مصر تمدد صفقة تنقيب في خليج السويس ودلتا النيل

2025-11-13

0 215

التنقيب عن النفط والغاز في مصر — جانب من مراسم توقيع الاتفاقية- الصورة من وزارة البترول والثروة المعدنية (13 نوفمبر 2025)

مددت مصر اتفاقية تتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز في مناطق خليج السويس ودلتا النيل مع شركة عالمية، حتى عام 2040، في خطوة تهدف لتعظيم الاستغلال الاقتصادي للموارد المتاحة.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاقية مع شركة إيني الإيطالية، تشمل تنفيذ حملة جديدة للمسح السيزمي ثلاثي الأبعاد، لاكتشاف الموارد غير المستغلة، مما يعزز إمكانات الإنتاج ويتيح فرصًا جديدة للاستثمار في قطاع النفط والغاز.

وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي أن تمديد اتفاقية التنقيب يمثّل إنجازًا إستراتيجيًا يرسّخ أكثر من 70 عامًا من التعاون مع إيني، ويمهّد الطريق لتطبيق أحدث التكنولوجيات في الاستكشاف والإنتاج، بما يسهم في زيادة الاكتشافات وتقليل فاتورة الاستيراد.

ويعدّ هذا التمديد خطوة مهمة ضمن المحور الأول في إستراتيجية الوزارة، الهادف لتلبية الطلب المحلي من المنتجات النفطية من خلال تكثيف أعمال الإنتاج والاستكشاف والتنمية، مع تأكيد الالتزام بمعايير الصحة والسلامة والبيئة في جميع الأنشطة.

التنقيب عن النفط والغاز في مصر

شهدت مصر منذ عقود جهودًا مستمرة في التنقيب عن النفط والغاز، لا سيما في مناطق خليج السويس ودلتا النيل، إذ توفر هذه المناطق إمكانات واعدة للإنتاج النفطي، لذلك يمثّل تمديد الالتزام الحالي مع إيني فرصة لتعزيز الاستكشافات المستقبلية.

ومن المقرر أن تبدأ الشركة الإيطالية حملة مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد متقدمة، بهدف الكشف عن الموارد غير المستغلة. وتعتمد الحملة على تقنيات متطورة وخبرة طويلة في جيولوجيا باطن الأرض، مما يعزز القدرة على تحديد المواقع الأكثر إنتاجًا.

ويعدّ حقل بلاعيم النفطي، الذي بدأ إنتاجه منذ عام 1954، أكبر حقل في مصر تاريخيًا، ويظل رمزًا للشراكة الإستراتيجية بين مصر وشركة إيني الإيطالية، مع استمرار الإنتاج عند 60 ألف برميل يوميًا في عام 2025.

ومن المنتظر أن يؤدي تكثيف عمليات الاستكشاف والحفر في هذه المناطق إلى تحسين الإنتاج، ما يسهم في دعم الأمن الطاقي للبلاد وتعزيز الاعتماد على الموارد المحلية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثّل هذه الاتفاقيات -بحسب بيان وزارة البترول والثروة المعدنية- منصة لتطبيق أحدث الابتكارات التكنولوجية في البحث والاستكشاف والإنتاج، بما يدعم القدرة التنافسية للقاهرة في قطاع الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.

وتعدّ هذه المبادرات استكمالًا لجهود القاهرة في تطوير بُنيتها التحتية النفطية، من خلال الاستفادة من شراكات طويلة المدى مع شركات عالمية مثل إيني، لتعظيم العوائد الاقتصادية وتحقيق استدامة الإنتاج.

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية- الصورة من وزارة البترول والثروة المعدنية (13 نوفمبر 2025)

التعاون بين مصر وإيني الإيطالية

تمثّل الاتفاقية الجديدة امتدادًا لعلاقة أكثر من 7 عقود بين مصر وإيني الإيطالية، إذ أسهمت الشركة في تطوير حقول نفطية وغازية متعددة في سيناء وخليج السويس، مع الالتزام بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة.

وأكد مدير عام شركة إيني في مصر، فرانشيسكو جاسباري، أن الاتفاقية ستطلق حملة إعادة استثمار كبرى، تشمل أنشطة حفر واستكشاف ممتدة لسنوات، بما يدعم تعزيز إمكانات الإنتاج ويؤكد التزام الشركة بالمعايير الدولية.

ويشمل التعاون استعمال أحدث التكنولوجيات في المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد، ما يتيح استغلال الموارد غير المستغلة بدقّة وكفاءة عالية، ويعكس التزام مصر وإيني بتحقيق نمو مستدام في قطاع الطاقة.

كما أن الاتفاقية تعزز من جاذبية القاهرة بوصفها مركزًا للاستثمار في قطاع الطاقة، مع توفير فرص كبيرة للابتكار وتطبيق أفضل الممارسات الدولية، بما يضمن تعزيز الإنتاج وزيادة الاكتشافات الجديدة.

وفي هذا السياق، تمثّل العلاقة الإستراتيجية بين مصر وإيني نموذجًا ناجحًا للشراكة المثمرة، إذ يسهم التعاون طويل المدى في تطوير صناعة النفط والغاز وتلبية احتياجات السوق المحلية بكفاءة عالية.

كما يشكّل هذا التعاون حجر الزاوية في جهود مصر لتعزيز استقلالها الطاقي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال تكثيف الإنتاج المحلي وتوسيع نطاق الاستكشافات البترولية في مناطق الالتزام المختلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..