التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في بريطانيا قد تشهد انتكاسة بسبب خلاف مع ترمب (تقرير)

نوار صبح

يترقب قطاع الطاقة النووية في بريطانيا العرقلة وسط خلاف مع الرئيس الأميركي بشأن اتفاقية التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ما قد يؤثّر سلبًا بقطاع توليد الكهرباء في البلاد.

نتيجة لذلك، تواجه خطط بريطانيا الرامية إلى إطلاق "عصر ذهبي" للطاقة النووية خطر التأخير، وأعرب ناشطون عن مخاوفهم من عرقلة المشروعات الجديدة، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

حصل هذا بعد أن علّقت الولايات المتحدة اتفاقية الازدهار التكنولوجي، التي تعهَّد فيها ترمب ورئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر بتعميق التعاون في مجال الطاقة النووية في بريطانيا.

وقد رافق ذلك تعهدات بالاستثمار في بريطانيا من جانب شركة إكس-إنرجي الأميركية (X-Energy)، وشركة سنتريكا (Centrica) (المالكة لشركة بريتيش غاز)، بالإضافة إلى شركة الطاقة النووية لاست إنرجي الأميركية (Last Energy)، وشركة موانئ دبي العالمية (DP World) المشغّلة لميناء لندن.

إبطاء نشر المفاعلات الصغيرة

قللت بعض مصادر قطاع الطاقة النووية في بريطانيا من شأن الخلاف يوم الأربعاء 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، واصفةً إياه بأنه "تكتيك تفاوضي"، بينما أشار آخرون إلى أنه قد يُبطئ نشر المفاعلات المعيارية الصغيرة المصممة أميركيًا في المملكة المتحدة إذا لم يُحلّ.

وتَرافقَ هذا باستياء متزايد في واشنطن من قانون السلامة على الإنترنت البريطاني، الذي يزعم منتقدوه أنه سيُقيّد حرية التعبير ويعوق شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية.

وقال رئيس قسم السياسات لدى مجموعة "بريطانيا المُعاد بناؤها" المؤيدة للطاقة النووية، سام دوميتريو: "لا شكّ أن هذا سيُقلق مجتمعات الطاقة النووية في بريطانيا، التي وُعِدت بمشروعات جديدة وفرص عمل مُرتبطة بها".

تنصيب القبة في محطة هينكلي بوينت سي للطاقة النووية ببريطانيا
تنصيب القبة في محطة هينكلي بوينت سي للطاقة النووية ببريطانيا – الصورة من بي بي سي

وكانت الفائدة الرئيسة لاتفاقية الازدهار التكنولوجي للمشروعات النووية هي الاتفاق على التعاون في مجال الموافقات التنظيمية.

وأضاف سام دوميتريو أن "هذا أمر بالغ الأهمية للمشروعات، لأن التعاون الوثيق والاعتراف بالتصاميم الأميركية المُعتمدة بصفتها آمنة من شأنه أن يُقلص سنوات من مدة المشروعات."

وأقرّ مصدرٌ في القطاع بأنّ هذا الخلاف قد يُبطئ وتيرة العمل في بعض المشروعات، لكنّ مصدرًا آخر وصفه بأنه "ضجيجٌ لا طائل منه"، وأنّ تأمين شروط تجارية مواتية لمحطات الكهرباء يُعدّ مصدر قلقٍ أكبر من التنظيم، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

المفاعلات النووية الصغيرة

بدأت شركة رولز رويس للمفاعلات النووية الصغيرة (Rolls-Royce SMR)، المُستعدة لبناء أول مفاعلات نووية صغيرة في بريطانيا، إجراءات الحصول على موافقة على تصاميمها في الولايات المتحدة هذا العام.

في غضون ذلك، تسعى شركة إكس-إنرجي الأميركية إلى بناء أول مفاعلاتها التجارية لصالح شركة داو كيميكال (Dow Chemical) في ولاية تكساس، وقد تكون من بين الشركات التي ستستفيد من التعاون عبر الأطلسي إذا ما سُرِّعَت إجراءات الموافقة على تصاميمها الأميركية في المملكة المتحدة.

وشهد الاتفاق النووي تعهّد البلدين بتعزيز العمل المشترك بين مكتب تنظيم الطاقة النووية البريطاني وهيئة تنظيم الطاقة النووية الأميركية، على أمل أن تُسهم الموافقة على التصاميم الجديدة في تسريع العملية في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

وأُبرِمَت مذكرة تفاهم بين الهيئتين التنظيميتين، وأُعلِنَت بشكل منفصل، ولم يتّضح يوم الأربعاء ما إذا كان الخلاف القائم سيؤثّر فيها.

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أن المحادثات مع واشنطن ما تزال جارية.

(من اليمين) رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي
رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي – الصورة من ذا تيليغراف

من ناحية ثانية، ادّعى متحدث باسم مكتب تنظيم الطاقة النووية البريطاني أن العمل مع هيئة تنظيم الطاقة النووية الأميركية "يسير على نحو جيد".

يأتي ذلك في الوقت الذي هدَّد فيه الرئيس ترمب باستهداف شركة سبوتيفاي (Spotify)، عملاق التكنولوجيا الأوروبي، ردًا على الغرامات "التمييزية" التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركات التكنولوجيا الأميركية.

وأدرج مكتب الممثل التجاري الأميركي تطبيق بث الموسيقى السويدي ضمن قائمة شركات الاتحاد الأوروبي التي تمكنت من العمل "بشكل عادل" في الولايات المتحدة، بينما تُعاقب الشركات الأميركية من قبل بروكسل.

بدوره، اتّهم المكتب التجاري الاتحاد الأوروبي بـ"اتّباع نهج مستمر من الدعاوى القضائية والضرائب والغرامات والتوجيهات التمييزية والمضايقة" ضد الشركات الأميركية التي تقدّم "خدمات مجانية جوهرية".

وقالت الوكالة الأميركية: "على النقيض تمامًا، تمكَّن مقدِّمو الخدمات في الاتحاد الأوروبي من العمل بحرّية في الولايات المتحدة لعقود".

وأضافت أنه في حال استمرار الاتحاد الأوروبي بقمع الشركات الأميركية، فلن يكون أمام الولايات المتحدة "خيار سوى البدء في استعمال جميع الأدوات المتاحة لديها لمواجهة هذه الإجراءات غير المعقولة".

إلى جانب شركة سبوتيفاي، ذكرت الولايات المتحدة شركة أكسنتشر الاستشارية (Accenture) التي تتخذ من دبلن مقرًا لها، وشركة ميسترال الفرنسية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي (Mistral)، وشركة دي إتش إل الألمانية للشحن (DHL)، أهدافًا محتملة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق