رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

محطات الفحم في البرازيل.. لماذا لا يستطيع مستضيف كوب 30 إغلاقها؟ (تقرير)

محمد عبد الستد

اقرأ في هذا المقال

  • البرازيل ما تزال تعتمد على محطات الكهرباء العاملة بالفحم
  • تبرز البرازيل بلدًا رائدًا في توليد الكهرباء من المصادر المتجددة
  • أدرجت الحكومة الفحم في مزادات سعة توليد الكهرباء
  • انتقادات لإدراج الفحم في مزادات سعة توليد الكهرباء
  • جماعات الضغط سبب رئيس لمواصلة اعتماد البرازيل على الفحم

تعيش البرازيل مفارقةً كبرى تنبع من عدم قدرتها على التخلص من محطات الفحم في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاستضافة مؤتمر المناخ كوب 30 المقرر من 10 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وتبرُز البرازيل بلدًا رائدًا في توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، مثل طاقة الشمس والرياح، غير أن جماعات الضغط القوية في البلد اللاتيني يعرقل أي جهود للتخلص من الفحم الذي لا غنى عنه للاقتصادات المحلية.

كما أدرجت الحكومة الفحم في مزادات سعة توليد الكهرباء بهدف تحسين أمن الطاقة عبر استعمال الكهرباء المولدة بالفحم في أثناء فترات انخفاض إنتاجية الطاقة المتجددة، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل يرى النقاد أن إدراج الفحم في المزادات تلك يتعارض مع هدف مرونة الطاقة؛ إذ لا يمكن لمحطات الفحم أن تبدأ عملياتها بسرعة.

وأضافوا أن ضعف التخطيط الحكومي طويل الأجل يسمح باستمرار استعمال الفحم في توليد الكهرباء، على الرغم من وجود فائض من الطاقة النظيفة غير مستغل بالكامل بسبب تراجع الطلب وضعف البنية التحتية للنقل.

عودة محطة فحم

في شهر يوليو/تموز الماضي عادت واحدة من محطات الفحم في البرازيل إلى العمل مجددًا بعدما ضخت مجموعة أعمال قوية ملايين الدولارات للحفاظ على عمليات توليد الكهرباء اللازمة لتزويد مدينة التعدين كانديوتا الواقعة في جنوب البلاد، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وتراهن شركة أمبار (Ambar) المالكة لمحطة الفحم والمملوكة للأخوين المليارديرين ويسلي وجوسلي باتيستا على أن البرازيل لن تتوقف قريبًا عن استهلاك الفحم الحساس جدًا للبيئة في توليد الكهرباء على الرغم من أن البلاد تولد 80% من الكهرباء لديها من المصادر المتجددة.

وتطالب البرازيل التي على وشك استضافة مؤتمر المناخ كوب 30، دول العالم بالتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وأعرب الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا عن بالغ أسفه خلال قمة استضافتها مدينة بيليم الأمازونية هذا الأسبوع أن الحرب الأوكرانية قد تسببت بإعادة فتح مناجم الفحم.

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال كلمته في مؤتمر المناخ كوب 30
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال كلمته في مؤتمر المناخ كوب 30 – الصورة من يورونيوز

توليد الكهرباء بالفحم

ما تزال محطة كانديوتا و5 محطات فحم أخرى تنتِج 3% من إجمالي الكهرباء المولدة في البرازيل؛ ما يعكس حجم الضغوط التي تمارسها الجماعات المناصرة للوقود الأحفوري وانعدام خطة تحول طاقة، من أجل مواصلة تشغيل محطات الفحم.

وقالت رئيسة مراقبة أنشطة الفحم في منظمة غلوبال إنرجي مونيتور (Global Energy Monitor) البحثية كريستين شيرار: " البرازيل لديها إمكانيات ضخمة في موارد طاقة الشمس والرياح بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية؛ ما يتيح لها غلق محطات الكهرباء العاملة بالفحم".

