الهيدروجين المتجدد.
وقال الرئيس المشارك لدى شركة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" ديف إرنسبرغر: "تتطلب هذه المرحلة تجاوز الغموض والوصول إلى الجانب المهم، أي طريقة استثمار رأس المال في الهيدروجين في الهند ووضع الآليات والبنية التحتية اللازمة لدعم هذه السوق".
طموحات الهيدروجين في الهند
تأكيدًا لطموحات قطاع الهيدروجين في الهند، اختتمت نيودلهي عدّة مناقصات للدعم، معلنةً رغبتها جعل الهند مركزًا عالميًا للهيدروجين المتجدد ومشتقاته، إلّا أن التقدم على أرض الواقع ما يزال بطيئًا، وفق ما ذكره تقرير لـ"آرغوس ميديا".
ويعكس ذلك خفض الهند طموحها لإنتاج 5 ملايين طن من الهيدروجين بحلول 2030 إلى 3 ملايين طن فقط سنويًا، مبررةً ذلك بتغير في سياسات الاتحاد الأوروبي، وتأجيل المنظمة البحرية الدولية في أكتوبر/تشرين الأول 2025 قرار التصويت على إطار عملها الخاص بالوصول إلى الحياد الكربوني.
وكان أحدث تصريح بشأن كمية إنتاج الهيدروجين في الهند المستهدفة في نهاية العقد الحالي من وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، الذي قال قبل 3 أشهر تقريبًا: "الهيدروجين الأخضر سيكون وقود الهند المستقبلي، وهدفنا هو إنتاج 5 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030".
وكانت أحدث عطاءات الأمونيا الخضراء في الهند في أغسطس/آب 2025، ورغم ذلك ما تزال بعض التفاصيل وكثير من التفاهمات المُعلقّة بشأن المشروعات تشكّل قيودًا على التنفيذ.
وأصدرت الحكومة خطابات الترسية، لكن ما يزال يتعين على المنتجين توقيع اتفاقيات توريد مع شركة الطاقة الشمسية الهندية (SECI) المملوكة للدولة، التي ستتولى تنفيذ عقود البيع مع شركات الأسمدة.
وكان من المتوقع في البداية إبرام هذه الاتفاقيات بنهاية هذا العام الجاري (2025)، لكن من المرجّح حاليًا تأجيلها لعدّة أشهر في عام 2026.
ورغم تلك التحديات، فإن العقبة الأكبر تتمثل في آلية ضمان الدفع -وهي ضمانة مالية-، إذ ما تزال تفتقر إلى تفاصيل جوهرية، بما في ذلك ما إذا كانت تضمن استرداد المدفوعات بالكامل في حالة تخلّف المشتري عن السداد، والجدول الزمني للسداد، ومصدر التمويل.
كما لا يتضح ما الجهة التي ستغطّي فرق التكلفة بين الأمونيا المُستخرجة من الوقود الأحفوري والأمونيا المتجددة أو الخضراء (المقصود دعم شراء الأمونيا الخضراء الأكبر تكلفة).
إشارات تباطؤ النشاط
توضح إشارات عديدة تباطؤ نشاط إنتاج الهيدروجين في الهند، وتراجع الطموحات المُعلنة من قبل، إذ أرجأت السلطات خطة إطلاق مناقصة الميثانول الأخضر التي كان مارس 2026 الموعد المقرر لها.
وجاء تأجيل الجدول الزمني لتلك المناقصة بعد إرجاء المنظمة البحرية الدولية تصويتها على إطار عمل الحياد الكربوني، إذ من المتوقع أن تؤدي مواني الهند دورًا رائدًا في تشكيل الطلب، ويسعى ميناء ديندايال في ولاية غوجارات الغربية إلى ترسيخ مكانته بوصفه مركزًا مستقبليًا.
وتعتزم سلطات الميناء دعوة الراغبين قريبًا لتقديم طلباتهم لمشروعات تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية نحو 150 ألف طن سنويًا من الميثانول الإلكتروني.
كما يتطلب هدف الحكومة المتمثل بإنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين في 2032 نحو 125 غيغاواط من الكهرباء المتجددة، التي تعجّل البلاد في تبنّي مشروعاتها، خاصة من الطاقة الشمسية ومزارع الرياح.
ورغم ذلك لا تواكب مشروعات البنية التحتية اللازمة لنقل تلك الكهرباء التطورات مثل كثير من دول العالم التي تُغفل عملية النقل.
واستعرض مطورون لمشروعات الهيدروجين في الهند هذه المشكلة ضمن العراقيل الذي يجب التغلب عليها، خاصة أن هناك عدم كفاية لتطوير الشبكة الكهربائية ونقص الربط في المرحلة الأخيرة لمشروعات الهيدروجين والأمونيا.
كما أن هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق بين الولايات، إذ تُؤدي مجموعة متضاربة من القواعد والرسوم والضرائب إلى تضخيم مخاطر المشروعات وتعقيد عملية توصيل الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى مواقع إنتاج الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- السيارات العاملة بالهيدروجين في الهند تقود مستقبل النقل المستدام (تقرير)
-
سوق معدات إنتاج الهيدروجين في الهند تلامس 50 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- 3 دول عربية تخفض أسعار الوقود خلال ساعات
-
أسعار النفط ترتفع 2.5%.. وخام برنت لشهر فبراير فوق 62 دولارًا (تحديث)
المصادر:
