واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب قد ترتفع 75% (تقرير)
بحلول عام 2030
وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين
 - صادرات الغاز الروسي إلى الصين قد تصل إلى 38 مليار متر مكعب في 2024
 - الصين تستورد الغاز من روسيا عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا العامل منذ 2019
 - توقعات بتشغيل خط أنابيب الشرق الأقصى الجديد بين البلدين بحلول عام 2027
 - مذكرة تفاهم ملزمة لإنشاء خط جديد بين البلدين بطاقة 50 مليار متر مكعب سنويًا
 - الصين تستورد الغاز من تركمانستان وميانمار عبر خطوط لا يعمل بعضها بكامل طاقته
 - الطلب على الغاز في الصين قد يرتفع 100 مليار متر مكعب حتى عام 2030
 
من المتوقع توسُّع واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب بحلول عام 2030، بينما ستواجه الواردات من دول آسيا الوسطى تحديات معاكسة.
في هذا السياق، توقّع تقرير دولي حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة- نمو واردات الصين من الغاز الطبيعي الروسي عبر خطوط الأنابيب بنسبة 75%، أو ما يعادل 25 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
وتستند تقديرات نمو واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى زيادة عمليات التسليم المرتقبة عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا الأول"، إضافة إلى بدء تشغيل خط أنابيب الشرق الأقصى في عام 2027.
وتتضمن هذه التقديرات إمكان زيادة الواردات بمقدار 6 مليارات متر مكعب، على حسب تطورات أحدث الاتفاقيات المُبرَمة بين شركة غازبروم الروسية وشركة النفط الوطنية الصينية.
على الجانب الآخر، يُتوقَّع حدوث انخفاض في واردات الصين من الغاز القادم من آسيا الوسطى خلال السنوات المقبلة، في ظل تزايد مشكلات الحقول في تركمانستان، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية –مؤخرًا-.
واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب
بدأت واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب رسميًا منذ أواخر عام 2019، عندما أعلنت موسكو تشغيل خط أنابيب باور أوف سيبيريا الأول المتفَق على بنائه بين البلدين في عام 2014.
وكانت أول كميات ضُخَّت عبر هذا الخط في حدود 5 مليارات متر مكعب، ثم ارتفعت تدريجيًا حتى وصلت إلى 16 مليار متر مكعب عام 2022، قبل أن تقفز إلى 31 مليار متر مكعب في عام 2024، بحسب بيانات شركة غازبروم الروسية الحكومية.
ومن المتوقع زيادة الكميات عبر هذا الخط إلى 38 مليار متر مكعب خلال عام 2025، وهي السعة الكاملة المتفَق عليها بين البلدين منذ عام 2014.
ووافقت شركة غازبروم في سبتمبر/أيلول 2025 على توسيع طاقة هذا الخط بمقدار 8 مليارات متر مكعب، لتصل إلى 44 مليار متر مكعب خلال السنوات المقبلة، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا لذلك؛ ما جعل وكالة الطاقة الدولية تتوقع ضخ هذه الكميات قبل عام 2030.