وأضافت: "قوة (لوبي) الفحم، لا سيما في الولايات المشتهرة بتعدين هذا الوقود الأحفوري، هي السبب الرئيس الذي يجعلك ترى محطات الفحم تعمل حتى الآن".

وانتهى العقد المبرَم بين الحكومة وبين محطة كهرباء كانديوتا في العام الماضي، ما دفع الشركات المحلية إلى الغلق، فيما غادر العديد من السكان المدينة.

وتبيع المحطة حاليًا الكهرباء في السوق الفورية؛ ما يساعدها على تلبية الطلب في ساعات الذروة وقت انعدام توليد طاقة الشمس والرياح.

وإلى جانب دعم جماعات الضغط، أعطى الكونغرس البرازيلي والحكومة الفيدرالية قبلة الحياة لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم.

ففي الشهر الماضي، وافق نواب البرلمان على مشروع قانون يمنح عقودًا لمحطات الفحم المحلية حتى عام ٢٠٤٠، مثل محطة كانديوتا.

غير أن الرئيس البرازيلي ما يزال بمقدوره استعمال حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القانون المذكور.

مزرعة رياح
مزرعة رياح - الصورة من إم آي تي

مزاد يثير انتقادات

في شهر مارس/أذار الماضي أتاحت الحكومة البرازيلية طرح سعة توليد الكهرباء بالفحم في جولة مزاد بهدف تعزيز أمن الطاقة عبر التعاقد مع محطات حرارية يمكن تنشيطها بسرعة عند انعدام موارد الشمس والرياح.

وقالت وزارة الطاقة البرازيلية إن العقود الإضافية ستجعل نظام الكهرباء أكثر موثوقية؛ ما يتيح دخول المزيد من المصادر المتجددة الشبكة أيضًا.

وقد مثلت مسألة تضمين الفحم في المزادات المذكورة مفاجأة للخبراء الذين يقولون إن محطات الفحم لا تتسم بسرعة بدء التشغيل، ولذا فهي تفتقر إلى المرونة اللازمة.

ويُلقي المنتقدون باللائمة على سوء التخطيط طويل الأمد في استمرار عمل محطات الفحم، حتى مع هدْر كميات هائلة من الطاقة النظيفة نتيجة ضعف الطلب ونقص خطوط النقل.

ويرون أن هذا يُعرّض الحكومة لضغوط شركات الفحم والغاز الطبيعي، على الرغم من ارتفاع التكاليف المالية والبيئية.

وقال رئيس الجبهة الوطنية لمستهلكي الطاقة -وهي مجموعة تنتقد الدعم الحكومي للفحم- لويز إدواردو باراتا إن الشقيقين باتيستا قد اشتريا محطة كهرباء كانديوتا قبل أن تبرم عقدًا جديدًا مع الحكومة لأنهما "رأيا إمكانية نجاح طرقهما في الضغط على الحكومة في هذا الخصوص".

وتسعى مجموعة بيئية أخرى تُسمى أرايارا (Arayara) والتي تنتقد شركة "أمبار" لشرائها محطة كهرباء كانديوتا، للحصول على حكم قضائي بتعليق التراخيص البيئية للمحطة.

في المقابل قالت "أمبار" إن الفحم المستهلَك في محطة كانديوتا التابعة لها "آمن ومتاح على نطاق واسع لنظام الطاقة؛ ما يجعله مثاليًا لضمان موثوقية الإمدادات".

ونفت الشركة اعتمادها على النفوذ السياسي لتأمين عقد جديد لمحطة كانديوتا أو المحطات الأخرى المملوكة لها.

واتهمت منتقديها بتمثيل مصالح مستهلكي الطاقة الكبار على حساب المستهلكين الصغار، بصرف النظر غن احتياجات نظام الطاقة، أو البيئة أو حتى السكان في البرازيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1. أسباب عدم قدرة البرازيل على التخلص من محطات الفحم من رويترز.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق