التقاريرتقارير الكهرباءتقارير الهيدروجينرئيسيةكهرباءهيدروجين

محطة هيدروجين أخضر "صمام أمان" لشبكة الكهرباء.. إنجاز غير مسبوق عالميًا

هبة مصطفى

تحولت محطة هيدروجين أخضر إلى مشروع طاقة واسع النطاق، سواء على صعيد إستراتيجية الإنتاج أو توظيف التقنيات الذكية، مقدّمةً بذلك نموذجًا هو الأول من نوعه عالميًا.

وقدّمت محطة هاي سينرجي (HySynergy) نموذجًا للتناغم، بين متطلبات الطاقة المتجددة ومرافق الدولة؛ ما يمهّد لسدّ الفجوة بينهما التي طالما أجّجت المخاوف من توسعة نطاق الاعتماد على الشمس والرياح.

وعززت شركة إيفرفيول (Everfuel) الدنماركية المحطة بالأدوات اللازمة، لضمان توازن التشغيل مع شبكة الكهرباء، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت المحطة قد بدأت التشغيل الكامل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2025 الماضي، بالتزامن مع تصدير أول شحنة هيدروجين دنماركية (أنتجتها المحطة) إلى ألمانيا.

تقنية توازن شبكة الكهرباء

انتقلت محطة "هاي سينرجي" من مجرد مشروع للإنتاج والتصدير، إلى محطة هيدروجين أخضر تعمل بمثابة "صديق داعم" لشبكة الكهرباء الدنماركية.

فالمحطة لا يقتصر دورها على استهلاك الكهرباء المتجددة، لإنتاج الوقود الأخضر من خلال التحليل الكهربائي، بل تُمثّل "عمودًا فقريًا" للشبكة يوازن بين الفائض والعجز.

محللات كهربائية في المحطة
محللات كهربائية في المحطة - الصورة من إيفرفيول

ويجري ذلك من خلال تعزيز المحطة بالتقنيات الذكية وأدوات الأتمتة، إذ تستجيب منظماتها ومستشعراتها مباشرة لمعدّل الإمدادات في الشبكة، من خلال:

  1. خفض سحب الكهرباء من الشبكة، ووقف إنتاج الهيدروجين، في حالة تراجع مخزونات الشبكة أو تباطؤ حركة الرياح، وتوفير الإمدادات لصالح الاستهلاك المحلي في المنازل والمرافق، تجنّبًا لقطع التيار.
  2. زيادة سحب الكهرباء من الشبكة في حالة "فائض" كهرباء الشمس والرياح عن الاستهلاك، وتوجيه هذه الإمدادات لصالح إنتاج الهيدروجين.

ومن ثم، يمكن القول، إن المحطة في هذه الحالة تحولت إلى "بطارية تخزين" للكهرباء المتجددة الفائضة، تنظّم الضغط على الشبكة وتحمي المحولات، بدلًا من إهدار الإمدادات أو الاضطرار إلى وقف التوربينات والمولدات.

محطة هاي سينرجي

اللافت للنظر أن الخطوات السابق ذكرها تحدث بصورة سريعة للغاية، إذ يستغرق تفعيل استجابة محطة "هاي سينرجي" لمتغيرات الشبكة 5 دقائق فقط.

ويضمن ذلك منع انهيار الشبكة، حال تعرُّض مصادر الطاقة المتجددة إلى تغيُّر مفاجئ في الطقس، وفق بيان الشركة المنشور في موقعها الإلكتروني.

ويُطلَق على إستراتيجية الربط بين محطة الهيدروجين وشبكة الكهرباء اسم (الكهرباء إلى إكس Power-to-X)، إذ يمكن حينها الاستفادة من الإمدادات الفائضة بأكثر من صورة.

وانتشرت سابقًا تقنيات تسعى لتنظيم إمدادات الشبكة، لكن توظيف محطة هيدروجين أخضر للقيام بذلك شكّل سابقة عالمية قادتها الشركة الدنماركية.

وبهذه الطريقة تنفّذ المحطة -الواقعة في فريدريكا- عملًا مزدوجًا: (حماية توازن الشبكة والحفاظ على مرونة الإمدادات، وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره)، مبرهنةً على أن التحليل الكهربائي أداة مهمة لضمان استقرار الشبكة.

وتتعاون شركات عدّة في تطوير المحطة، من بينها: إيفرفيول الدنماركية، مشغّل نظام نقل الكهرباء والغاز في الدنمارك إنرجينت (Energinet)، وشركة الطاقة البريطانية سنتريكا (Centrica).

مرافق تابعة لمصفاة كروسبريدغ
مرافق تابعة لمصفاة كروسبريدغ - الصورة من Energy Watch

دعم المصافي وتصدير أول شحنة

يبدو أن محطة "هاي سينرجي" تتحول تدريجيًا إلى مشروع متعدد الأغراض، فإلى جانب دورها لحماية واستقرار شبكة الكهرباء الدنماركية، حوّلت المحطة أهداف الحياد الكربوني وطموحاته في البلاد إلى واقع.

وبنظرة أوسع نطاقًا، أشار الرئيس التنفيذي لشركة إيفرفيول "جاكوب كروغسغارد" إلى أن المحطة تعدّ "بارقة أمل" لمشروعات الهيدروجين الأوروبية وخطط الطاقة النظيفة، من خلال توسُّع "ذكي" في البنية التحتية.

وكانت الشركة الدنماركية قد أعلنت تشغيل المحطة رسميًا الشهر الماضي، إذ تتشارك مع عدّة جهات:

  • على صعيد التشغيل والتطوير:

يشارك "إيفرفيول" -صناعيًا- في تطوير المحطة كل من: كروسبريدج إنرجي (Crossbridge Energy) المشغّلة لمصفاة تكرير مجاورة، وشركة التدفئة والحرارة المركزية تي في آي إس (TVIS).

  • على صعيد التمويل والملكية:

تملك الشركة الدنماركية حصة قدرها 51% في مشروع المحطة، وتؤول الحصة المتبقية بنسبة 49% إلى هاي 24 (Hy24) التي تدير أكبر صندوق لبنية الهيدروجين التحتية في العالم.

وخلال اليوم الأول لانطلاق تشغيل "هاي سينرجي"، صدّرت المحطة أول شحنة هيدروجين أخضر -المتوافق مع المعايير الأوروبية- إلى ألمانيا من خلال شاحنة، في سابقة للدنمارك، وفق بيان "إيفرفيول" الصادر آنذاك.

ومن جانب آخر، تزوّد المحطة "مصفاة كروسبريدغ" بالهيدروجين لإنتاج الوقود السائل، ما يسمح للمصفاة بالتخلّي عن استعمال 35 طنًا يوميًا من الهيدروجين المنتج بالوقود الأحفوري.

وتصل قدرة المحطة إلى 20 ميغاواط، وتتلقى دعمًا بنحو 6.5 مليون يورو ( 7.7 مليون دولار) من وكالة الطاقة الدنماركية، وتعدّ من بين أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر الأوروبية، إذ يدعمها الاتحاد بتمويل مشترك بقيمة 3.8 مليون يورو.

*(اليورو = 1.18 دولارًا أميركيًا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق