التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة وحدة أبحاث الطاقة

استثمارات طاقة الرياح العالمية تنخفض إلى 196 مليار دولار.. نصفها في دولة واحدة

خلال 2024

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

2025-11-19

0 149

انخفضت استثمارات طاقة الرياح العالمية إلى أقل مستوى في 3 سنوات خلال العام الماضي (2024)، وسط تحديات كبيرة يشهدها القطاع في الأسواق الرئيسة بين ارتفاع التكاليف والعقبات التنظيمية.

وبلغت الاستثمارات العالمية في طاقة الرياح البرية والبحرية 196 مليار دولار خلال 2024، بانخفاض 10.5% عن متوسط عامي 2022 و2023، بحسب بيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وهذا أقل مستوى مسجّل للاستثمار العالمي في طاقة الرياح منذ عام 2021، حينما بلغت 178 مليار دولار، وفق التقرير السنوي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".

واستحوذت الصين وحدها على 50% من إجمالي استثمارات طاقة الرياح العالمية خلال العام الماضي، تلتها أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 20% و14% على التوالي.

استثمارات طاقة الرياح العالمية في 2024

شكّلت استثمارات طاقة الرياح العالمية 24% (منها 19% للرياح البرية)، من إجمالي استثمارات الطاقة المتجددة في 2024، الذي بلغ مستوى قياسيًا عند 807 مليار دولار، دون تغيير كبير عن متوسط مدّة 2022-2023.

وما تزال الطاقة الشمسية صاحبة النصيب الأكبر من الإنفاق العالمي على المصادر المتجددة بحصّة ارتفعت إلى 69% العام الماضي، مقابل 56% في متوسط عامي 2022 و2023.

وتأثرت استثمارات طاقة الرياح العالمية العام الماضي بالتراجع القوي في الإنفاق على قطاع الرياح البحرية، بنسبة 45% إلى 39 مليار دولار، مقارنة مع متوسط عامي 2022 و2023.

وحدّ هذا التراجع في القطاع البحري من أثر زيادة استثمارات الرياح البرية بنسبة 6% إلى مستوى قياسي عند 157 مليار دولار، بحسب البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وأضافت الرياح البرية نحو 108 غيغاواط خلال العام الماضي، ليصل إجمالي السعة المركّبة عالميًا إلى 1.053 تيراواط، بانخفاض عن الإضافات المسجّلة في 2023 عند 105 غيغاواط.

مزرعة رياح برية في ولاية تكساس الأميركية - الصورة من شركة أورستد الدنماركية

بينما أضافت قدرة الرياح البحرية أكثر من 5 غيغاواط جديدة خلال 2024، بانخفاض 55% عن الزيادة المسجلة عام 2023 (11.6 غيغاواط)، ليبلغ الإجمالي 79.4 غيغاواط.

ويعكس هذا الانخفاض تحديات كثيرة واجهتها طاقة الرياح، وتتمثل فيما يلي:

ارتفاع التكاليف جراء تسارع معدل التضخم.
تأخير التصاريح.
اختناقات الشبكة الكهربائية (عدم قدرتها على استيعاب الإضافات الجديدة من الرياح).
ضغوط سلاسل التوريد.

ورغم هذه التحديات، تتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي ارتفاع إضافات طاقة الرياح (البرية والبحرية) إلى مستوى قياسي خلال عام 2025، عند 170 غيغاواط، بعد أن سجلت 113 غيغاواط في 2024.

طاقة الرياح البحرية الأكثر تضررًا

كانت التحديات سالفة الذكر أكثر وضوحًا في طاقة الرياح البحرية، بالنظر إلى الجداول الزمنية أطول للتصاريح، وتكاليف أعلى في التمويل والتركيب، وهو ما تسبَّب في انخفاض الاستثمارات بجميع المناطق الرئيسة.

وعاقت هذه التحديات تمويل المشروعات في أوروبا، التي شهدت أكبر انخفاض على أساس سنوي في الاستثمارات بنسبة 80%، استنادًا إلى البيانات الأولية من آيرينا.

ورغم استحواذها على نصف استثمارات طاقة الرياح العالمية في 2024، فإن الرياح البحرية في الصين شهدت انخفاضًا بنسبة 65%، لتواصل الاتجاه المستمر منذ عام 2022، نتيجة لوجود العديد من المشروعات في مرحلة التطوير، والتخلّص التدريجي من الدعم الوطني في نهاية 2021.

وأدّى هذا التباطؤ الصيني إلى تراجعها للترتيب الثاني لصالح أوروبا، التي باتت أكبر منطقة جاذبة لاستثمارات طاقة الرياح البحرية في 2023، مدفوعة بالنمو القوي في المملكة المتحدة، إلى جانب فرنسا وألمانيا وبولندا.

وفي الولايات المتحدة، انخفضت استثمارات طاقة الرياح البحرية بنسبة 40% في 2024، بعد المستوى القياسي البالغ 36.2 مليار دولار عام 2023، وسط تحديات كبيرة تواجه القطاع منذ بدء الولاية الثانية للرئيس دونالد ترمب.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، قررت إدارة ترمب تعليق عقود إيجار مشروعات الرياح البحرية في المياه الفيدرالية، فضلًا عن وقف إصدار التراخيص الجديدة والقروض للمشروعات البحرية والبرية.

وبموجب "القانون الكبير الجميل"، الذي أصدرته إدارة الرئيس دونالد ترمب في يوليو/تموز 2025، من المقرر إلغاء الإعفاءات الضريبية لطاقة الرياح -الممنوحة في عهد الرئيس السابق جو بايدن- بعد عام 2027.

ورغم التأثير السلبي لهذا القرار على المديين المتوسط والطويل، فإن سيؤدي إلى اندفاع المطورين لتسريع خطط تنفيذ المشروعات قبل انتهاء صلاحية الإعفاءات، ما سيُترجَم إلى زيادة في إضافات قدرة الرياح الأميركية خلال العامين المقبلين.

وبحسب الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- من المتوقع أن تمثّل الولايات المتحدة 3% فقط من إضافات الرياح البحرية العالمية حتى 2030:

توقعات طاقة الرياح البحرية العالمية بحصص الدول حتى 2030