إضافة إلى ذلك، فمن المتوقع تشغيل خط أنابيب آخر –مقترح بين البلدين منذ 2022- يُطلَق عليه خط أنابيب الشرق الأقصى بحلول عام 2027، وتبلغ طاقته التصميمية قرابة 10 مليارات متر مكعب.
ويعتمد هذا الخط -الذي سيمرّ عبر بحر اليابان- على نقل الغاز الطبيعي من جزيرة سخالين في الشرق الأقصى الروسي إلى شمال شرق الصين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
على الجانب الآخر، وقّعت موسكو وبكين مطلع سبتمبر/أيلول الماضي مذكرة تفاهم ملزِمة لإنشاء خط أنابيب جديد (باور أوف سيبيريا2) لتصدير مزيد من الغاز الروسي عبر شرق منغوليا إلى شمال الصين.
وتبلغ السعة التصميمية المقترحة لهذا الخط قرابة 50 مليار متر مكعب سنويًا، ما قد يجعله أكبر خط في العالم وأعلاها تكلفة، بحسب الرئيس التنفيذي لغازبروم أليكسي ميلر.
وإذا نجح البلَدان في تنفيذ هذا المشروع، فمن المتوقع ارتفاع واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى 106 مليارات متر مكعب سنويًا، وهو ما يعادل الكمية التي كانت روسيا تصدّرها لأوروبا قبل الحرب (140 مليار متر مكعب سنويًا)، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
واردات الصين من غاز آسيا الوسطى
لا يقتصر الأمر على واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب، إذ تستورد بكين الغاز عبر الأنابيب -أيضًا- من آسيا الوسطى، وتحديدًا من تركمانستان وميانمار عبر 4 خطوط أنابيب عاملة منذ سنوات، كما تتفاوض مع تركمانستان لإنشاء خط جديد منذ سنوات.
وأنشأت الصين -منذ عام 2008- ثلاثة خطوط رئيسة لاستيراد الغاز من تركمانستان، اثنين منهما تبلغ سعة نقلهما المجمعة قرابة 30 مليار متر مكعب سنويًا، ويمرّان عبر قازاخستان قبل دخول الصين عند مدينة خورغوس الحدودية.
أمّا الخط الثالث، فتبلغ سعته التصميمية قرابة 25 مليار متر مكعب، وقد بدأ تشغيله منذ عام 2014، لكنه ظل يعمل بأقل من طاقته الاستيعابية بسبب تأخُّر البنية التحتية لخطوط الأنابيب المحلية.
وتتفاوض بكين مع تركمانستان على إنشاء خط رابع منذ 2013، يمتد من حقل غالكينيش -أحد أكبر حقول الغاز في العالم-، ويمرّ عبر أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان، بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليار متر مكعب، لكن تنفيذه ما زال متأخرًا حتى الآن، بسبب مفاوضات الأسعار والتحديات الجغرافية لمدّ الخطوط عبر تضاريس جبلية معقّدة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
على الجانب الآخر، تستورد الصين الغاز –أيضًا- من ميانمار عبر خط أنابيب بطاقة استيعابية تصل إلى 12 مليار متر مكعب سنويًا، وبدأ تشغيله منذ عام 2013، لكنه يعمل بأقل من طاقته بكثير منذ سنوات، إذ لم تتجاوز الكميات المنقولة عبره 3.8 مليارات متر مكعب في عام 2022، مع نقص البيانات المتاحة عنه منذ ذلك التاريخ، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات الطلب على الغاز في الصين 2030
ارتفع الطلب على الغاز في الصين بمقدار 20 مليار متر مكعب، ليصل إلى 432 مليار متر مكعب في عام 2024، مقارنة بنحو 402 مليار متر مكعب في عام 2023.
ورغم ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب الصيني على الغاز بمقدار 5 مليارات متر مكعب فقط خلال عام 2025، ليصل الإجمالي إلى 437 مليار متر مكعب.
بينما تتوقع ارتفاع الطلب بما يتراوح من 97 إلى 100 مليار متر مكعب خلال المدة (2024-2030)، ليصل الإجمالي إلى 529 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي.

وبصورة عامة، ترجّح الوكالة أن تظل معدلات نمو الطلب الصيني على الغاز أقل بكثير عن معدل السنوات الـ10 الماضية، بينما سيزيد الإنتاج المحلي للغاز بنسبة 25%، ليصل إلى 300 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
وبحسب سيناريوهين للوكالة تحتاج الصين إلى استيراد ما يتراوح من 130 مليار متر مكعب إلى 160 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز لسدّ الفجوة بين الطلب والمعروض المحلي بحلول عام 2030.
ورغم توقُّع نمو واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب بنسبة 75% خلال المدة، فإن هذه الزيادة ستظل الأقل إسهامًا في سد العجز، بينما سيظل الرهان الأكبر على واردات الغاز المسال لسدّ الجانب الأكبر من العجز بحلول عام 2030 على الأقل.
وبلغ إجمالي واردات الصين من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب (من روسيا وآسيا الوسطى) قرابة 76.6 مليار متر مكعب في عام 2024، بينما بلغت وارداتها من الغاز المسال قرابة 105.6 مليار متر مكعب، ما يشير إلى أن الثقل في الواردات ما زال للغاز المسال، بحسب بيانات مركز شنغهاي لتجارة النفط والغاز.
موضوعات متعلقة..
- خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 قد ينطلق قريبًا.. وهذه خريطة الخطوط الأخرى إلى الصين
 - المعادن الحيوية في القطب الشمالي.. شراكة مرتقبة بين روسيا والصين (تقرير)
 - إنتاج الغاز الطبيعي في الصين يوفّر 58% من احتياجاتها (تقرير)
 
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.. السعودية والجزائر تتقاسمان الصدارة
 - مشروعات النفط والغاز في 5 دول عربية تدعم أرباح شركة عالمية
 - إنتاج النفط الأميركي يقترب من 13.8 مليون برميل يوميًا لأول مرة في تاريخه
 - الجزائر ترفض محاولات لإعادة تصدير الغاز عبر المغرب (حصري)
 
المصدر:
توقعات واردات الصين من الغاز الروسي عبر الأنابيب، من وكالة الطاقة الدولية
 
 
 
 




