شحنة نفط سعودية تصل إلى سوريا.. الأولى من نوعها
وصلت شحنة نفط سعودية إلى سوريا، ضمن المنحة المقدمة من المملكة إلى حكومة دمشق، لتأمين جزء من احتياجاتها من الوقود خاصة لتشغيل المركبات ومحطات الكهرباء.
وأعلنت الشركة السورية للبترول، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد 16 نوفمبر/تشرين الثاني (2025)، وصول ناقلة النفط "بيتاليدي" إلى مصب ميناء بانياس البحري محمّلةً بأكثر من 89 ألف طن (ما يعادل 640 ألف برميل) من النفط الخام.
وقالت الشركة المسؤولة عن إدارة قطاع النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات في سوريا، إن هذه الشحنة في إطار المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية.
ويجري حاليًا استكمال جميع الإجراءات اللوجستية والفنية لبدء عمليات الربط والتفريغ الفوري لحمولة شحنة نفط سعودية وصلت إلى سوريا ليجري البدء في تحويل الخام إلى مشتقات نفطية لتلبية الاحتياجات المحلية.
شحنة النفط السعودية
أظهرت بيانات، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تحميل شحنة النفط السعودية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي على متن الناقلة "بيتاليدي" (Petalidi) التي ترفع علم ليبيريا.
وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية وبيانات تتبع الناقلات أن السفينة حُمّلت بخام الحوت من الخفجي، وبعدها توقفت في رأس تنورة، لتأخذ مكثفات حقل الخف لمزجها مع خام الحوت، بما يحقق المواصفات المناسبة لمصفاة بانياس السورية.
وكانت مصادر مصادر مطلعة قد كشفت، في تصريحات خاصة، عن أن توقف الناقلة التي تحمل شحنة نفط سعودية إلى سوريا في أكثر من موقع، يعود إلى أن الأنواع التي تتناسب مع المصافي السورية غير متوافرة في ينبع على البحر الأحمر.

وحرصت الناقلة، التي حملت شحنة النفط السعودية إلى سوريا، على تجنّب العبور من البحر الأحمر رغم قرب المسافة، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
وأرجعت المصادر مرور الناقلة حول أفريقيا إلى عاملَيْن رئيسَيْن؛ هما: أن خزانات النفط في سوريا مليئة، وليس هناك مكان لتخزين أي نفط يصل إلى البلاد في الأيام المقبلة، جُدول وصول ناقلة النفط في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.
وأسهمت عوامل متعلقة بتكلفة التأمين والسلامة، في اختيار مسار السفينة حول أفريقيا؛ إذ إن تكاليف التأمين في البحر الأحمر في وقت انطلاق رحلة الشحنة كانت عالية بسبب عدم توقف هجمات الحوثيين على السفن.
منحة النفط السعودية
تُعد الشحنة الحالية جزءًا من المنحة التي قدّمتها حكومة المملكة العربية السعودية إلى سوريا التي تبلغ إجماليها 1.65 مليون برميل نفط خام.
وتشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن هذه الشحنة تُعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا؛ إذ لم تستورد سوريا تاريخيًا أي شحنات من النفط السعودي.
وفي 11 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت السعودية تقديم دعم إلى سوريا لتأمين احتياجاتها من الوقود، من خلال منحة بـ1.65 مليون برميل نفط، لتلبية جزء من احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية، وأيضًا توفير الوقود لمحطات الكهرباء.
ووقّع الصندوق السعودي للتنمية مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة، تتضمّن تقديم منحة من النفط السعودي إلى سوريا، في إطار دعم المملكة للأشقاء في سوريا، والإسهام في تحسين الاستقرار والتنمية المستدامة.
وتعمل منحة النفط السعودي على تشغيل المصافي السورية، وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية لدعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا لنمو القطاعات الحيوية فيها، ودعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكان وزير الطاقة السوري محمد البشير قد أكد، في تصريحات سابقة، أن شحنة النفط السعودية إلى سوريا ستُوجّه لتشغيل مصفاة بانياس لعدة استعمالات؛ أبرزها توفير الوقود للمركبات، وضمان استدامة عمل المصفاة.
موضوعات متعلقة..
- شحنة نفط سعودية ضخمة في طريقها إلى سوريا.. والناقلة تتجنّب البحر الأحمر
- صناعة توربينات الغاز.. زخم عربي تقوده السعودية والجزائر (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- دمج البطاريات في النقل البحري.. جانب مظلم مليء بالمخاطر والتحديات
- أزمة الكهرباء في باكستان.. حلول غير واقعة تركز على مصادر الطاقة المتجددة (مقال)
- موارد الغاز غير المكتشفة في الخليج العربي.. دولة واحدة تمتلك 40% (دراسة)





