توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري قد يواجه أول ركود منذ جائحة كورونا
في 2025
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
تشير التوقعات لعام 2025 إلى أن توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري سيدخل مرحلة ركود لأول مرة منذ جائحة كورونا، إذ تؤدي التطورات في الصين والهند دورًا رئيسًا في قلب الموازين العالمية.
وأظهرت بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن نمو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فاق إجمالي نمو الطلب على الكهرباء خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025، رغم انخفاض الطاقة الكهرومائية.
ونتيجة لذلك، بقي توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري -الفحم والغاز والنفط- عند مستويات 2024 تقريبًا، مع تراجع طفيف قدره 17 تيراواط/ساعة، وفق التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر.
وبناءً على هذه المعطيات، يبدو أن النمو القياسي في الطاقة الشمسية والرياح، سيغني عن أيّ زيادة في التوليد بالوقود الأحفوري.
ويأتي ذلك رغم توقعات نمو الطلب العالمي على الكهرباء بنحو 831 تيراواط/ساعة خلال العام الجاري، وهي سادس أكبر زيادة مطلقة على الإطلاق.
يشار إلى أن تأثير الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي يتزايد مع تباطؤ النمو الاقتصادي أو حدوث ركود، لا سيما أن الطاقة الشمسية والرياح لا علاقة لهما بالوضع الاقتصادي.
وتفصيلًا، يؤدي انخفاض النمو الاقتصادي إلى تراجع الطلب على الكهرباء، فيلجأ مديرو المحطات بخفض قسري للفحم والغاز، وبذلك تزداد حصة الطاقة المتجددة دون زيادة فعلية في طاقة التوليد.
توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في 2025
كشف تقرير إمبر الصادر اليوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2025) أن السبب وراء توقعات ركود توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في 2025 هو النمو القياسي للطاقة النظيفة.
فقد أصبحت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محركًا جديدًا في قطاع الكهرباء، وباتت قادرة على تلبية كامل الطلب الإضافي، لتمنع أيّ نمو في الإنتاج بالوقود الأحفوري.
وفي السنوات السابقة، لم يحدث أيّ ركود أو تراجع في توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري إلّا في السنوات التي شهدت ضعف الطلب، لكن الاختلاف يكمن خلال العام الجاري في التوقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء.
وبفضل النمو القياسي في إضافات الطاقة الشمسية والرياح خلال أول 9 أشهر من العام الجاري، وصلت حصة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي إلى 34.2%، مقابل تراجع الوقود الأحفوري إلى 57.1%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويشير ذلك إلى كسر الرابط التقليدي بين نمو الطلب على الكهرباء ونمو الوقود الأحفوري، وهو رابط كان مستمرًا منذ العقد الأول من القرن الحالي.
ورغم بعض الشكوك بسبب الطقس خلال الربع الرابع وغياب بعض بيانات بعض الدول، من المتوقع أن أيّ تغيّر يطرأ في الإنتاج بالوقود الأحفوري سيكون طفيفًا.

تراجع توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في الصين والهند
شهد توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في الصين والهند تراجعًا على مدى الأشهر الـ9 الأولى من 2025، وهو اتجاه هبوطي بدأ في 2024.
فقد سجلت الصين انخفاضًا في الإنتاج بالوقود الأحفوري على مدار 12 شهرًا (من الربع الرابع 2024 وحتى نهاية الربع الثالث 2025)، بنسبة 0.7% على أساس سنوي، نتيجة الاعتماد المتزايد على الطاقة المتجددة لتلبية الطلب الإضافي بالكامل.
أمّا الهند، فقد انخفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري بنسبة 2.5% خلال المدة نفسها، مع نمو الطاقة الشمسية والرياح، فضلًا عن انخفاض نمو الطلب على الكهرباء نتيجة اعتدال الطقس مقارنة بموجات الحر خلال 2024.
ورجّحت إمبر أن يكون هذا الانخفاض مؤقتًا، وإذا عادت درجات الحرارة إلى مستوياتها المعتادة في نهاية 2025 ومطلع 2026، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء، ومن ثم التوليد بالوقود الأحفوري.
ويرصد الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- نسبة اعتماد مزيج الكهرباء في الهند على الفحم خلال عامي 2023 و2024:

إنتاج الطاقة المتجددة في 2025
خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025، سجّل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية نموًا قياسيًا بنسبة 31%، ليصل إلى 498 تيراواط/ساعة، متجاوزًا إجمالي إنتاج 2024.
وكانت الصين المحرك الأكبر لنمو الطاقة الشمسية، حيث أسهمت بنحو 280 تيراواط/ساعة، أي أكثر من نصف الزيادة العالمية، تليها الولايات المتحدة بـ71 تيراواط/ساعة، ثم الاتحاد الأوروبي بـ52 تيراواط/ساعة.
كما بلغ إنتاج طاقة الرياح 137 تيراواط/ساعة، أي بزيادة 7.6%، وقادت الصين هذا النمو لتصل الإضافات 102 تيراواط/ساعة، إلى جانب زيادات محدودة في الولايات المتحدة ودول أخرى، ما عوّض الانخفاض في الاتحاد الأوروبي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبذلك بلغ إنتاج الطاقة الشمسية والرياح 635 تيراواط/ساعة، متجاوزًا الزيادة في الطلب العالمي البالغة 603 تيراواط/ساعة.
بينما شهدت الطاقة النووية ارتفاعًا طفيفًا بلغ 33 تيراواط/ساعة، في حين تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية بمقدار 54 تيراواط/ساعة.
موضوعات متعلقة..
- 3 محطات كهرباء أميركية تعمل بالوقود الأحفوري تواصل نشاطها.. بأمر حكومي
- شيطنة الوقود الأحفوري تهدد أمن الطاقة الغربي (تحليل)
- الطلب على الكهرباء عالميًا ينمو 2.6%.. والطاقة المتجددة تتجاوز الفحم لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط الروسي تنخفض إلى أقل مستوى في 5 أشهر
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات نمو الطلب على النفط في 2025 و2026
- وكالة الطاقة الدولية تعدّل موقفها: لا ذروة في الطلب على النفط قبل 2050
المصدر:





