حظي مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة بتطورات إضافية، في مرحلة مهمة من عمر تطوير المشروع الذي تفصله عن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي أشهر قليلة.
وكشف مدير فرع شركة توتال إنرجي الفرنسية للاستكشاف والإنتاج في البلاد عن تفاصيل استعدادات البناء في المشروع، وخطط ما قبل الانطلاق في بدء الاستثمار، حسب تصريحات حديثة له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن بين أبرز هذه الخطوات إعادة نظر الشركة في بعض عطاءات البنية التحتية بعد عملية تعديل واسعة النطاق، استهدفت خفض التكلفة وتسريع عملية البناء وفتح المجال أمام مقاولين جدد.
وبجانب عملاقة الطاقة الفرنسية، يضم المشروع شركاء من شركات أميركية وأسترالية ويابانية، وتكتسب خطة التطوير مرونة كافية لاستيعاب شركاء محليين بعد خطوة انطلاق الاستثمار.
قرار الاستثمار النهائي
يستعد شركاء مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي مطلع العام المقبل 2026، على أن يسبقه مؤتمر خلال الربع الأول استجابة لمتطلبات مرحلة ما قبل إطلاق العنان للتطوير.
ويواصل الشركاء حاليًا التفاوض حول اتفاقيات البيع والشراء، في حين كشف مسؤول بشركة توتال إنرجي الفرنسية (المشغلة) عن رغبة 7 وكالات للتصدير وما يزيد على 30 بنكًا تجاريًا بتوفير التمويل اللازم للمشروع.

وجاء ذلك بعدما تلقّى مطورو مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة عطاءات وعروضًا إضافية، وفق تصريحات لمدير شركة توتال إنرجي في قطر خلال حدث عُقد في أستراليا 10 ديسمبر/كانون الأول 2025.
وأوضح أرنو بيرتيه أن الشركة أنجزت استقبال عروض عقود الهندسة والمشتريات والبناء للمشروع، بعد الاتفاق حول تعديلات مهمة في التصميم.
وأضاف أن العروض الجديدة اتسمت بتكلفة أكثر ملاءمة من العطاءات السابقة، ما يشير إلى تجاوز أبرز العقبات المعطلة للمشروع.
عطاءات وتعديلات
شهد مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة إقبالًا من شركات عدة، بعد إعادة فتح المجال للعروض نهاية العام الماضي 2024.
وشكّلت هذه الخطوة فرصة إضافية لإعادة النظر في تقدير التكاليف الباهظة، التي تسبّبت في تأخير المشروع بالفعل.
وأجرى المطورون تعديلات في:
- قُطر خط أنابيب الغاز
قلّصت توتال إنرجي قطر خط الأنابيب المطلوب مده، للربط بين الحقول المنتجة للغاز ومحطة إنتاج الغاز المسال، بمقدار 10 بوصات كاملة (من 40 إلى 30 بوصة).
- طول خطوط الأنابيب
خفّضت الشركة أيضًا طول خطوط الأنابيب بعد تعديل المسار، ما انعكس إيجابًا في نهاية الأمر على التقدير الإجمالي لتكلفة الخطوط.
وتضمّن ذلك تغيير خط أنابيب للمكثفات، وإعادة توجيهه إلى وحدة عائمة جديدة للتخزين والتفريغ أُضيفت غربًا.
ومن جانب آخر، فتحت توتال إنرجي المجال لمشاركة شركات مقاولات صينية تتسم بتكلفتها المنخفضة، لضمان مضي المشروع -المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية 5.6 مليون طن سنويًا- قدمًا.

الحصص والموافقات البيئية
تُوزّع حصص شركاء مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة وفق النسب الآتية، حسب معلومات الموقع الرسمي له:
- توتال إنرجي بحصة 37.55%.
- إكسون موبيل بحصة 37.04%.
- سانتوس الأسترالية 22.83%.
- إنيوس إكسبلورا اليابانية 2.58%.
وقد تختلف هذه الحصص بعد قرار الاستثمار النهائي، وانضمام شركاء محليين جدد مثل: شركة كومول.
وكانت النفقات الرأسمالية للمشروع قد بلغت 18 مليار دولار ضمن تقديرات التصور السابق للمشروع، الذي تضمّن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي مطلع العام الماضي 2024.
ويسعى الشركاء حاليًا للوصول إلى تكاليف تقترب من 14 مليار دولار، وفق تصريحات نقلها موقع بيزنس أدفانتدج المحلي عن رئيس الوزراء جيمس مارابي.
ويعوّل الشركاء على سرعة إنجاز هيئة النفط الوطنية في البلاد ملتقى التطوير، الذي يُعد أبرز الخطوات التنظيمية المسبقة لقرار الاستثمار، إذ يضم ممثلي الدولة والحكومات المحلية لتنسيق كيفية تقاسم الإنتاج.
وحصل المشروع مؤخرًا على الموافقات اللازمة من هيئة حماية البيئة، وغطى التصريح مراحل: (التنقيب، والإنتاج، والمعالجة، والتوزيع)، بالتوازي مع تأمين شركة توتال إنرجي عقود البيع مع المشترين لتلبية طلب لأسواق الآسيوية.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة يشهد توقيع عقد مهم
- مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة ينتظر انفراجة تمويلية
- مشروع أنغور.. علامة فارقة بصناعة الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة
اقرأ أيضًا..
- عدد حفارات النفط الأميركية يرتفع للأسبوع الثاني على التوالي
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تتصدر المشهد (مقال)
- ناقلات النفط الفنزويلي في مرمى التصعيد الأميركي.. مصادرة وملاحقة بالعقوبات
المصادر..
- عروض وعطاءات إضافية لمشروع للغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة، من أرغوس ميديا.
- حصص الشراكة في المشروع، من الموقع الرسمي له.
- الموافقات البيئية ومستهدفات خفض التكلفة، من بيزنس أدفانتدج بابوا غينيا الجديدة.





