سيطر التراجع على سوق تخريد ناقلات الغاز المسال خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في تحول مفاجئ بعد انتعاشة قوية خلال الآونة الأخيرة.
وجاء هذا التغيير مدفوعًا بتسجيل عوائد التأجير الفورية للناقلات -خلال الشهر الجاري- أعلى مستوياتها منذ 15 شهرًا، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد تُشكّل "المكاسب" كلمة السر في هذا التحول، إذ جذبت أسعار التأجير اليومية عددًا من مالكي السفن، ممن قرروا الاحتفاظ بالناقلات ومواصلة تشغيلها في نقل شحنات الغاز المسال، بعد أن كان الاتجاه الأكثر ربحًا (تفكيكها وبيعها بوصفها خردة).
وجاء ذلك بعدما تسببت موجة "التخريد" في نقص عدد الناقلات بالسوق، ومن ثم زيادة الطلب عليها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجار والشحن وتعزيز مكاسب المالكين.
سوق تخريد ناقلات الغاز المسال
شهدت سوق تخريد ناقلات الغاز المسال نشاطًا منذ مطلع العام الجاري، إذ بيعت ناقلات بسعة تصل إلى 1.9 مليون متر مكعب خلال هذه المدة، بهدف هدمها وتفكيكها.
ويفوق ذلك 4 أضعاف سعة التخريد مقارنة بمتوسط السنوات الـ10 الماضية، حسب تقديرات نقلتها منصة ريفييرا ماريتايم ميديا عن كلاركسونز.

وأقرّت أحواض إعادة التدوير هيمنة ناقلات الغاز المسال على سوق التخريد، ورغم ذلك لم تقتصر طفرة التفكيك عليها، إذ امتدّت لأنواع عدّة.
وسجّل معدل هدم ناقلات الغاز بأنواعها -بحمولة ساكنة بلغت 1.1 مليون طن- زيادة 122% على أساس سنوي.
ولا تعني هذه المتغيرات "شهادة وفاة" سوق تخريد ناقلات الغاز المسال، فرغم ركود السوق، ما تزال نشطة نسبيًا حتى نهاية العام مدفوعة بعمليات تفكيك بين الحين والآخر، وفق بيانات رصدها تقرير شركة "جي إم إس GMS" الوسيطة للأسبوع 46.
سر التحول
ظهرت عوامل خلال الشهر الجاري قلّصت من نشاط سوق تخريد ناقلات الغاز المسال، إذ ارتفعت أرباح عوائد الإيجار الفورية للناقلات.
وتردَّد مالكو السفن في إنجاز صفقات التخريد، بعدما أغرتهم مكاسب التأجير المرتفعة في ظل زيادة الطلب ونقص الناقلات.
وسجّل متوسط إيجار الناقلة سعة 174 ألف متر مكعب 77 ألفًا و500 دولارًا في اليوم، خلال الأسبوع المنتهي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتعدّ هذه القيمة مرتفعة بنسبة 30% على أساس أسبوعي، وأكثر من 3 أضعاف منتصف الشهر الماضي، والأعلى منذ أغسطس/آب 2024.
ونشطت السفن الكبيرة المتجهة نحو كندا وأميركا الشمالية، في حين كانت السوق أكثر هدوءًا في المحيط الهادئ والشرق.
وبذلك، تبدو خيارات الناقلات متباينة إلى حدّ كبير، بين استمرار بيع الناقلات القديمة للتخريد بمكاسب منخفضة حاليًا نظرًا لضعف السوق، أو الاحتفاظ بها لنقل الشحنات للاستفادة من المكاسب الحالية المرتفعة.

أحواض التخريد
تعرضت أحواض التخريد خلال العام الجاري إلى ضغوط قوية، في ظل تراجع معدل السفن المفككة (بأنواعها المختلفة، وليس ناقلات الغاز المسال فقط).
وقُدِّرت السفن المفككة منذ بداية العام الجاري حتى الآن بحمولة ساكنة تصل إلى 10.4 مليون طن، وهو معدل منخفض يقترب من نصف المتوسط السنوي خلال 10 سنوات، وفق تقديرات تقرير كلاركسونز.
وتكافح أحواض السفن في جنوب آسيا -خاصة الهند- لضمان استمرار عملها في ظل حالة الركود، خاصة أن موجة النشاط السابقة استنزفت عددًا كبيرًا من ناقلات السوق وتكاليف التشغيل.
ويشير ذلك إلى عوامل سلبية عدّة مؤثرة في سوق تخريد السفن مؤخرًا، من بينها:
- ضعف اقتصادات إعادة التدوير.
- ارتفاع التكاليف.
وتؤدي هذه العوامل بطريقة غير مباشرة إلى حسم خيارات مالكي ناقلات الغاز المسال، بالنظر إلى عوائد استمرار تشغيل السفن وضعف اقتصاد التفكيك وضغوط الأحواض.
موضوعات متعلقة..
- واحدة من أقدم 40 ناقلة غاز مسال في العالم تتجه للتخريد.. رحلة مثيرة
- أسطول ناقلات الغاز المسال عالميًا قد يتوسع 30% بحلول 2030
- فجوة سوق تأجير ناقلات الغاز المسال تتسع في الربع الثالث 2025
اقرأ أيضًا..
- إنتاج مصر من الغاز يرتفع فوق 4.1 مليار قدم مكعبة يوميًا
- أحدث بيانات إنتاج الكهرباء في قطر.. وهذه خطة الـ4 غيغاواط طاقة شمسية (تقرير)
- منصة حفر عملاقة تعود إلى السعودية من جديد
المصادر:





