أخبار السياراترئيسيةسيارات

انهيار مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا.. بالأرقام

دينا قدري

سجلت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا تراجعًا حادًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، إلّا أن بعض الشركات ما تزال تأمل في تعافي السوق سريعًا.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، سجلت جميع الشركات المصنّعة للسيارات الكهربائية انخفاضات حادة في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، وهو أول شهر كامل دون الإعفاء الضريبي الذي ساعد في دعم الطلب لأكثر من عقدٍ من الزمان.

وارتبط انخفاض المبيعات بانتهاء صلاحية هذا الحافز الفيدرالي، الذي طُرِح لأول مرة عام 2008، ووُسِّع في عهد الرئيس جو بايدن، وقدّم ما يصل إلى 7500 دولار للسيارات الكهربائية المؤهلة المصنوعة أساسًا في الولايات المتحدة.

وتغيَّر ذلك عندما وقّع الرئيس دونالد ترمب مشروع قانون السياسة الداخلية الشامل، الذي يُعرَف بـ"مشروع القانون الكبير والجميل" في يوليو/تموز، مُنهيًا البرنامج ساري المفعول في 30 سبتمبر/أيلول.

مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا

سارع المشترون إلى إشراء السيارات الكهربائية قبل انتهاء الحافز الضريبي في 30 سبتمبر/أيلول 2025، ما ترك الوكلاء دون سيارات، وشركات صناعة السيارات تعاني من انخفاض حادّ في المبيعات.

وأبلغت شركات فورد موتور (Ford Motor)، وكيا (Kia)، وهيونداي موتور (Hyundai Motor)، وتويوتا موتور (Toyota Motor)، عن انخفاضات هائلة في مبيعات السيارات الكهربائية، بحسب موقع سي إن بي سي (CNBC).

وأعلنت فورد -التي احتلّت المركز الثالث في مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا خلال الربع الثالث 2025- انخفاضًا بنسبة 25% في مبيعاتها من السيارات الكهربائية بالكامل في أكتوبر/تشرين الأول على أساس سنوي.

وشمل ذلك انخفاضًا بنسبة 12% لسيارة موستانغ ماك-إي الكروس أوفر، وانخفاضًا بنسبة 17% لشاحنة إف-150 لايتنينغ.

سيارة فورد الكهربائية إف-150 لايتنينغ
سيارة فورد الكهربائية إف-150 لايتنينغ - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

أعلنت تويوتا أنها باعت 18 وحدة من سيارتها الكهربائية بالكامل الوحيدة، المسماة "بي زد"، في أكتوبر/تشرين الأول، انخفاضًا من 1401 وحدة في العام السابق (2024)، و61 سيارة في شهر سبتمبر/أيلول 2025.

كما سجلت كيا وهيونداي انخفاضًا مماثلًا في مبيعات طرازات السيارات الكهربائية الرئيسة لديها، بنسبة تتراوح بين 52% و71% عن العام السابق (2024).

وتتجلى الانخفاضات بشكل ملحوظ عند النظر إلى الأشهر، حيث شهد سبتمبر/أيلول نهاية فصلية قياسية لمبيعات السيارات الكهربائية في أميركا قبل انتهاء الحافز الضريبي.

وانخفضت مبيعات بعض الطرازات، مثل طرازَي هيونداي أيونيك 5 وأيونيك 9 الكهربائيين، بنسبة 80% و71% على التوالي بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وفقًا للمبيعات المعلنة.

وكان الوضع مشابهًا بالنسبة للسيارات الكهربائية في شركة كيا، المملوكة لـ"هيونداي موتور"، لكنها تعمل بشكل منفصل إلى حدّ كبير في الولايات المتحدة.

سيارة هيونداي أيونيك 5 الكهربائية
سيارة هيونداي أيونيك 5 الكهربائية - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

مستقبل السيارات الكهربائية في أميركا

هذا التراجع في المبيعات لا يعني أن الأميركيين قد طووا صفحة السيارات الكهربائية تمامًا؛ إذ صرّح مسؤول في الصناعة بأن شهر سبتمبر/أيلول شهد حالة من النشاط المفرط، حيث باع الوكلاء كل سيارة كهربائية يمكنهم بيعها قبل انتهاء مدة السماح.

ببساطة، لم يكن لدى شركات صناعة السيارات سيارات كهربائية معروضة للبيع، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية (Daily Mail).

وصرّحت شركة تيسلا الأميركية، التي لا تُعلن أرقامًا شهرية، أنها باعت عددًا من السيارات يفوق ما صنعته في الربع الأخير، وهي علامة على أن المشترين الأميركيين اشتروا سابقًا قبل انتهاء مدة سماح الحافز الضريبي.

وأرقام مبيعات السيارات الكهربائية من تويوتا مُضللة، فقد كانت سيارة بي زد 4 إكس في طريقها إلى الانخفاض، ومن المقرر إطلاق نسخة مُعاد تصميمها في عام 2026، وفق ما أكدته "ديلي ميل".

بدلًا من أن يكون مؤشرًا للطلب على السيارات الكهربائية، يقول محللو الصناعة، إن تراجع أكتوبر/تشرين الأول لا يعني أن السائقين سيتخلّون عن السيارات الكهربائية، بل يُشير إلى نهاية حقبة ساعدت فيها الحوافز الفيدرالية على خفض تكاليف المستهلك.

ويقول الرئيس وكبير المحللين في شركة الأبحاث والاستشارات "أوتو باسيفيك" (AutoPacific)، إد كيم، إن التأثير سيكون أشد وطأة في السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، التي تهدف إلى خفض تكلفة طرحها في السوق بدءًا من عام 2026.

على سبيل المثال، سيبدأ سعر الجيل المقبل من سيارة نيسان "ليف" من نحو 30 ألف دولار، ولكن دون الائتمان، ستفقد هامشًا سعريًا مهمًّا كان من الممكن أن يقرّب سعرها من 22 ألفًا و500 دولار.

سيارة نيسان ليف الكهربائية
سيارة نيسان ليف الكهربائية - الصورة الموقع الرسمي للشركة

بالنسبة للمشترين المبتدئين، قد يكون هذا الفرق حاسمًا؛ إذ يقول كيم: "السعر أحد أهم أسباب عزوف الناس عن شراء سيارة كهربائية".

ومع ذلك، كان هناك بصيص أمل لدى السائقين الذين يأملون في تقليل بصمتهم الكربونية، فمبيعات السيارات الهجينة مزدهرة؛ إذ أعلنت هيونداي قفزة بنسبة 41% في مبيعات السيارات الهجينة الشهر الماضي، ما يشير إلى أن الأميركيين ما زالوا يرغبون في التحول إلى السيارات الكهربائية.

ويبدو أن 2026 يُعدّ عامًا حاسمًا لمبيعات السيارات الكهربائية؛ إذ وضع العديد من شركات صناعة السيارات -بما في ذلك شيفروليه، وتويوتا، وريفيان، وتيسلا، وفورد- خططًا لإنتاج سيارات كهربائية منخفضة التكلفة للمشترين الأميركيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. انهيار مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، من منصة "سي إن بي سي"
  2. مستقبل مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، من صحيفة "ديلي ميل"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق