رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

مصر توقع اتفاقية لإجراء مسح جوي لإمكاناتها التعدينية

تشهد مصر تحركًا واسعًا لتعزيز قدراتها في قطاع التعدين، عبر إطلاق مبادرة وطنية تستهدف بناء قاعدة بيانات جيولوجية حديثة تغطي مختلف المحافظات، لذلك وقّعت اتفاقية لإجراء مسح جوي جيوفيزيائي لإمكاناتها.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد شهد وزير البترول توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية وشركة "إكس كاليبر" الإسبانية للتخطيط الذكي، بهدف بدء تنفيذ عمليات المسح بوساطة الطائرات والأقمار الاصطناعية.

ويشمل المشروع دمج البيانات التاريخية مع التقنيات الحديثة لرسم صورة دقيقة عن المكامن المعدنية، مع تنفيذ المسح على مراحل تغطي 6 مناطق بحثية، حيث تؤكد هذه الخطوة حرص مصر على تطوير عمليات التقييم الجيولوجي ورفع مستوى كفاءة المشروعات المرتبطة بالثروة المعدنية.

ويراهن قطاع التعدين في مصر على هذه الاتفاقية لفتح آفاق واسعة أمام التوسّع الاستثماري وتحقيق قيمة مضافة للموارد الطبيعية، إذ يعكس المشروع استعداد القاهرة لتطبيق نماذج مبتكرة تُسهم في دعم خطط التحول الاقتصادي وتحسين بيئة العمل التعدينية في البلاد.

إمكانات قطاع التعدين في مصر

جاء توقيع الاتفاقية خلال جولة ميدانية لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي في موقع عمل الشركة الإسبانية، إذ اطّلع على تجهيزات حظيرة الطائرات والمجسات وأنظمة بيانات الطيران، وهي تجهيزات توفّر بنية أساسية متطورة تمكّن البلاد من تحديث منظومتها الجيولوجية بدقة عالية.

ويتضمّن المشروع تبادل البيانات العلمية والفنية بين الجانبَيْن، بما يسمح ببناء منصات رقمية تعتمد على أحدث تقنيات التحليل، إذ تمثّل هذه الخطوة إحدى أولى مراحل تعزيز التكامل بين المؤسسات الوطنية والشركاء الدوليين، بما يدعم انتقال القاهرة إلى مستوى متقدم من التخطيط الإستراتيجي في قطاع التعدين.

المهندس كريم بدوي يعاين إحدى الطائرات المستعملة في المسح الجوي
المهندس كريم بدوي يعاين إحدى الطائرات المستعملة في المسح الجوي - الصورة من وزارة البترول والثروة المعدنية

ويشمل التعاون تنفيذ مشروعات مشتركة وإجراء أبحاث متخصصة تستهدف الكشف التفصيلي عن المكامن المعدنية، إذ يُنتظر أن تعزز هذه الأعمال قدرة مصر على تحديد المناطق ذات الأولوية التعدينية، ما يضمن رفع كفاءة الاستثمار وتحسين إدارة الموارد الطبيعية وفق أفضل الممارسات.

وتبدأ المرحلة الأولى بإطلاق عمليات المسح الجوي المغناطيسي، ثم استكمال الأعمال في المناطق ذات الفرص الأكبر، في تسلسل يعكس توجه مصر نحو تطبيق منهج علمي دقيق يعتمد على مؤشرات جيولوجية موثوقة، لتحديد الخطط المستقبلية للتنمية التعدينية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعمل المشروع على تطوير قاعدة بيانات وطنية تتيح للمستثمرين معلومات شاملة حول طبيعة التراكيب المعدنية ومعدلات التركز، إذ يُتوقع أن تُسهم هذه المعلومات في تعزيز تنافسية السوق ودعم قدرة مصر على جذب شركات كبرى تعمل في الصناعات التعدينية المتقدمة.

الربط مع 750 شركة أسترالية

في سياق زيارة وزير البترول المصري، التقى الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوستماين" الأسترالية فانيسا هابرلاند، في خطوة تؤكد اهتمام القاهرة بتوسيع شراكاتها الدولية والاستفادة من الخبرات العالمية، إذ جاء اللقاء ليعزّز التوجه نحو بناء جسور تعاون جديدة مع مراكز الابتكار المتقدمة.

وتسلّط المنظمة الضوء على فرص التعاون مع 750 شركة أسترالية متخصصة في جميع مجالات التعدين، إذ يمثّل هذا التواصل فرصة ثمينة لقطاع التعدين في مصر لإعادة هيكلة الصناعة وتبني تقنيات متقدمة تتيح تطوير منظومات التشغيل وزيادة كفاءة المشروعات خلال المرحلة المقبلة.

قطاع التعدين في مصر
جانب من لقاء وزير البترول المصري ومسؤولي منظمة أوستماين - الصورة من الوزارة

ويأتي هذا الاهتمام ضمن رؤية أوسع لتعظيم الدور الاستثماري؛ إذ تسعى الحكومة إلى جذب استثمارات نوعية من دول تمتلك تجارب ناجحة في الابتكار والاستخراج، في وقت تدرك فيه مصر أهمية هذه الشراكات في تحقيق قفزة نوعية تمكّن القطاع من الانتقال إلى مراحل أكثر تطورًا.

وتشكّل أستراليا أحد أهم المراكز العالمية في تطوير تقنيات التحليل الجيولوجي وأنظمة التشغيل الذكية، ما يوفّر فرصة مواتية لربط الشركات المحلية بحلول تكنولوجية حديثة، وهو ما يعكس رغبة مصر في إدخال منظومات رقمية أكثر فاعلية تُسهم في تحسين بيئة العمل التعدينية.

ومن المتوقع أن يعمل التعاون المشترك على توسيع نطاق المشروعات التعدينية، من خلال تعزيز تناقل الخبرات ورفع مستوى الجاهزية التقنية، إذ يستفيد قطاع التعدين في مصر من هذا الزخم عبر بناء شبكات اتصال عالمية تُسهِم في تعزيز قدرته على المنافسة وتحقيق خطط التوسع المستقبلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق