رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

مسؤول: الجزائر تمتلك ميزة تنافسية للريادة في مجال الهيدروجين الأخضر

يشكل إنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر محور اهتمام العديد من الدول والشركات؛ لعدة مزايا تنافسية، وفي مقدمتها خفض التكلفة والبنية التحتية، وقرب البلاد من الأسواق المستهلكة.

وأكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن بلاده تمتلك ميزة تنافسية استثنائية بفضل مواردها الشمسية الهائلة، ما يمنحها قدرة طبيعية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتنافسية عالية وعلى نطاق واسع.

وأشار عرقاب، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إلى أن الجزائر تبنت خيارًا إستراتيجيا واضحًا يتمثل في جعل الهيدروجين النظيف محورًا رئيسًا في انتقالها الطاقوي.

وأضاف، خلال مشاركته في جلسة دولية بعنوان: "إطلاق القدرات الكامنة للهيدروجين النظيف من خلال الاستثمار والابتكار"، على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر العام الـ21 لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في الرياض أن تطوير سلسلة صناعية للهيدروجين يُعد ركيزة أساسية لتحقيق نمو صناعي مستدام ومتنوع ومنخفض الانبعاثات.

وتخطط الجزائر لإنتاج وتصدير ما بين 30 و40 مليار كيلوواط/ساعة (ما يصل لمليون طن عند تحويله إلى هيدروجين)، في شكل هيدروجين غازي وسائل ومشتقاته.

وتمتلك الحكومة مخططًا يستهدف توليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، من خلال الاعتماد على الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى التوليد المشترك، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

الهيدروجين الأخضر في الجزائر

قال عرقاب إن الجزائر اعتمدت سنة 2023 الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، المصحوبة بخريطة طريق عملية تعتمد على مراحل تدريجية تشمل:

  • تطوير الإطار التنظيمي.
  • إطلاق مشروعات نموذجية.
  • التوسع التدريجي في الإنتاج.
  • تطوير صناعة متكاملة على طول سلسلة القيمة، بما يدعم القدرات الوطنية للتصدير.
جانب من فعاليات ندوة دولية حول الهيدروجين النظيف ضمن مؤتمر اليونيدو – الصورة من وزارة الطاقة (24 نوفمبر 2025)
جانب من فعاليات ندوة دولية حول الهيدروجين النظيف ضمن مؤتمر اليونيدو – الصورة من وزارة الطاقة (24 نوفمبر 2025)

وأوضح أن البلاد قطعت أشواطًا معتبرة في مجال الهيدرجين الأخضر، من خلال استكمال الإطار التنظيمي، وإطلاق مشروعات نموذجية بالتعاون مع عدة دول، وإدراج تخصصات الهيدروجين ضمن برامج التعليم العالي والبحث العلمي.

وأضاف أن موازنة 2026 تضمن حوافز مهمة؛ من بينها الإعفاء من الرسوم الجمركية والضرائب على المحللات الكهربائية والألواح الشمسية، دعمًا للاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر في الجزائر.

وتتمتع الجزائر بقدرة تنافسية عالية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ تخطط لإنتاجه بتكلفة تتراوح بين 1.2 دولارًا ودولارين لكل كيلوغرام، أي ما يعادل 1.1 إلى 1.8 يورو (1.29-2.11 دولارًا)، وفقًا للمدير العام لشركة سوناطراك.

في حين قدرت دراسة أعدّها باحثون أوروبيون تكلفة الإنتاج 4 يورو (4.63 دولارًا) للكيلوغرام، لتحتل المرتبة الثانية أفريقيا بعد موريتانيا 3.8 يورو (4.40 دولارًا أميركيًا) للكيلوغرام.

نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا

أشار عرقاب إلى إطلاق بلاده حوارًا عالي المستوى يجمع الأطراف المعنية بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي (South H2 Corridor) لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا.

وقال: "المشروع يحظى بدعم مباشر من الاتحاد الأوروبي، كما تستفيد الجزائر من مرافقة تقنية من اليونيدو التي تتولى مهمة الأمانة التقنية للمشروع".

وممر الهيدروجين إلى أوروبا هو خط أنابيب مخصص وجاهز للهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر، بقيادة 4 مشغّلين رؤساء لنظام التوزيع الأوروبي: سنام، وتاغ، وجي سي إيه، وبايرنتس.

ويُعدّ الممر -الذي من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030- جزءًا من العمود الفقري لخطوط نقل الهيدروجين في أوروبا، ويضمن تطويره أمن إمداد الطاقة في القارة.

ومن المقرر أن يربط الممر شمال أفريقيا وإيطاليا والنمسا وألمانيا، ما يسمح بإمداد الهيدروجين الأخضر المنتَج في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى المستهلكين في أوروبا.

جانب من فعاليات ندوة دولية حول الهيدروجين النظيف ضمن مؤتمر اليونيدو – الصورة من وزارة الطاقة (24 نوفمبر 2025)
جانب من فعاليات ندوة دولية حول الهيدروجين النظيف ضمن مؤتمر اليونيدو – الصورة من وزارة الطاقة (24 نوفمبر 2025)

وفي سياق متصل، أبرز عرقاب أنّ الجزائر تستفيد من مشروع وطني للهيدروجين الأخضر ضمن البرنامج العالمي للهيدروجين النظيف المموّل من صندوق البيئة العالمي وتحت إشراف اليونيدو.

وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى دعم إعداد الإطار التنظيمي والمعياري، وتطوير منظومات القياس والشهادات، وتعزيز القدرات التقنية والبشرية، وتحضير البنى الصناعية الضرورية للإنتاج والتطبيقات المحلية للهيدروجين.

وأوضح أن المشروع سيسهم في بناء أسس قوية لاقتصاد وطني للهيدروجين، كما سيدعم تنويع الصناعة وظهور سلاسل قيمة جديدة في مجالات مثل الأسمدة والتنقل النظيف والأمونيا الخضراء، إلى جانب تعزيز جاذبية الجزائر للاستثمارات الأجنبية.

وأشار إلى أن المشروع سيسهم أيضًا في تطوير القدرات الوطنية على مستوى المؤسسات الحكومية والصناعية ومراكز البحث، من خلال نقل التكنولوجيا والابتكار وتدعيم المهارات اللازمة.

وأكد عرقاب أن الجزائر ستستفيد من الوصول إلى خبرة ومعايير دولية موحدة، بالإضافة إلى الانخراط في منصات تبادل المعرفة والتكوين المشترك، إلى جانب تعزيز التعاون جنوب–جنوب عبر تبادل التجارب الناجحة والحلول المبتكرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق